تم نسخ النصتم نسخ العنوان
عبارة وردت في أحد الأحاديث الصحيحة ( ألا إن... - ابن عثيمينالسائل : لقد قرأت هذه العبارة في أحد الأحاديث الصحيحة ولم أعرف معناها ، ولكن وقع في نفسي أن هذه العبارة هي دليلٌ على قرب انقضاء الدنيا ، وعلى سرعة أيامه...
العالم
طريقة البحث
عبارة وردت في أحد الأحاديث الصحيحة ( ألا إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السموات و الأرض ) و قد وقع في نفسي أن هذه العبارة هي دليل على قرب انقضاء الدنيا و على سرعة أيامها و زوالها فهل ما وقع في نفسي صحيح و إذا لم يكن كذلك فما معنى الحديث ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : لقد قرأت هذه العبارة في أحد الأحاديث الصحيحة ولم أعرف معناها ، ولكن وقع في نفسي أن هذه العبارة هي دليلٌ على قرب انقضاء الدنيا ، وعلى سرعة أيامها وزوالها ، هذه العبارة هي : "ألا إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض". فهل ما وقع في نفسي صحيح ؟ وإذا لم يكن كذلك فما معنى ذلك مأجورين ؟

الشيخ : نعم ، ما وقع في نفسك ليس بصحيح ، بل معنى الحديث أن الزمان استدار كهيئته ، أن العرب كانوا يعملون بالنسيء ، أي بالتأخير ، فيجعلون شهراً بدل شهر ، لأن الأشهر منها حرم يحرم فيها القتال ، وهي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب ، ومنها ما ليس بحرم ، فكان العرب يتلاعبون ، ينقلون الشهر المحرم إلى شهرٍ مباح ، وينقلون الشهر المباح إلى شهر محرم ، فوافقت حجة النبي صلى الله عليه وسلم للوداع أن الشهر الذي كان العرب يجعلونه حراماً ، وافق هو الحرام في حج النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستدار الزمان كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض.
لكن الذي يدل على سرعة الزمان هو ما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر أن الساعة لا تقوم حتى يكون كذا وكذا ، قال : "ويتقارب الزمان" .
بعض العلماء قال : معنى : "يتقارب الزمان" أي أن البلاد تكبر ، فتكبر المدينة رقم "1" ورقم "2" ورقم "3" ، وإذا كبرت تقاربت ، فحملوا تقارب الزمان على تقارب المكان ، وقالوا : إنه يلزم من تقارب المكان تقارب الزمان ، لأن الإنسان إذا كان يقطع المسافة بين البلدين في يومين فكبرت البلاد ، صار يقطعها في يومٍ واحد .
وقال بعضهم : إن المراد به الاتصالات ، فمثلا ً: فيما مضى لا يمكن أن تتصل بإنسان في الرياض ... في الإبل بعد عشرة أيام فأكثر ، في السيارات قبل الخطوط في يومين أو يوم ونصف ، والآن تقطعها في ثلاث ساعات ما بين القصيم والرياض ، زد على ذلك اتصالات أشد وهي الهاتف والفاكس لحظة ، قال : هذا معنى تقارب الزمان .
وعندي أن تقارب الزمان هو الفشل في الأيام والليالي والساعات ، الآن يمضي الأسبوع وكأنه يوم ، تأتي تصلي الجمعة اليوم ، وتقول ما أبعد الجمعة الثانية ، وإذا بها كأنها في آخر النهار ، وهذا شيء مشاهد ، يعني كل الناس يشكون من هذا ، يقولون سرعة الأيام كأنها ساعات ، أمس نحن في صلاة الجمعة وبكرة الجمعة ، وكأنها يومٌ واحد ، بينما هي ستة أيام بين الجمعة والأخرى ، هذا معنى تقارب الزمان .
والإنسان ينبغي له في هذه الأيام أن يسأل الله دائماً الثبات ، وأن يحرص على سلوك منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، حتى يتحقق له قول الله عز وجل : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه } .

Webiste