تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب تعجيل قضاء الدين عن الميت والمبادرة إلى... - ابن عثيمينالقارئ : قال رحمه الله تعالى: " باب تعجيل قضاء الدين عن الميت والمبادرة إلى تجهيزه إلا أن يموت فجأة فيترك حتى يتيقن موته، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن ا...
العالم
طريقة البحث
باب تعجيل قضاء الدين عن الميت والمبادرة إلى تجهيزه إلا أن يموت فجأة فيترك حتى يتيقن موته. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن حصين بن وحوح رضي الله عنه أن طلحة بن البراء رضي الله عنه مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال: ( إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني به وعجلوا به، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله ). رواه أبو داود.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : قال رحمه الله تعالى: " باب تعجيل قضاء الدين عن الميت والمبادرة إلى تجهيزه إلا أن يموت فجأة فيترك حتى يتيقن موته، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وعن حصين بن وحوح رضي الله عنه أن طلحة بن البراء بن عازب رضي الله عنهما مرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقال: إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني به وعجلوا به فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله رواه أبو داود ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتاب رياض الصالحين: " باب تعجيل قضاء الدين عن الميت وإسراع تجهيزه إلا أن يموت فجأة فينتظر حتى يتيقن موته " الجملة الأولى من الترجمة معناها أن الإنسان إذا مات فإنه يجب على أهله أن يبادروا بقضاء دينه إذا كان عليه دين، ولا يجوز لهم أن يؤخروا ذلك لأن المال الذي ورثوه منه ماله وليس لهم فيه حق إلا إذا انتهى الدين، يعني الورثة ليس لهم حق في درهم واحد من التركة حتى يقضى الدين، ولهذا قال الله تعالى في آيات المواريث: من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار ومن بعد وصية يوصي به أو دين فليس للورثة حق أن يأخذوا شيئًا من التركة حتى يأخذوا دين الميت، ويجب عليهم المبادرة بقضاء الدين إلا إذا كان مؤجلًا فإنه يطلب من أهل الدين الإنظار، فإن أبوا فإنه يعجل لهم، إلا إذا وثّق الورثة برهن يحرز أو كفيل ملي، وقد تهاون الناس في قضاء الدين عن الأموات، فتجد الميت يموت وعليه الدين فيلعب الورثة بالتركة ويؤخرون قضاء الدين يكون مثل عليه مئات الآلاف وخلّف عقارات كثيرة، فيقول الورثة: لا نبيع العقارات ننتظر حتى تزيد العقارات ثم نبيعها، وهذا حرام الواجب أن يبادروا حتى لو باعوا الشيء بنصف الثمن لأن المال ليس لهم المال للميت، ومن ذلك أيضًا إذا كان الإنسان قد اقترض من صندوق التنمية العقارية ولم يدفع أقساطًا تجد الورثة يلعبون ولا يوفون صندوق التنمية وربما يسول لهم الشيطان أن يرفعوا إلى الحكومة طلب العفو عنه، ثم يقولون: ننتظر متى جاء الرد ربما يأتي الرفض وربما يعفى عنه، لكن لا يعلم فلا يحل لهم ذلك، الواجب أن يبادروا بقضاء الدين على الميت، أما إذا كان الميت قد أوفى الأقساط التي حلت في حياته وبقي البيت مرهونًا لصندوق التنمية فإن الميت يبرأ بذلك ولا يلحقه شيء، بعض الناس أهل الورع إذا مات الميت وقد اقترض من صندوق التنمية وقد أوفى جميع الأقساط التي حلّت عليه في حياته يظنون أن الميت تتعلق نفسه بهذا الدين وليس كذلك، ما دام فيه رهن فالميت بريء منه، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مات وعليه دين لرجل من اليهود وقد أعطاه رهنًا درعه، أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم درعه رهن، فهل نقول إن نفس الرسول معلقة بالدين؟ لا، لأنه قد رهنه شيئًا يمكنه الاستيفاء به منه، ثم ذكر المؤلف رحمه الله حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه يعني: أن نفسه وهو في قبره معلقة بالدين، كأنه والله أعلم تتألم من تأخير الدين ولا تفرح بنعيم ولا تنبسط، لأن عليه دينًا ومن ثمَّ قلنا إنه يجب على الورثة أن يبادروا بقضاء الدين، أما الحديث الذي بعده فقد تقدم الكلام عليه وهو أنه يسن بتأكد الأسراع في الجنازة، ولهذا قال: لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله لكن لو حبست لمدة ساعة أو ساعتين لانتظار كثرة الجمع كما لو مات في أول النهار مثلًا يوم الجمعة، وقالوا ننتظر إلى الصلاة لكثرة الجمع فهذا لا بأس به إن شاء الله، لأنه تأخير لا يضر، والله الموفق.

Webiste