تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى ف... - ابن عثيمينالشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : سبق الكلام على حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :  شر الطعام طعام الوليمة، يُدعا إليها...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله ) رواه مسلم وفي رواية في الصحيحين عن أبي هريرة من قوله ( بئس الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء ) . وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه ) رواه مسلم ... " . ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
سبق الكلام على حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : شر الطعام طعام الوليمة، يُدعا إليها من يأباها، ويُمنعها من يأتيها : وفسر أبو هريرة ذلك بقوله : يدعا إليها الأغنياء ويمنع منها الفقراء ، وهذه وليمة العرس وكذلك غيرها .
ثم قال : ومن لم يجب فقد عصى الله ورسوله : وتقدم لنا شروط وجوب إجابة الدعوة وأنها خمسة.
أما هذا الحديث الآخر ففيه فضل عول الإنسان للبنات، وذلك أن البنت قاصرة ضعيفة مهينة، والغالب أن أهلها لا يأبهون بها، ولا يهتمون بها، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : مَن عال جاريتين حتى تبلغا كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وقال بأصبعه السبابة والوسطى : المعنى أنه يكون رفيقاً لرسول الله صلى الله عليه وآله في الجنة، إذا عال الجارتين : يعني الأنثيين من بنات أو أخوات أو غيرهما، فإنه يكون مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة، وقرن بين أصبعيه عليه الصلاة والسلام.
والعول في الغالب يكون بالقيام بمئونة البدن ، مِن الكسوة والطعام والشراب والسكن والفراش ونحو ذلك ، ولكن كذلك يكون في غذاء الروح ، غذاء الروح بالتعليم والتهذيب والتوجيه والأمر بالخير والنهي عن الشر وما إلى ذلك .
ويؤخذ مِن هذا الحديث ومما قبله ومما قبله أيضاً : أنه ينبغي للإنسان أن يهتم بالأمور التي تقربه إلى الله لا بالأمور الشكليات، أو مراعاة ما ينفع في الدنيا فقط، بل يُلاحظ هذا ويلاحظ ما ينفع في الآخرة أكثر وأكثر.
وقوله : حتى تبلغا : يعني حتى تصلا سن البلوغ، وهو خمس عشرة سنة، أو لتحيض المرأة ولو قبل خمس عشرة سنة، أو ينبت لها العانة أو تحتلم، لأن علامات البلوغ في المرأة أربعة، أربع علامات : تمام خمسة عشرة سنة ، نبات العانة ، والثالث : الاحتلام ، والرابع : الحيض ، فإذا حاضت ولو كانت لها أقل من خمسة عشرة سنة فهي بالغ ، والله الموفق .

Webiste