تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالقارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- : " عن عائشة رضي الله عنها قالت:  كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه،...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر فقال له الغلام: تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر وما هو ؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه رواه البخاري .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- : " عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر ما هو؟ فقال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أُحسن الكَهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلتَ منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه رواه البخاري ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
نقل الحافظ النّووي رحمه الله في كتابه *رياض الصّالحين في : " باب الورع وترك الشّبهات " :
عن عائشة رضي الله عنها أن غلامًا كان لأبي بكر ، وكان أبو بكر يخارجه يعني يدعه يشتغل ويضرب عليه خراجًا مُعيّنًا، يقول: ائت لي كلّ يوم بكذا وكذا وما زاد فهو لك ، وهذه المخارجة جائزة بالنسبة للعبيد ، إذا كان الإنسان عنده عبيد مملوكين وقال لهم: اذهبوا اشتغلوا وائتوني كلّ يوم بكذا وكذا من الدّراهم، وما زاد فهو لكم، فإن هذا جائز، لأن العبيد ملك للسيّد فما حصّله فهو له، سواء خارجهم على ذلك أم لم يخارجهم، لكن فائدة المخارجة أن العبد إذا حصّل ما اتّفق عليه مع سيّده فإن له أن يبقى من غير عمل، أن يبقى في طلب العلم، أن يبقى مستريحًا في بيته، أو أن يشتغل ويأخذ ما زاد، أما بالنّسبة للعمال الذين يجلبهم الإنسان للبلاد ويقول: اذهبوا وعليكم كلّ شهر كذا وكذا من الدّراهم، فإنّ هذا حرام وظلم ومخالف لنظام الدّولة، والعقد على هذا الوجه باطل، فليس للسيد شيء مما فرضه على هؤلاء العمّال، لأن العامل ربّما يكدح ويتعب ولا يحصّل ما فرضه عليه كفيله، وربّما لا يُحصّل شيئاً أبداً فكان في هذا ظلم ، أما العبيد فهم عبيد الإنسان مالهم وما في أيديهم فهو له، هذا الغلام لأبي بكر كان أبو بكر قد خارجه على شيء معيّن يأتي به إليه كلّ يوم ، وفي يوم من الأيام قدّم له طعامًا ، قدّم هذا الغلام طعامًا لأبي بكر فأكله ، فقال أتدري ما هذا؟ قال ما هذا؟ قال هذا عوض عن أجرة كهانة تكّهنت فيها في الجاهليّة وأنا لا أحسن الكهانة ، لكنّي خدعت الرّجل ، فلقيني فأعطاني إيّاها ، وعِوض الكهانة حرام سواء كان الكاهن يُحسن صنعة الكهانة أو لا يحسن، كما أخبر النّبي عليه الصّلاة والسّلام : أن حلوان الكاهن خبيث ، فلما قال لأبي بكر هذه المقالة أدخل أبو بكر يده في فمه فقاء كلّ ما أكل، كلّ ما أكله قاءه، وأخرجه من بطنه، لماذا؟ لئلاّ يتغذّى بطنه بحرام، وهذا مال حرام، لأنه عوض عن حرام.

Webiste