وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، واستوصوا بالنساء خيراً ، فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيراً ) . متفق عليه ، واللفظ للبخاري .
ولمسلم : ( فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها ) .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ثم قال : " وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره " عندي بالياء فلا يؤذي جاره ، فإن صحت الرواية بهذا فإن لا تكون نافية .
" واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء من الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا متفق عليه، واللفظ للبخاري .
ولمسلم: فإن استمتعت بها استمتعت وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها ".
السائل : ...
الشيخ : كيف ؟
السائل : ... الضلع .
الشيخ : فيها وجهان.
طيب يقول النبي عليه الصلا والسلام : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر مَن هذه شرطية، جوابها فلا يؤذي جاره .
وقوله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر الإيمان في اللغة عند أكثر المعرفين له: التصديق، ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية نظّر في هذا وقال: إنه لا يصح أن يكون بمعنى التصديق، لأن التصديق لا يساوي الإيمان في التعدي واللزوم، والغالب أن الفعل لا يكون بمعنى الفعل إلا إن ساواه في التعدي واللزوم، ولهذا يقال: صدقته ولا يقال: آمنته، إذن فهما مختلفان، لكن قد أقر به وآمن به، ولأن الإقرار أخص من مطلق التصديق فها هو أبو طالب مصدق برسالة النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن نفسه:
"ولقد علمتم أن دين محمد *** من خير أديان البرية دينا"
ويقول:
"ولقد علموا أن ابننا لا مكذب *** لدينا ولا يعني بقول الأباطل "
إذن هو مصدق ولا غير مصدق؟
الطالب : مصدق .
الشيخ : مصدق لكنه غير مقر ولا معترف، ولهذا لم يكن مؤمناً، فتبين بهذا أنه لا يصح أن نقول إن الإيمان هو التصديق، بل الإيمان هو الإقرار ، الإقرار بالله .
وقوله: بالله واليوم الآخر ، بالله ليس بوجود الله فقط بل هو الإيمان المستلزم للقبول والإذعان، وقوله: اليوم الآخر هو يوم القيامة، ووصف بالآخر، لأنه لا يوم بعده، فالناس إذا بعثوا في ذلك اليوم فلا يوم بعده ، وقرن الإيمان بالله واليوم الآخر، لأن الإيمان بالله يقتضي العمل رغبة فيما عند الله، والإيمان باليوم الآخر كذلك يقتضي العمل خوفا من عقاب الله ورغبة فيما عنده، فاليوم الآخر فيه الجزاء، والإيمان بالله فيه الحث وبعث الهمة على العمل، فيكون الإنسان لديه أمران: الأمر الأول باعث على العمل، والأمر الثاني مانع من المخالفة، وهو الإيمان باليوم الآخر، ولهذا يقرن الله بينهما كثيرا في القرآن الكريم.
قال: فلا يؤذ جاره بحذف الياء على أن لا ناهية، وبإثباتها على أنها نافية، والأذية الأذية دون الضرر، فإذا نهى عن الأذية فالضرر من باب أولى، يعني أن يتأذى حتى بأقل القليل حتى بدخان الوقود وقود النار وبالأصوات وبغيرها، أي أذية.
وقوله: جاره الجار هو: من جاورك وقرب منك، وحده بعض العلماء بأربعين داراً من كل جانب، وقال بعض العلماء: يرجع في ذلك إلى العرف، لأن الحديث الوارد في ذلك لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لو صح لكان فيصلا ولكنه لم يصح، وعلى هذا فيرجع إلى العرف وهذا أقرب، لأننا لو قلنا: إن الجار أربعون داراً في كل جانب ولاسيما في وقتنا هذا الذي تجد فيه البيوت واسعة جداً لكان نصف البلد جارا للإنسان أو أكثر لكن العبرة بالعرف.
واستوصوا بالنساء استوصوا يعني اقبلوا الوصية ، يقال: وصيته فاستوصى أي: قَبِل، فقوله : استوصوا بالنساء يعني اقبلوا الوصية بهن .
