تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص ر... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين: نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأح...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ). متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد : " عن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربعٌ مَن كُن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" متفق عليه.
وعن جابرٍ رضي الله عنه قال: "قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لو قد جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا، فلم يجئ مال البحرين حتى قُبض النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء مالُ البحرين أمر أبو بكر رضي الله عنه فنادى: مَن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عِدَة أو دين فليأتنا، فأتيته وقلت له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لي كذا وكذا، فحثى لي حثيةً فعددتها فإذا هي خمسمائة، فقال لي: خذ مثليها" متفق عليه "
.

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف النووي -رحمه الله- في *رياض الصالحين في باب الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد : في ما نقله عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنّ النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: "أربعٌ من كُنَّ فيه كان منافقا خالصا، ومن كان فيه واحدة منهن، كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب" ، وسبق الكلام على هاتين الجملتين.
قال: "وإذا عاهد غدر" : وهو قريب من قوله فيما سبق : "إذا وعد أخلف": إذا عاهد أحدا غدر به ولم يف بالعهد الذي عاهده عليه.
والرابعة: "إذا خاصم فجر" : الخصومة : المخاصمة عند القاضي ونحوه، فإذا خاصم فجر : والفجور في الخصومة على نوعين:
أحدهما: أن يدّعي ما ليس له، والثاني: أن ينكر ما يجب عليه.
مثال الأول: ادّعى شخص على آخر فقال عند القاضي: أنا أطلب هذا الرّجل ألف ريال، وهو كاذب، وحلف على هذه الدّعوة، وأتى بشاهد زور، فحكم له القاضي، هذا خاصم ففجر، لأنه ادّعى ما ليس له وحلف عليه.
ومثال الثاني: أن يكون عند شخص ألف ريال، فيأتيه صاحب الحق فيقول: أوفني حقّي، فيقول: ليس عندي لك شيء، فإذا اختصما إلى القاضي ولم يكن للمدّعي بيّنة حلف هذا المنكر الكاذب في إنكاره أنه ليس له في ذمّته شيء فيحكم القاضي ببراءته، فهذه الخصومة فجور والعياذ بالله، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أنه: "من حلف على يمين فاجرة ليقتطع بها مال امرئ مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان" : نعوذ بالله، هذه الخصال الأربع إذا اجتمعت في المرئ كان منافقاً خالصًا، لأنه استوفى خصال النّفاق والعياذ بالله، إذا كان فيه واحدة منهنّ كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها.
وفي هذا الحديث دليل على التحذير البليغ من هذه الصّفات الأربع : الخيانة في الأمانة، والكذب في الحديث، والغدر بالعهد، والفجورُ في الخصومة، وفيه أيضاً دليل على أن الإنسان يجتمع فيه خصال إيمان وخصال نفاق، لقوله: "كانت فيه خصلة من النفاق"، وهذا مذهب أهل السّنّة والجماعة: أن الإنسان يكون فيه خصلة نفاق وخصلة إيمان، وخصلة فسوق وخصلة عَدالة، وخصلة عداوة وخصلة وِلاية، يعني أن الإنسان ليس إما كافرًا خالصا وإما مؤمنًا خالصًا، بل قد يكون فيه خصال من الكفر وهو مؤمن وخصال من الإيمان.

Webiste