شرح قول المصنف : " وليكن مجلسه في وسط البلد فسيحا ويعدل بين الخصمين في لحظه ولفظه ومجلسه ودخولهما عليه "
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله تعالى " وليكن مجلسه في وسْط البلد " وليكن مجلسه في وسط البلد وسط بمعنى متوسط الشيء والوسط بالفتح الخيار فليكن المجلس في وسط البلد لأنه قاضي لأهل البلد كلهم فلو كان في جانب منه لشق على أهل الجانب الآخر وعلى هذا فينظر إلى قصبة البلد يعني وسطها ويكن مجلس القاضي هناك سواء كان في بيته أو في مكتب آخر " فسيحا " فسيحا هذه خبر آخر ليكن يعني وليكن فسيحا لأنه قد تكثر الخصوم فيضيق بهم ولأن المكان الفسيح أوسع للصدر وأشرح فكلما كان المكان فسيحا كان انبساط الإنسان فيه أكثر وصدره أرحب وأوسع قال رحمه الله تعالى " ويعدل " من هنا بدأت الآداب الواجبة قال " ويعدل بين الخصمين " الجملة الاستئنافية هنا ويعدل خبر بمعنى الأمر يعني يجب عليه أن يعدل بين الخصمين لقول الله تعالى إن الله يأمر بالعدل والإحسان وقوله إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ولقول النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم فأمر بالعدل بين الأولاد وكذلك بين غيرهم ممن يتساوون في الحقوق فيجب أن يعدل بين الخصمين وقوله بين الخصمين يشمل ما إذا كانا كافرين أو مسلمين أو أحدهما كافر والآخر مسلم فيجب عليه أن يعدل بينهما لأن المقام مقام حكم يستوي فيه جميع أفراد المحكوم عليهم أو لهم فيجب أن يعدل بين الخصمين أيا كانت ديانتهما " في لحظه ولفظه ومجلسه ودخولهما عليه " طيب كم هذه ؟ أربعة يعدل بينهما في لحظه يعني النظر إليهما يجب أن يعدل بين الخصمين في النظر إليهما لا ينظر إلى أحدهما نظرة رضى وإلى الآخر نظرة غضب إذا نظر إلى أحدهما فإذا عيناه تتطاير شررا وإذا نظر إلى الآخر وإذا عيناه باردتان هذا لا يجوز لأن الذي ينظر إليه النظر الأول وإن كان محقا سوف يهاب ويخشى فيجب أن ينظر إليهما نظرة واحدة سواء اقتضت الحال أن ينظر إليهما نظر غضب أو نظر رضى المهم ألا يختلف نظره إلى الخصمين في لحظه ولفظه اللفظ أيضا يجب أن يعدل بينهما فيه فلا يليّنه لأحدهما ويغلطه للآخر لا يقول لأحدهما إذا سلم عليه أهلا وعليكم السلام مرحبا كيف الأولاد كيف الأهل وشلون السوق اليوم إذا كان تاجر وشلون عساك نجحت إذا كان طالب وما أشبه ذلك والآخر إذا سلم عليه عليكم السلام يالله يوحى وبأنفه أيضا نعم هذا لا يجوز أيضا لا يجوز أن يحتفي بأحدهما فيسأله عن حاله وماله وأهله والثاني لا يسأله حتى لو كان قريبه لنفرض أن أحد الخصمين قريبه وأنه لم يره من زمن بعيد فأراد أن يسأله عن أهله لأنهم أقاربه يجوز لا يجوز لأنه يمكن يسأله في مكان آخر أما هنا فالناس سواء لا يجوز أن يفضل أحدهما على الآخر في اللفظ طيب لو كانا سواء في اللفظ يعني في حروفه وعدد كلماته لكن يتكلم على أحدهما بنهر وشدة والثاني برفق ولين إذا في اللفظ من حيث عدد الكلمات ومن حيث كيفيته ونبرات الصوت كذلك أيضا " مجلسه " مجلسه يعني ما يخلي واحد على اليمين وواحد يقول روح هناك نعم أو واحد يقول هنا على الفراش والثاني روح هناك على الخصاف ما يمكن يكون المجلس واحد في الدنو منه وكذلك في نوع ما يجلس عليه فلا يفضل أحدهما على الآخر واضح ويحكى أن بعض القضاة دخل عليه رجل وحده فجلس إلى جنبه فأكرمه القاضي أكرمه وسأله واحتفى به فدخل رجل آخر فجلس جلوس عادي في المكان فقال يا شيخ هذا أنا أدّعي على فلان بكذا وكذا قال أنت الخصم قال نعم قال قم عن هذا المكان اجلس مع صاحبك وهكذا يجب أن يعدل بين الخصمين في مجلسه كذلك في " دخولهما عليه " لا يقدم أحدهما على الآخر بل يدخلان جميعا نعم فلا يقول لأحدهما مثلا إذا وقف أمامه عند الباب لا يقول