تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم الصلاة بجوار القبور - ابن بازالسؤال: يقول: نصلي مع جماعة قبوريين يعتقدون في الأموات بأن لهم صلاحية الضر والنفع والبركة، والمكان الذي نصلي فيه توجد به قباب مدفون فيها عدد كثير من الن...
العالم
طريقة البحث
حكم الصلاة بجوار القبور
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
يقول: نصلي مع جماعة قبوريين يعتقدون في الأموات بأن لهم صلاحية الضر والنفع والبركة، والمكان الذي نصلي فيه توجد به قباب مدفون فيها عدد كثير من الناس، من هؤلاء الذين يسمونهم بالصالحين والأولياء، ومكان المصلى لا يبعد شيء عن المكان الذي نصلي فيه، فهل الصلاة في هذا المكان جائزة، وهل هذا المكان من حرم المقابر لوجود هذه القبور داخل القباب بالقرب منه، أو لصيقة بالمكان، والمسجد أيضًا في نفس المكان، هل يعتبر من حرم المقابر، وهل الصلاة فيه جائزة، ولا يوجد مسجد آخر في القرية إلا هذا المسجد، أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب:
هذا المكان لا يصلى فيه، نعوذ بالله، المقابر الصلاة فيها باطلة، النبي ﷺ قال: لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها قال -عليه الصلاة والسلام-: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك خرجه مسلم في صحيحه، وقال -عليه الصلاة والسلام-: لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد متفق على صحته.
فلا يجوز الصلاة في هذا المكان الذي فيه القبور، ولا بناء المسجد فيها ولا بينها، بل يجب أن تكون المساجد في محلات بعيدة عن القبور، لا تكون في ضمن مقبرة، بل بعيدة عن القبر أمامها وخلفها، وعن يمينها وعن شمالها، وأن تفصل عنها المقبرة.
فلا يجوز الصلاة في المقبرة، ولا البناء فيها، بناء المسجد فيها، كل هذا منكر وباطل -نسأل الله العافية- ومن وسائل الشرك -نسأل الله العافية- والدعاء للأموات، والاستغاثة بالأموات من الشرك الأكبر، دعاء الأموات، والاستغاثة بهم، والنذر لهم هذا من الشرك الأكبر عند جميع أهل العلم.
فيجب على المسلم أن يحذر هذا، يجب على من يأتي القبور لهذا الأمر أن يتوب إلى الله؛ لأن هذا هو الشرك الأكبر، هذا عمل الجاهلية، دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم، والذبح لهم، هذا هو من دين المشركين الذين قال فيهم سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] وقال فيهم سبحانه: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان:23] لشركهم وكفرهم، نسأل الله العافية.
فالواجب على جميع المسلمين في كل مكان أن تكون مساجدهم بعيدة عن القبور، وألا يصلوا في القبور، ولا يجلسوا عليها، ولا يبنوا عليها، بل تكون مكشوفة، ليس عليها بناء، ولا يصلى حولها، ولا يبنى عليها مسجد، كل هذا منكر أنكره النبي ﷺ وحذر منه، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا: تنصحون من عندهم مسجد كهذا المسجد، تنصحونهم بهجره، أو هدمه سماحة الشيخ؟!
الشيخ: نعم، يجب هدمه وإزالته، وأن تقام المساجد في محلات بعيدة عن القبور، ليس لها صلة بالقبور. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، قد يتكلف الناس في بناء المساجد؛ وحينئذ يكون هذا عائقًا، فبماذا تنصحون الناس حول هذا الموضوع جزاكم الله خيرًا؟

الشيخ: يصلون في محل بعيد عن المقابر، ولو ما بني، أرضي، يتخيرون أرضًا يصلون فيها، ولو في خيام؛ حتى يعينهم الله على البناء.
المقصود: أن يصلوا في أرض طاهرة طيبة، ليس فيها مقبرة حتى يعينهم الله على البناء، وإذا جعلوا فوقها خيمة، أو شيئًا من الجريد، وسعف النخل حتى يقدرهم الله على البناء، كله طيب.

المقدم: وهذا أفضل من مسجد فيه قبور؟

الشيخ: ما هو بأفضل، هذا هو الواجب، هذا هو الواجب، المسجد الذي فيه قبور هذا باطل ومنكر لا يجوز.

المقدم: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا.

Webiste