شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي ). متفق عليه. وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح ). رواه مسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم ). رواه مسلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل الذكر والحث عليه: " عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي متفق عليه، وعنها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه أذكار في أحوال معينة فمنها ما نقله المؤلف رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي وهذا بعد أن أنزل الله عليه: إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا وهذه السورة هي أَجَلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الله نعاه إلى نفسه بأنه إذا جاء النصر وتم الفتح فقد قرب أجلك كما فهم ذلك ابن عباس رضي الله عنهما، فإن ابن عباس رضي الله عنهما كان صغير السن، وكان عمر رضي الله عنه يحضره مع مجالس الرجال وكبار القوم، فقال بعضهم لماذا يحضر عمر ابن عباس ويترك أبناءنا، فأراد أن يبين لهم رضي الله عنه فضل ابن عباس، فقال لهم يوم من الأيام ما تقولون في قوله تعالى: إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا * فسبح بحمد واستغفره إنه كان توابًا ؟ ما مغزى هذه السورة؟ قالوا: معناها أنه إذا جاء الفتح فسبح بحمد ربك واستغفره فقال ما تقول يا ابن عباس؟ قال: " أقول هذا أجل رسول الله " صلى الله عليه وسلم أن الله أعطاه علامة وهي الفتح والنصر إذا جاء فقد قرب أجلك، فقال: " ما فهمت منها إلا ما فهمت " فالحاصل أن هذه الآية أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسبح بحمد ربه ويستغفره، وكان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك يكثر أن يقول في ركوعه وكذلك في سجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ومعنى هذا أنك تثني على الله عز وجل بكمال صفاته وانتفاء صفات النقص عنه وتسأله المغفرة، أما حديثها الثاني فقالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح يعني: أنت سبوح قدوس، وهذه مبالغة في التنزيه وأنه جل وعلا سبوح قدوس رب الملائكة وهم جند الله عز وجل، عالم لا نشاهدهم وأما الروح فهو جبريل وهو أفضل الملائكة، فينبغي للإنسان أن يكثر في ركوعه وسجوده من قول: " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يقول كذلك في ركوعه وسجوده: " سبوح قدوس رب الملائكة والروح " أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال: أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء وهذا طرف من حديث أوله: ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم أي: حري أن يستجاب لكم، لأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فالركوع لا يجوز لأحد أن يقرأ القرآن وهو راكع، ولا يجوز أن يقرأ القرآن وهو ساجد، لكن له أن يدعو بالدعاء الذي يوافق القرآن، مثل أن يقول مثلًا: ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ما في بأس لكن أما أن يقرأ القرآن فهذا حرام عليه، أن يقرأ وهو راكع أو يقرأ وهو ساجد، الركوع له التعظيم يعظم ربه سبحان ربي العظيم سبحان الملك القدوس وما أشبه ذلك، السجود يقول: " سبحان ربي الأعلى سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " ويدعو يكثر من الدعاء فقمن أن يستجاب له، أي: حري أن يستجاب له، وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه أذكار في أحوال معينة فمنها ما نقله المؤلف رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي وهذا بعد أن أنزل الله عليه: إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا وهذه السورة هي أَجَلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الله نعاه إلى نفسه بأنه إذا جاء النصر وتم الفتح فقد قرب أجلك كما فهم ذلك ابن عباس رضي الله عنهما، فإن ابن عباس رضي الله عنهما كان صغير السن، وكان عمر رضي الله عنه يحضره مع مجالس الرجال وكبار القوم، فقال بعضهم لماذا يحضر عمر ابن عباس ويترك أبناءنا، فأراد أن يبين لهم رضي الله عنه فضل ابن عباس، فقال لهم يوم من الأيام ما تقولون في قوله تعالى: إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا * فسبح بحمد واستغفره إنه كان توابًا ؟ ما مغزى هذه السورة؟ قالوا: معناها أنه إذا جاء الفتح فسبح بحمد ربك واستغفره فقال ما تقول يا ابن عباس؟ قال: " أقول هذا أجل رسول الله " صلى الله عليه وسلم أن الله أعطاه علامة وهي الفتح والنصر إذا جاء فقد قرب أجلك، فقال: " ما فهمت منها إلا ما فهمت " فالحاصل أن هذه الآية أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسبح بحمد ربه ويستغفره، وكان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك يكثر أن يقول في ركوعه وكذلك في سجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، ومعنى هذا أنك تثني على الله عز وجل بكمال صفاته وانتفاء صفات النقص عنه وتسأله المغفرة، أما حديثها الثاني فقالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح يعني: أنت سبوح قدوس، وهذه مبالغة في التنزيه وأنه جل وعلا سبوح قدوس رب الملائكة وهم جند الله عز وجل، عالم لا نشاهدهم وأما الروح فهو جبريل وهو أفضل الملائكة، فينبغي للإنسان أن يكثر في ركوعه وسجوده من قول: " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يقول كذلك في ركوعه وسجوده: " سبوح قدوس رب الملائكة والروح " أما حديث ابن عباس رضي الله عنهما فقال: أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء وهذا طرف من حديث أوله: ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم أي: حري أن يستجاب لكم، لأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فالركوع لا يجوز لأحد أن يقرأ القرآن وهو راكع، ولا يجوز أن يقرأ القرآن وهو ساجد، لكن له أن يدعو بالدعاء الذي يوافق القرآن، مثل أن يقول مثلًا: ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ما في بأس لكن أما أن يقرأ القرآن فهذا حرام عليه، أن يقرأ وهو راكع أو يقرأ وهو ساجد، الركوع له التعظيم يعظم ربه سبحان ربي العظيم سبحان الملك القدوس وما أشبه ذلك، السجود يقول: " سبحان ربي الأعلى سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " ويدعو يكثر من الدعاء فقمن أن يستجاب له، أي: حري أن يستجاب له، وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
الفتاوى المشابهة
- بيان كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من... - ابن عثيمين
- هل تجزئ في الركوع "سبوح قدوس رب الملائكة وال... - ابن عثيمين
- هل صحيح أن يقال أثناء الصلاة بعض الأدعية مثل... - ابن عثيمين
- حكم "سبحان الله وبحمده" في الركوع والسجود - ابن باز
- ما يقول في السجود - اللجنة الدائمة
- أذكار السجود والركوع - ابن باز
- ما حكم الدعاء في الركوع؟ - ابن باز
- دعاء السجود والركوع هل يقال في كل ركعة و... - اللجنة الدائمة
- حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في السجود - ابن باز
- حكم الدعاء في الركوع - ابن باز
- شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان ال... - ابن عثيمين