تفضل يا فلان بل يدخلان جميعا أو يختصمان فيما بينهما إن قدم أحدهما الآخر فالحق لهما لكن باعتبار أن القاضي يدخل أحدهما قبل الآخر هذا لا يجوز لأن هذا خلاف إيش خلاف العدل ولا شك أن المقام مقام عدل وأنه لو خولف العدل في هذا المكان لأفضى إلى بطلان حجة من له الحجة وانتصار من ليس له حجة فالواجب العدل طيب فإن كان الباب لا يسع إلا واحدا يقرع بينهما إلا إذا اختار أحدهما أن يقدم صاحبه فالحق لهما فإن قلت أفلا نقدم الأكبر قلنا لا المقام مقام عدل ما نقدم الأكبر ولا نقدم الأطرف ولا نقدم الأشرف ولا نقدم الأوضع بل نقول الحق لكما أن تدخلا جميعا واختصما فيما بينكما طيب هذه أربعة أشياء يجب عليه أن يعدل بين الخصمين فيها طيب في السلام إذا سلم أحدهما فهل يرد عليه السلام أو ينتظر لعل الآخر يسلم يرد السلام لأن هذا سبق حقه بفعله الذي سلم سبق حق الرد عليه بفعله بفعل الخصم ماهو بفعلي أنا فإذا سلم أقول والله ما أرد عليك السلام لين يسلم صاحبك عشان أعدل بينكما هذا لا يجوز إذا سلم فرد عليه السلام طيب سلما أو سلم أحدهما واكتفى به الآخر ثم جلسا فانسبط إليه أحد الخصمين وقام يسأله كيف أنت كيف حالك وشلون أثر اللي معك وشلون عيونك وشلون أذانك وش نقول هل يقول اسكت ولا يسكت حتى ينظر إلى الخصم الآخر .
السائل : ... .
الشيخ : إيه نعم إن سكته مصيبة الحقيقة وإن سكت للآخر حتى يعدد مثلما عدد الأول ضاع عليه الوقت فإذا نقول من يوم يأتي بالشيء الذي لابد منه عند السلام والتحية يقول ما قضيتكما فيبادر حتى لا يضيع عليه الوقت قال المؤلف ويبنغي صار من الأداب الواجبة إيش العدل ؟
السائل : الأربعة .
الشيخ : العدل لا ما هي الأربعة العدل في هذه الأمور وفي غيرها أيضا لكن المؤلف نص على هذه الأمور لأنها أدق شيء في الموضوع وربما لا يلقي لها بعض القضاة بالا ولا يهتم بها وأما العدل في كيفية الحكم وفي تلقي الحجة وفي المحاجة فهذا أمر لا شك فيه هذا أمر واجب وسيأتي إن شاء الله باب طريق الحكم أو صفته كيف يقول الخصمين وكيف يرتب القضية لكن ذَكر هذه الأشياء لأنه إذا وجب العدل فيها وجب فيما هو أولى منها .
السائل : ... .
الشيخ : إيه نعم إن سكته مصيبة الحقيقة وإن سكت للآخر حتى يعدد مثلما عدد الأول ضاع عليه الوقت فإذا نقول من يوم يأتي بالشيء الذي لابد منه عند السلام والتحية يقول ما قضيتكما فيبادر حتى لا يضيع عليه الوقت قال المؤلف ويبنغي صار من الأداب الواجبة إيش العدل ؟
السائل : الأربعة .
الشيخ : العدل لا ما هي الأربعة العدل في هذه الأمور وفي غيرها أيضا لكن المؤلف نص على هذه الأمور لأنها أدق شيء في الموضوع وربما لا يلقي لها بعض القضاة بالا ولا يهتم بها وأما العدل في كيفية الحكم وفي تلقي الحجة وفي المحاجة فهذا أمر لا شك فيه هذا أمر واجب وسيأتي إن شاء الله باب طريق الحكم أو صفته كيف يقول الخصمين وكيف يرتب القضية لكن ذَكر هذه الأشياء لأنه إذا وجب العدل فيها وجب فيما هو أولى منها .
الفتاوى المشابهة
- ما هو الأثر الغربي في مسألة تعدد الزوجات؟ (وبي... - الالباني
- ماهو تفسير قوله تعالى ( و لن تستطيعوا أن تعد... - ابن عثيمين
- وجوب العدل بين طلاب أهل السنة والرافضة - ابن عثيمين
- العدل بالتقوى وخاصةً العدل بين الأبناء والزوجات - الفوزان
- ما حكم الدخول في مجلس الأمة ؟ - الالباني
- شرح قول المصنف : " ويأمره بتقوى الله وبأن يت... - ابن عثيمين
- عدم العدل بين الزوجات. - الفوزان
- حكم العدل بين الإخوة - ابن باز
- الجمع بين قوله تعالى: (للذكر مثل حظ الأنثيين... - ابن عثيمين
- إذا كان أحد الخصمين شديدا فهل للقاضي أن يشتد... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : " وليكن مجلسه في وسط البلد... - ابن عثيمين