تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال:... - ابن عثيمينالقارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في كتاب الجهاد: " عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "سمعت أبي رضي الله عنه وهو بحضرة...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال: سمعت أبي رضي الله عنه وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف ) فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى أأنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا ؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه؛ فقال: أقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل. رواه مسلم. وعن أبي عبس عبد الرحمن بن جبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار ). رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا ) . متفق عليه. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل الله ومنيحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أنس رضي الله عنه أن فتى من أسلم قال: يا رسول الله إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به، قال: ( ائت فلانا فإنه كان قد تجهز فمرض ) فأتاه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقول: أعطني الذي تجهزت به. قال: يا فلانة، أعطيه الذي كنت تجهزت به، ولا تحبسي عنه شيئا، فوالله لا تحبسي منه شيئا فيبارك لك فيه. رواه مسلم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني لحيان، فقال: ( لينبعث من كل رجلين أحدهما، والأجر بينهما ). رواه مسلم. وفي رواية له: ( ليخرج من كل رجلين رجل ) ثم قال للقاعد: أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج. وعن البراء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد، فقال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم ؟ قال: ( أسلم ثم قاتل ) فأسلم ثم قاتل فقتل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عمل قليلا وأجر كثيرا ). متفق عليه، وهذا لفظ البخاري. وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات؛ لما يرى من الكرامة ). وفي رواية: ( لما يرى من فضل الشهادة ). متفق عليه. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يغفر الله للشهيد كل ذنب إلا الدين ). رواه مسلم. وفي رواية له: ( القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين ).
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في كتاب الجهاد: " عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "سمعت أبي رضي الله عنه وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف، فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى أأنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال: نعم، فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل" رواه مسلم، وعن عبد الرحمن بن جبير رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار" رواه البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وعن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله بخير فقد غزا متفق عليه، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل الله ومنيحة خادم في سبيل الله أو طروقة فحل في سبيل الله" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن أنس رضي الله عنه "أن فتى من أسلم قال: يا رسول الله إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به، قال: ائت فلانا فإنه كان قد تجهز فمرض، فأتاه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقول: أعطني الذي تجهزت به، قال: يا فلانة أعطيه الذي كنت تجهزت به ولا تحبسين منه شيئًا، فوالله لا تحبسي منه شيئًا فيبارك لك فيه" رواه مسلم، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني لحيان فقال: لينبعث من كل رجلين أحدهما والأجر بينهما" رواه مسلم، وفي رواية له: "ليخرج من كل رجلين رجل، ثم قال للقاعد: أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج" وعن البراء رضي الله عنه قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع بالحديد فقال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم؟ قال: أسلم ثم قاتل، فأسلم ثم قاتل فقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمل قليلًا وأجر كثيرًا" متفق عليه وهذا لفظ البخاري، وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة" وفي رواية: "لما يرى من فضل الشهادة" متفق عليه، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الدين" رواه مسلم، وفي رواية له: "القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين" ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه الأحاديث المتعددة ذكرها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في كتاب الجهاد وفيها مسائل، منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حسن التدبير في أصحابه، فهذا الرجل الذي جاء إليه وقال يا رسول الله إني أريد الغزو وليس عندي شيء يعني يغزو به فأحاله على رجل كان قد تجهز ليغزو ولكنه مرض، ثم إن الرجل ذهب إلى صاحبه فأخذ جهازه وقال لامرأته: " لا تتركي منه شيئًا فإنك لن تتركي شيئًا فيبارك لنا فيه " فجهزه، وفيها: أي في هذه الأحاديث دليل على أن من جهز الغازي وأعطاه ما يكفي لغزوه فإنه كالذي يغزو، وأن من خلف الغازي في أهله فله مثل أجره، ويدل لهذا أيضًا قضية بني لحيان حيث إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمرهم أن يخرج منهم واحد ويبقى واحد يخلف الغازي في أهله ويكون له نصف أجره يعني والنصف الثاني للغازي، وفي هذه الأحاديث أيضًا من فضائل الجهاد أن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف بمعنى أن من قاتل فإنه يكون قتاله سببًا لدخول الجنة من أبوابها، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن في الجنة بابًا يقال له باب الجهاد يدخله من يجاهد في سبيل الله، وفيه أيضًا من الأحاديث أن الشهادة تكفر كل شيء من الأعمال إلا الدَّين، يعني إلا دَين الآدمي فإن الشهادة لا تفكره، وذلك لأن دَين الآدمي لابد من إيفائه إما في الدنيا وإما في الآخرة، وفي هذا الحديث التحذير من التساهل في الدَّين وأنه لا ينبغي للإنسان أن يتساهل في الدَّين ولا يتدين إلا عند الضرورة ما هو عند الحاجة عند الضرورة القصوى، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأذن للرجل الذي قال زوجني فقال: "أصدق المرأة، قال: ليس عندي إلا إزاري، قال: إزارك لا ينفعها إن أعطيتها إياه بقيت بلا إزار وإن أبقيته عليك بقيت بلا مهر التمس ولو خاتمًا من حديد، فالتمس فلم يجد، فقال: زوجتكها بما معك من القرآن" ولم يقل استقرض من الناس مع أنه زواج حاجة ملحة لكن لم يأذن له الرسول عليه الصلاة والسلام بل لم يرشده إلى الاستدانة، لأن الدَّين خطير جدًّا وقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام بسند فيه نظر أن "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه" فالأمر مهم ولا تستهن الدَّين، الدَّين هم في الليل وذل في النهار، فالإنسان مهما أمكنه يجب أن يتحرز من الدين وألا يسرف في الإنفاق، لأن كثيرًا من الناس تجده فقيرا ثم يريد أن ينفق على أهله ونفسه كما ينفق الأغنياء فيستلف من هذا ويستلف من هذا أو يتدين أو يرابي وهذا غلط عظيم، يعني لو لم يكن لك إلا وجبة واحدة في الليل والنهار فلا تدين ولا تستلم اصبر وقل: " اللهم أغنني " قال الله تعالى: { وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله } أما تهاون بعض الناس نسأل الله العافية يستدين من أجل أن يفرش كل البيت فراش حتى الدرج ليش هذا غلط، أو يستدين لأجل يأخذ سيارة فخمة مع إنه يكفيه سيارة مثلًا بعشرين ألف يقول لا بأخذ بمئة ألف وهو فقير هذا من سوء التصرف ومن ضعف الدِّين ومن قلة المبالاة، لأن الدَّين لا تكفره حتى الشهادة في سبيل الله لا تكفر الدَّين فكيف تستدين إلا عند الضرورة وأقول عند الضرورة ليس الحاجة، يعني حتى لو كانك محتاج وتحب الكماليات لا تتدين لا تشري شيئًا ليس معك ثمنه اصبر حتى يرزقك الله ثم اشتري على قد لحافك، ولهذا من الأمثال العامية الصحيحة: " مد رجلك على قد لحافك " إن مددتها أكثر طلعت للبراد والشمس وغير ذلك، ففيه التحذير من الدَّين وأنه لا ينبغي للإنسان أن يتدين.

Webiste