وقوله: خيرًا يعني: اقبلوا بهن وصية الخير، والذي أوصانا بها هو الرسول عليه الصلاة والسلام
فإنهن هذه جملة تعليل للحكم وهو الأمر بالاستيصاء، قال: فإنهن خلقن من ضلَع ، ويجوز من ضِلْع والفتح أشهر، من ضلَع ، فما هو الضلع؟ الضلَع هو ضلع آدم، فإن آدم عليه الصلاة والسلام لما أراد الله أن يجعل له زوجة نام نومة فخلقها الله من ضلعه الأيسر الأصغر هكذا جاء في الآثار والله أعلم، لكن الثابت أنها خُلقت من ضلع
قال: وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه أعلى الضلع هو أعوج شيء فيه ، صح؟
الطالب : نعم .
الشيخ : المس أضلاعك .
الطالب : صحيح هو أعوج.
الشيخ : هو أعوج شيء والغالب إذا كانت صغيرة أيضاً فهو ألين شيء ، ولهذا المرأة ما تتحمل ضعيفة وطبيعتها الاعوجاج، قال: فإن ذهبت تقيمه كسرته هو أعوج هكذا إذا ذهبت تقيمه انكسر وإن تركته أي تركت الضلع لم يزل أعوج إذن لا يمكن الانتفاع ب هذا الضلع إلا إذا كان أعوج، لأنك لو أردت أن تقيمه انكسر وفقدته كله، ثم كرر قبول الوصية في قوله: فاستوصوا بالنساء خيرًا متفق عليه.
ولمسلم: فإن استمتعت بها استمتعت وبها عوج وهذا معنى قوله: وإن تركته لم يزل أعوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها هذا هو الذي زاد في رواية مسلم على المتفق عليه لأنه بين معنى الكسر المراد بالحديث وهو الطلاق .
السائل : إذا قلنا أن الحد يرجع به إلى الإمام لا يستثنى من ذلك إذا كان الفعل محرم .
الشيخ : مثل ؟
السائل : حد اللواط ...
الشيخ : ... الخلفاء الراشدين .
السائل : ثبت فيه النهي عن تحريمه .
الشيخ : ولنا فيهم أسوة لعلهم رأوا أن هذا أبلغ في التنكيل .
السائل : شيخ ؟
الشيخ : نعم .
السائل : أحسن الله إليك ، ذكر بعضهم أن الإسرائيليات تثبت حتى الأحكام .
الشيخ : إيش؟
" واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء من الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا متفق عليه، واللفظ للبخاري .
ولمسلم: فإن استمتعت بها استمتعت وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها ".
السائل : ...
الشيخ : كيف ؟
السائل : ... الضلع .
الشيخ : فيها وجهان.
طيب يقول النبي عليه الصلا والسلام : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر مَن هذه شرطية، جوابها فلا يؤذي جاره .
وقوله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر الإيمان في اللغة عند أكثر المعرفين له: التصديق، ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية نظّر في هذا وقال: إنه لا يصح أن يكون بمعنى التصديق، لأن التصديق لا يساوي الإيمان في التعدي واللزوم، والغالب أن الفعل لا يكون بمعنى الفعل إلا إن ساواه في التعدي واللزوم، ولهذا يقال: صدقته ولا يقال: آمنته، إذن فهما مختلفان، لكن قد أقر به وآمن به، ولأن الإقرار أخص من مطلق التصديق فها هو أبو طالب مصدق برسالة النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن نفسه:
"ولقد علمتم أن دين محمد *** من خير أديان البرية دينا"
ويقول:
"ولقد علموا أن ابننا لا مكذب *** لدينا ولا يعني بقول الأباطل "
إذن هو مصدق ولا غير مصدق؟
الطالب : مصدق .
الشيخ : مصدق لكنه غير مقر ولا معترف، ولهذا لم يكن مؤمناً، فتبين بهذا أنه لا يصح أن نقول إن الإيمان هو التصديق، بل الإيمان هو الإقرار ، الإقرار بالله .
وقوله: بالله واليوم الآخر ، بالله ليس بوجود الله فقط بل هو الإيمان المستلزم للقبول والإذعان، وقوله: اليوم الآخر هو يوم القيامة، ووصف بالآخر، لأنه لا يوم بعده، فالناس إذا بعثوا في ذلك اليوم فلا يوم بعده ، وقرن الإيمان بالله واليوم الآخر، لأن الإيمان بالله يقتضي العمل رغبة فيما عند الله، والإيمان باليوم الآخر كذلك يقتضي العمل خوفا من عقاب الله ورغبة فيما عنده، فاليوم الآخر فيه الجزاء، والإيمان بالله فيه الحث وبعث الهمة على العمل، فيكون الإنسان لديه أمران: الأمر الأول باعث على العمل، والأمر الثاني مانع من المخالفة، وهو الإيمان باليوم الآخر، ولهذا يقرن الله بينهما كثيرا في القرآن الكريم.
