تتمة باب تحريم الغدر: وقال تعالى: (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا )) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ). متفق عليه. وعن ابن مسعود وابن عمر وأنس رضي الله عنهم قالوا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان ). متفق عليه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة, يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ). رواه البخاري.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب تحريم الغدر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " " باب تحريم الغدر قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود وقال تعالى وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر متفق عليه
وعن ابن مسعود وابن عمر وأنس رضي الله عنهم قالوا قال النبي صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجلا استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره رواه البخاري "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم الغدر " وقد تقدم لنا معناه والكلام على الآية الأولى مما صدر به المؤلف الباب وهي قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود
أما الآية الثانية فقال الله تعالى وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا أمر الله أن يوفي بالعهد يعني إذا عاهدت أحدا وقلت عليك عهد الله أن لا أفعل كذا أو أن لا أخبر بما أخبرتني به أو ما أشبه ذلك فإنه يجب عليك أن تفي بالعهد لأن العهد سوف تسأل عنه يوم القيامة ولهذا قال إن العهد كان مسؤولا أي مسؤولا عنه يوم القيامة ثم ذكر أحاديث سبق سبق لنا الكلام عليها أي على شرحها وأعظمها أنه ينصب لكل غادر يوم القيامة لواء اللواء ما يكون في الحرب مثل العلم يرفع لكل غادر لواء تحت استه والعياذ بالله أي تحت مقعدته ويرتفع هذا اللواء بقدر غدرته إن كانت كبيرة صار رفيعا وإن كانت صغيرة صار صغيرا ويقال هذه غدرة فلان ابن فلان والعياذ بالله
وفي هذا الحديث دليل على أن الغدر من كبائر الذنوب لأن فيه هذا الوعيد الشديد
وفيه أيضا أن الناس يدعون يوم القيامة بآبائهم لا بأمهاتهم وأنما ذكر من ان الإنسان يوم القيامة يدعى باسم أمه فيقال يا فلان ابن فلانة فليس بصحيح بل إن الإنسان يدعى باسم أبيه كما يدعى به في الدنيا
وفي الحديث الأخير أيضا التنبيه على مسألة يفعلها كثير من الناس اليوم وهم أنهم يستعجلون الأجراء ولا يعطونهم أجرهم هذا الذي يفعل يستأجر الأجير ولا يعطيه أجره يكون الله عز وجل خصمه يوم القيامة كما قال الله تعالى في الحديث القدسي ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر يعني عاهد بي ثم غدر
والثاني رجل باع حرا فأكل ثمنه حتى لو كان ابنه أو أخاه الأصغر ثم باعه وأكل ثمنه فخصمه الله يوم القيامة
الثالث هذا الرجل الذي استأجر أجيرا فاستوفى منه وقام الأجير بالعمل كاملا ثم لم يعطه أجرته ومن ذلك ما يفعله بعض الناس اليوم في العمال الذين يأتون بهم من الخارج تجده يستأجر بأجرة معينة مثلا ستمئة ريال في الشهر ثم إذا جاء إلى هنا ماطل به وآذاه ولم يوفيه حقه وربما يقول له تريد أن تبقى هنا بأربعمئة ريال وإلا سفرتك هذا والعياذ بالله يكون الله خصمه يوم القيامة ويأخذ من حسناته يعطيه هذا العامل لأن قوله إما أن تعمل بأربعمئة وإلا سفرتك هذا استأجره بستمئة ولم يعطه أجره فيدخل في هذا الوعيد الشديد وهؤلاء الذين يأتون بالعمال ولا يعطونهم أجورهم أو يأتون بهم وليس عندهم شغل ولكن يتركونهم في الأسواق ويقول اذهب وما حصلت فلي نصفه أو مثلا يقول اذهب وعليك في الشهر ثلاثمئة ريال أو أربعمئة ريال كل هذا حرام والعياذ بالله ولا يحل لهم وما أكلوه فإنه سحت وكل كل جسد نبت على السحت فالنار أولى به وهؤلاء الذين يأكلون أموال هؤلاء العمال المساكين هؤلاء لا تقبل لهم دعوة والعياذ بالله يدعون الله فلا يستجيب لهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له وما يأكله هؤلاء من أجور هؤلاء العمال أو يظلمونهم به فإنهم يأكلونه سحتا نسأل الله العافية فعلى الإنسان أن يتقي الله أنا أعلم أنكم سوف تبلغون هذا إلى هؤلاء الظلمة والعياذ بالله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب تحريم الغدر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " " باب تحريم الغدر قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود وقال تعالى وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر متفق عليه
