تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمينالقارئ : الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين : نقل المؤلّف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث " في باب الغضب ...
العالم
طريقة البحث
شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رؤى في وجهه، فقام فحكه بيده فقال: ( إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجى ربه، وإن ربه بينه وبين القبلة فلا يبزقن أحدكم قبل القبلة ولكن عن يساره أو تحت قدمه ) ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه إلى بعض فقال: ( أو يفعل هكذا ) متفق عليه ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلّف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث " في باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشّرع والإنتصار لدين الله تعالى : عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رؤى في وجهه، فقام فحكه بيده، فقال: إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه، وإن ربه بينه وبين القبلة، فلا يبزقن أحدكم قِبَل القبلة ولكن عن يساره أو تحت قدمه، ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض فقال: أو يفعل هكذا متفق عليه " .

الشيخ : بسم الله الرحمن الرّحيم :
هذا الحديث الذي ذكره النّووي -رحمه الله- في *رياض الصّالحين في باب الغضب إذا انتهك شرع الله عزّ وجلّ : أن الرّسول صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة أي : في قبلة المسجد ، فغضب عليه الرّسول عليه الصّلاة والسّلام وحكّها بيده وقال: إنّ أحدكم يناجي ربّه : يعني إذا كان يصلّي فإنه يناجي الله، يعني يخاطبه والله عزّ وجلّ يرد عليه فقد جاء في الصّحيح : أنَ العبد إذا قال: الحمد لله ربّ العالمين أجابه الله فقال: حمدني عبدي، وإذا قال: الرّحمن الرّحيم قال: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدّين قال: مجّدني عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإيّاك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: اهدنا الصّراط المستقيم قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ، فأنت تناجي الله عزّ وجلّ بكلامه وتدعوه سبحانه وتعالى وتسبّحه وتمجّده وتعظّمه، فهو سبحانه وتعالى أمامك بينك وبين القبلة، وإن كان الله سبحانه وتعالى في السّماء فوق عرشه، فإنه أمامك، لأنه محيط بكلّ شيء : و ليس كمثله شيء وهو السّميع البصير .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر منع التّنخم أمام القبلة يعني في قبلة الإنسان ذكر الشّيء المباح، لأن هذا هو الهدي وهذا هو الحكمة، أنك إذا ذكرت للناس ما هو ممنوع، أن تذكر لهم ما هو جائز، حتى لا تسد الأبواب عليهم، أمرَ إما الإنسان أن يبصق عن يساره أو تحت قدمه أو في ثوبه ويحكّ بعضه ببعض، ثلاثة أمور: إما تحت قدمه يبصق ويطأ عليها، وإما عن يساره وهذا والذي قبله متعذّر إذا كان الإنسان في المسجد، لأنه يلوّثه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: البصاق في المسجد خطيئة ، وإما في ثوبه، فيبصق في ثوبه ويحكّ بعضه ببعض.
وفي هذا الحديث دليل على أنّ النّخامة ليست نجسة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أَمر أن يبصق المصلي تحت قدمه أو في ثوبه ولو كانت نجسة ما أذن له أن يبصق في ثوبه.
وفيه التعليم بالفعل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أو يقول هكذا ، وبصق في ثوبه وحكّ بعضه ببعض .
وفيه أيضا إطلاق القول على الفعل : أن يقول هكذا .
وفيه أيضًا أن الإنسان لا حرج عليه أن يبصق أمام النّاس ولا سيما إذا كان للتعليم.
وفيه أن من المروءة أن لا يُرى في ثوبك شيء يستقذره الناس، لأنه حكّ بعضه ببعض لئلاّ تبقى صورتها في ثوبك، فإذا رآه الناس تأذّوا منه وكرهوه، فالإنسان ينبغي أن يكون نظيفًا في مظهره وفي ثيابه وفي غير ثيابه حتى لا يتقزّز الناس مما يشاهدونه منه، والشاهد مِن هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم تأثر وعُرف في وجهه الكراهية لما رأى النخامة في قبلة المسجد ، والله الموفّق.

Webiste