تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم تقديم أو تأخير الصلاة عن وقتها بسبب الدراسة - ابن بازالسؤال: وننتقل إلى رسالة أخرى من المستمع: ناظم ظاهر عيال من العراق، أخونا ناظم يقول: إني طالب في المرحلة الثانوية، والدوام المدرسي يكون كالآتي: الأيام ا...
العالم
طريقة البحث
حكم تقديم أو تأخير الصلاة عن وقتها بسبب الدراسة
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
وننتقل إلى رسالة أخرى من المستمع: ناظم ظاهر عيال من العراق، أخونا ناظم يقول: إني طالب في المرحلة الثانوية، والدوام المدرسي يكون كالآتي: الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا، أما الأيام الثلاثة الأخرى فيكون في الساعة الثامنة صباحًا، لذلك أجد صعوبة في أداء صلاة العصر، فإذا جمعتها مع صلاة الظهر فإنني أتأخر عن الدوام، وإذا تأخرت لا يسمح لي بالدخول، علمًا أن وصولي للبيت يكون في الساعة الخامسة عصرًا، فهل يجوز إقامة صلاة العصر في هذا الوقت، أي: في الساعة الخامسة، وهل يجوز جمعها مع صلاة المغرب؟

الجواب:
الواجب عليك أن تصلي الصلاة في وقتها ولو في الدوام، وليس لك أن تؤخرها عن وقتها، فتصلي الظهر في وقتها وأنت في العمل مع إخوانك إن كان معك إخوان طيبين تصلي أنت وإياهم، وهكذا العصر تصليها في وقتها، وليس لك أن تؤخرها. فإذا كان من معك يمنعونك من الصلاة؛ فتصليها بعد انتهاء العمل إذا كان الوقت باقيًا، إن كان الوقت باقيًا لم تصفر الشمس؛ فلك أن تؤخر.
أما إذا كان لا، لا تخرج إلا بعد أن تصفر الشمس؛ فليس لك أن تؤخر، وعليك أن تصلي في الوقت، وليس لك طاعتهم في ذلك، ليس لك أن تطيع رؤساءك في ذلك، ولو بطلت العمل، ولو تركت الدراسة، عليك أن تصلي الصلاة في وقتها الظهر والعصر جميعًا ولو أفضى ذلك إلى ترك الدراسة بالكلية، أما إذا كان في الإمكان أن تصلي الظهر قبل الدخول، قبل الدوام في وقتها، ثم تصلي العصر في وقتها بعد الدوام؛ لأنك تخرج منه، والوقت واسع؛ فلا بأس بذلك، ولا حرج، لكن ليس لك أن تؤخرها يعني: العصر إلى أن تصفر الشمس، وليس لك أن تقدم الظهر قبل وقتها، وليس لك أن تجمع بينهما، بل كل صلاة في وقتها؛ لأن هذا ما هو محل جمع، ليس بمرض، ولا سفر، وإنما شغل عارض، وهو الدراسة؛ فلا ينبغي أن يكون عذرًا في الجمع، ولكن تصلي كل صلاة في وقتها، فإذا لم تقدر على ذلك، ومنعوك؛ فلا حاجة إلى هذا العمل، يلزمك ترك هذا العمل؛ حفظًا لدينك، وحرصًا على سلامة دينك، والله المستعان، نعم.

المقدم: الله المستعان. سماحة الشيخ، هل من دعوة كريمة هينة لينة إلى إخواننا في العالم الإسلامي كيما يهتموا بأوقات الصلوات، ولاسيما للطلبة والطالبات؟

الشيخ: نعم نعم نوصي جميع المسلمين في كل مكان أن يتقوا الله في المسلمين، وأن يتقوا الله في العمال، وأن يتقوا الله في الطلبة والطالبات؛ حتى لا يضيعوا عليهم أوقات صلواتهم، بل يجب عليهم أن يمكنوهم من الصلاة، العامل يمكن، والطالب يمكن، والطالبة كذلك، الواجب على جميع المسلمين في كل مكان أن يتقوا الله  وأن يمكنوا عمالهم وطلبتهم وطالباتهم، أن يمكنوهم من الصلاة في وقتها ظهرًا وعصرًا، وهكذا لو كان الدرس في الليل في المغرب والعشاء.
الواجب على الجميع أن يعينوا على الخير والله يقول سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2] ويقول -جل وعلا-: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3].
ولا يجوز للمسلمين أن يساعدوا على ترك الصلاة، أو على إضاعتها في أوقاتها، هذا حرام على الجميع، على الرؤساء والمرؤوسين جميعًا، بل يجب على الرؤساء والمرؤوسين من مديرين ووكلاء ومدرسين يجب عليهم جميعًا أن يتعاونوا على تسهيل أداء العمال والطلبة والطالبات الصلاة في وقتها جماعة في حق الرجال، وأما النساء فلا حاجة إلى الجماعة، تصلي كل واحدة في وقتها، وفي محلها، والحمد لله، لا تجب عليهن الجماعة، أما الرجال فالواجب أن يسهل لهم أمر الصلاة، وأن تكون جماعةً، هذا هو الواجب على الجميع، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.

Webiste