تتمة شرح قوله: واستلام الحجر الأسود، والخروج من الخلاء، والأخذ والعطاء، وغير ذلك مما هو في معناه. ويستحب تقديم اليسار في ضد ذلك، كالامتخاط والبصاق عن اليسار، ودخول الخلاء، والخروج من المسجد، وخلع الخف والنعل والسراويل والثوب، والاستنجاء وفعل المستقذرات وأشباه ذلك : قال الله تعالى: (( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه )) ، وقال تعالى: (( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة، وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة )).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم، قال الله تعالى: فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه وقال تعالى: فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله، متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
تقدم لنا مسائل ذكرها النووي رحمه الله في باب البداءة باليمين فيما يقصد به الإكرام، وذكر عدة مسائل ومنها مسح الحجر الأسود، وكذلك الركن اليماني يمسح باليمنى، وكذلك إذا لم يستطع الإنسان مسحه فإنه يشير إليه ويكون ذلك باليد اليمنى وليس باليدين جميعًا كما يفعله بعض الناس، نشاهدهم يستقبلون الحجر الأسود فيشيرون إليه باليدين جميعًا، ولكن السنة باليد الواحدة فقط، أما الركن اليماني فإن استطعت أن تستلمه يعني تمسحه باليد فافعل، وإلا فلا تشر إليه لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه أشار إليه، ثم ذكر المؤلف أشياء مما تقدم فيه اليسار قال: كالامتخاط والبصاق فإنه يكون باليسار، الامتخاط يعني إذا استنثر الإنسان ليخرج مافي أنفه من الأذى فإنه يكون باليد اليسرى، وكذلك لو أراد أن يمسح المخاط فإنه يكون باليد اليسرى، وكذلك دخول الخلاء والخروج منه، دخول الخلاء يقدم الرجل اليسرى وأما الخروج منه فقد سبق أنه يقدم الرجل اليمنى، وكذلك إذا خرج من المسجد فإنه يقدم الرجل اليسرى، وكذلك إذا أراد أن يخلع النعل أو أن يخلع الخف أو أن يخلع الثوب أو أن يخلع السراويل فإنه يبدأ بإخراج الرجل اليسرى وتكون اليمنى هي الأولى تنعل واليسرى هي الأولى تخلع، كذلك الاستنجاء يكون باليد اليسرى وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستنجي الرجل بيمينه لأن اليمين محل الإكرام ويؤكل بها ويشرب بها فينبغي إبعادها عن القاذورات، وكذلك كل شيء مستقذر فإنه يكون لليد اليسرى، وأما اليمنى فهي لما يكون فيه الإكرام ولغيره مما لا إكرام فيه ولا إهانة، فاليسرى تكون للأذى واليمنى لما سواه، واعلم أن الناس عندما خرجت الساعات التي تعلق باليد صاروا يلبسونها باليد اليسار من أجل أن تبقى اليد اليمنى طليقة ليس فيها ساعة يتأذى بها الإنسان عند الحركة، لأن حركة اليمنى أكثر من حركة اليسرى ويحتاج الإنسان للحركة باليمنى أكثر، فكانوا يجعلونها في اليد اليسرى لأن ذلك أسهل، ولأنه إذا كانت اليد اليمنى هي التي يكون فيها العمل غالبًا ربما تتعرض الساعة لشيء يضرها، فلذلك جعلوها باليسار وقد ظن بعض الناس أن الأفضل جعلها في اليمين بناء على تقديم اليد اليمنى، ولكن هذا ظن ليس مبنيًّا على صواب لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتختم بيمينه ويتختم أحيانًا بيساره، وربما كان تختمه بيساره أكثر ليسهل أخذ الخاتم باليد اليمنى من اليد اليسرى، والساعة أقرب ما تكون للخاتم فلا تفضل فيها اليمنى على اليسرى ولا اليسرى على اليمنى، الأمر في هذا واسع، إن شئت باليمين وإن شئت باليسار، كل هذا لا حرج فيه، ثم ذكر المؤلف آيتين من كتاب الله هما قوله تعالى: فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤوم اقرؤوا كتابيه وهذا يكون يوم القيامة، فإن الناس يؤتون كتبهم أي كتب أعمالهم التي كتب فيها عمل الإنسان إما باليمين وإما بالشمال، من أوتي كتابه بيمينه -جعلني الله وإياكم منهم- فإنه يأخذه فرحًا يقول للناس انظروا إلي اقرؤوا كتابيه، كما نشاهد الآن الطالب إذا أخذ ورقة النجاح صار يريها أصدقاءه وأقاربه فرحًا بها، وأما من أوتي كتابه بشماله فإنه على العكس من ذلك، يتمنى أنه لم يؤت الكتاب فضلًا عن أن يطلع عليه غيره، أما الآية الثانية التي ذكرها المؤلف فهي قوله تعالى: وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة يعني وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة فذكر الله سبحانه وتعالى أن الناس يكونون يوم القيامة ثلاثة أقسام: أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، والسابقون، السابقون هم المقربون، وأصحاب الميمنة ناجون، وأصحاب المشأمة هالكون، فهم يوم القيامة ثلاثة أصناف.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم، قال الله تعالى: فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه وقال تعالى: فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله، متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