قال: فلا يؤذ جاره بحذف الياء على أن لا ناهية، وبإثباتها على أنها نافية، والأذية الأذية دون الضرر، فإذا نهى عن الأذية فالضرر من باب أولى، يعني أن يتأذى حتى بأقل القليل حتى بدخان الوقود وقود النار وبالأصوات وبغيرها، أي أذية.
وقوله: جاره الجار هو: من جاورك وقرب منك، وحده بعض العلماء بأربعين داراً من كل جانب، وقال بعض العلماء: يرجع في ذلك إلى العرف، لأن الحديث الوارد في ذلك لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لو صح لكان فيصلا ولكنه لم يصح، وعلى هذا فيرجع إلى العرف وهذا أقرب، لأننا لو قلنا: إن الجار أربعون داراً في كل جانب ولاسيما في وقتنا هذا الذي تجد فيه البيوت واسعة جداً لكان نصف البلد جارا للإنسان أو أكثر لكن العبرة بالعرف.
واستوصوا بالنساء استوصوا يعني اقبلوا الوصية ، يقال: وصيته فاستوصى أي: قَبِل، فقوله : استوصوا بالنساء يعني اقبلوا الوصية بهن .
وقوله: خيرًا يعني: اقبلوا بهن وصية الخير، والذي أوصانا بها هو الرسول عليه الصلاة والسلام
فإنهن هذه جملة تعليل للحكم وهو الأمر بالاستيصاء، قال: فإنهن خلقن من ضلَع ، ويجوز من ضِلْع والفتح أشهر، من ضلَع ، فما هو الضلع؟ الضلَع هو ضلع آدم، فإن آدم عليه الصلاة والسلام لما أراد الله أن يجعل له زوجة نام نومة فخلقها الله من ضلعه الأيسر الأصغر هكذا جاء في الآثار والله أعلم، لكن الثابت أنها خُلقت من ضلع
قال: وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه أعلى الضلع هو أعوج شيء فيه ، صح؟
الطالب : نعم .
الشيخ : المس أضلاعك .
الطالب : صحيح هو أعوج.
الشيخ : هو أعوج شيء والغالب إذا كانت صغيرة أيضاً فهو ألين شيء ، ولهذا المرأة ما تتحمل ضعيفة وطبيعتها الاعوجاج، قال: فإن ذهبت تقيمه كسرته هو أعوج هكذا إذا ذهبت تقيمه انكسر وإن تركته أي تركت الضلع لم يزل أعوج إذن لا يمكن الانتفاع ب هذا الضلع إلا إذا كان أعوج، لأنك لو أردت أن تقيمه انكسر وفقدته كله، ثم كرر قبول الوصية في قوله: فاستوصوا بالنساء خيرًا متفق عليه.
ولمسلم: فإن استمتعت بها استمتعت وبها عوج وهذا معنى قوله: وإن تركته لم يزل أعوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها هذا هو الذي زاد في رواية مسلم على المتفق عليه لأنه بين معنى الكسر المراد بالحديث وهو الطلاق .
السائل : إذا قلنا أن الحد يرجع به إلى الإمام لا يستثنى من ذلك إذا كان الفعل محرم .
الشيخ : مثل ؟
السائل : حد اللواط ...
الشيخ : ... الخلفاء الراشدين .
السائل : ثبت فيه النهي عن تحريمه .
الشيخ : ولنا فيهم أسوة لعلهم رأوا أن هذا أبلغ في التنكيل .
السائل : شيخ ؟
الشيخ : نعم .
السائل : أحسن الله إليك ، ذكر بعضهم أن الإسرائيليات تثبت حتى الأحكام .
الشيخ : إيش؟
الفتاوى المشابهة
- معنى حديث: (استوصوا بالنساء خيراً..) - ابن باز
- ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن أعوج... - ابن عثيمين
- معنى حديث "خُلقت مِن ضِلع أعوج" - ابن باز
- المرأة خلقت من ضلع أعوج - اللجنة الدائمة
- فوائد حديث : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخ... - ابن عثيمين
- فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة قال قال رسول... - ابن عثيمين
- وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- قرأت حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأري... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله... - ابن عثيمين