وعن ابن مسعود وابن عمر وأنس رضي الله عنهم قالوا قال النبي صلى الله عليه وسلم لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة رواه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجلا استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره رواه البخاري "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم الغدر " وقد تقدم لنا معناه والكلام على الآية الأولى مما صدر به المؤلف الباب وهي قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود
أما الآية الثانية فقال الله تعالى وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا أمر الله أن يوفي بالعهد يعني إذا عاهدت أحدا وقلت عليك عهد الله أن لا أفعل كذا أو أن لا أخبر بما أخبرتني به أو ما أشبه ذلك فإنه يجب عليك أن تفي بالعهد لأن العهد سوف تسأل عنه يوم القيامة ولهذا قال إن العهد كان مسؤولا أي مسؤولا عنه يوم القيامة ثم ذكر أحاديث سبق سبق لنا الكلام عليها أي على شرحها وأعظمها أنه ينصب لكل غادر يوم القيامة لواء اللواء ما يكون في الحرب مثل العلم يرفع لكل غادر لواء تحت استه والعياذ بالله أي تحت مقعدته ويرتفع هذا اللواء بقدر غدرته إن كانت كبيرة صار رفيعا وإن كانت صغيرة صار صغيرا ويقال هذه غدرة فلان ابن فلان والعياذ بالله
وفي هذا الحديث دليل على أن الغدر من كبائر الذنوب لأن فيه هذا الوعيد الشديد
وفيه أيضا أن الناس يدعون يوم القيامة بآبائهم لا بأمهاتهم وأنما ذكر من ان الإنسان يوم القيامة يدعى باسم أمه فيقال يا فلان ابن فلانة فليس بصحيح بل إن الإنسان يدعى باسم أبيه كما يدعى به في الدنيا
وفي الحديث الأخير أيضا التنبيه على مسألة يفعلها كثير من الناس اليوم وهم أنهم يستعجلون الأجراء ولا يعطونهم أجرهم هذا الذي يفعل يستأجر الأجير ولا يعطيه أجره يكون الله عز وجل خصمه يوم القيامة كما قال الله تعالى في الحديث القدسي ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر يعني عاهد بي ثم غدر
والثاني رجل باع حرا فأكل ثمنه حتى لو كان ابنه أو أخاه الأصغر ثم باعه وأكل ثمنه فخصمه الله يوم القيامة
الثالث هذا الرجل الذي استأجر أجيرا فاستوفى منه وقام الأجير بالعمل كاملا ثم لم يعطه أجرته ومن ذلك ما يفعله بعض الناس اليوم في العمال الذين يأتون بهم من الخارج تجده يستأجر بأجرة معينة مثلا ستمئة ريال في الشهر ثم إذا جاء إلى هنا ماطل به وآذاه ولم يوفيه حقه وربما يقول له تريد أن تبقى هنا بأربعمئة ريال وإلا سفرتك هذا والعياذ بالله يكون الله خصمه يوم القيامة ويأخذ من حسناته يعطيه هذا العامل لأن قوله إما أن تعمل بأربعمئة وإلا سفرتك هذا استأجره بستمئة ولم يعطه أجره فيدخل في هذا الوعيد الشديد وهؤلاء الذين يأتون بالعمال ولا يعطونهم أجورهم أو يأتون بهم وليس عندهم شغل ولكن يتركونهم في الأسواق ويقول اذهب وما حصلت فلي نصفه أو مثلا يقول اذهب وعليك في الشهر ثلاثمئة ريال أو أربعمئة ريال كل هذا حرام والعياذ بالله ولا يحل لهم وما أكلوه فإنه سحت وكل كل جسد نبت على السحت فالنار أولى به وهؤلاء الذين يأكلون أموال هؤلاء العمال المساكين هؤلاء لا تقبل لهم دعوة والعياذ بالله يدعون الله فلا يستجيب لهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له وما يأكله هؤلاء من أجور هؤلاء العمال أو يظلمونهم به فإنهم يأكلونه سحتا نسأل الله العافية فعلى الإنسان أن يتقي الله أنا أعلم أنكم سوف تبلغون هذا إلى هؤلاء الظلمة والعياذ بالله
الفتاوى المشابهة
- ما حكم غدرات الإنسان قبل التوبة؟ - ابن باز
- وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا ب... - ابن عثيمين
- وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر عن إسماع... - ابن عثيمين
- وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم... - ابن عثيمين
- باب تحريم الغدر - ابن عثيمين
- شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي ال... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص ر... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص ر... - ابن عثيمين
- حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الو... - ابن عثيمين
- باب تحريم الغدر: قال الله تعالى: (( يا أيها... - ابن عثيمين
- تتمة باب تحريم الغدر: وقال تعالى: (( وأوفوا... - ابن عثيمين