تقدم لنا مسائل ذكرها النووي رحمه الله في باب البداءة باليمين فيما يقصد به الإكرام، وذكر عدة مسائل ومنها مسح الحجر الأسود، وكذلك الركن اليماني يمسح باليمنى، وكذلك إذا لم يستطع الإنسان مسحه فإنه يشير إليه ويكون ذلك باليد اليمنى وليس باليدين جميعًا كما يفعله بعض الناس، نشاهدهم يستقبلون الحجر الأسود فيشيرون إليه باليدين جميعًا، ولكن السنة باليد الواحدة فقط، أما الركن اليماني فإن استطعت أن تستلمه يعني تمسحه باليد فافعل، وإلا فلا تشر إليه لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه أشار إليه، ثم ذكر المؤلف أشياء مما تقدم فيه اليسار قال: كالامتخاط والبصاق فإنه يكون باليسار، الامتخاط يعني إذا استنثر الإنسان ليخرج مافي أنفه من الأذى فإنه يكون باليد اليسرى، وكذلك لو أراد أن يمسح المخاط فإنه يكون باليد اليسرى، وكذلك دخول الخلاء والخروج منه، دخول الخلاء يقدم الرجل اليسرى وأما الخروج منه فقد سبق أنه يقدم الرجل اليمنى، وكذلك إذا خرج من المسجد فإنه يقدم الرجل اليسرى، وكذلك إذا أراد أن يخلع النعل أو أن يخلع الخف أو أن يخلع الثوب أو أن يخلع السراويل فإنه يبدأ بإخراج الرجل اليسرى وتكون اليمنى هي الأولى تنعل واليسرى هي الأولى تخلع، كذلك الاستنجاء يكون باليد اليسرى وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستنجي الرجل بيمينه لأن اليمين محل الإكرام ويؤكل بها ويشرب بها فينبغي إبعادها عن القاذورات، وكذلك كل شيء مستقذر فإنه يكون لليد اليسرى، وأما اليمنى فهي لما يكون فيه الإكرام ولغيره مما لا إكرام فيه ولا إهانة، فاليسرى تكون للأذى واليمنى لما سواه، واعلم أن الناس عندما خرجت الساعات التي تعلق باليد صاروا يلبسونها باليد اليسار من أجل أن تبقى اليد اليمنى طليقة ليس فيها ساعة يتأذى بها الإنسان عند الحركة، لأن حركة اليمنى أكثر من حركة اليسرى ويحتاج الإنسان للحركة باليمنى أكثر، فكانوا يجعلونها في اليد اليسرى لأن ذلك أسهل، ولأنه إذا كانت اليد اليمنى هي التي يكون فيها العمل غالبًا ربما تتعرض الساعة لشيء يضرها، فلذلك جعلوها باليسار وقد ظن بعض الناس أن الأفضل جعلها في اليمين بناء على تقديم اليد اليمنى، ولكن هذا ظن ليس مبنيًّا على صواب لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتختم بيمينه ويتختم أحيانًا بيساره، وربما كان تختمه بيساره أكثر ليسهل أخذ الخاتم باليد اليمنى من اليد اليسرى، والساعة أقرب ما تكون للخاتم فلا تفضل فيها اليمنى على اليسرى ولا اليسرى على اليمنى، الأمر في هذا واسع، إن شئت باليمين وإن شئت باليسار، كل هذا لا حرج فيه، ثم ذكر المؤلف آيتين من كتاب الله هما قوله تعالى: فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤوم اقرؤوا كتابيه وهذا يكون يوم القيامة، فإن الناس يؤتون كتبهم أي كتب أعمالهم التي كتب فيها عمل الإنسان إما باليمين وإما بالشمال، من أوتي كتابه بيمينه -جعلني الله وإياكم منهم- فإنه يأخذه فرحًا يقول للناس انظروا إلي اقرؤوا كتابيه، كما نشاهد الآن الطالب إذا أخذ ورقة النجاح صار يريها أصدقاءه وأقاربه فرحًا بها، وأما من أوتي كتابه بشماله فإنه على العكس من ذلك، يتمنى أنه لم يؤت الكتاب فضلًا عن أن يطلع عليه غيره، أما الآية الثانية التي ذكرها المؤلف فهي قوله تعالى: وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة يعني وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة فذكر الله سبحانه وتعالى أن الناس يكونون يوم القيامة ثلاثة أقسام: أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، والسابقون، السابقون هم المقربون، وأصحاب الميمنة ناجون، وأصحاب المشأمة هالكون، فهم يوم القيامة ثلاثة أصناف.
الفتاوى المشابهة
- حكم أخذ المصحف باليد اليسرى - ابن باز
- ما حكم وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة . - الالباني
- شرح قول المصنف :" وعند الخروج منه غفرانك الح... - ابن عثيمين
- قبض اليد اليسرى باليد اليمنى في الصلاة - اللجنة الدائمة
- شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رس... - ابن عثيمين
- باب : ميمنة المسجد والإمام . - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (أولئك أصحاب الميمنة) - ابن عثيمين
- معنى قوله تعالى :" وكنتم أزواجا ثلاثة . فأصح... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قال الله تعالى: (( فأما من أوتي ك... - ابن عثيمين
- باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قوله: واستلام الحجر الأسود، والخروج... - ابن عثيمين