تم نسخ النصتم نسخ العنوان
حكم بناء الأضرحة على القبور - ابن بازالسؤال:بعد هذا ننتقل إلى المملكة المغربية عبر رسالة بعث بها مستمع يقول: مولاي حميد البكواري، الأخ البكواري له ثلاثة أسئلة في أحدها يقول: ما حكم الأضرحة ...
العالم
طريقة البحث
حكم بناء الأضرحة على القبور
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
بعد هذا ننتقل إلى المملكة المغربية عبر رسالة بعث بها مستمع يقول: مولاي حميد البكواري، الأخ البكواري له ثلاثة أسئلة في أحدها يقول: ما حكم الأضرحة في الإسلام؟ وهل تجب الزيارة لغير الأماكن المقدسة، كزيارة ضريح مثلًا، ما حكم الشرع في ذلك؟ جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
أما الأضرحة ففيها تفصيل، الأضرحة هي القبور، فالسنة أن ترفع عن الأرض قدر شبر؛ حتى يعلم أنها قبور حتى لا تمتهن، ولهذا في حديث سعد بن أبي وقاص : أن قبر النبي ﷺ رفع قدر شبر، وأوصى أن يفعل بقبره كذلك يعني: سعد.
أما ما يتعلق بالبناء عليها، واتخاذ المساجد عليها، والقباب هذا لا يجوز، هذا منكر عند أهل العلم، وبدعة، وهو من وسائل الشرك، ولهذا قال النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.
وفي صحيح مسلم عن جابر  عن النبي ﷺ: أنه نهى أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه.
فلا يجوز البناء على القبور، لا مسجد، ولا قبة، ولا غيرهما، ولا يجصص أيضًا؛ لأن هذا من وسائل الشرك، من وسائل أنه يعظم، ويدعى من دون الله، ويستغاث به، فيقع الشرك، فالبناء على القبور، واتخاذ القباب عليها، والمساجد، والسرج من الوسائل المحرمة، من وسائل الشرك، ولهذا حذر منها النبي -عليه الصلاة والسلام- ولعن أهلها.
فالواجب على كل مسلم أن يحذر ذلك، وألا يبني على القبر، لا مسجد، ولا غيره، ولا قبة، ولا يجصص، ولا يتخذ عليه سرج، ولا ستور كل هذا لا يجوز، بل ذلك من وسائل الشرك؛ لأن البناء حول الستور، حول السرج، حول المساجد، حول القبة كل هذا من وسائل التعظيم، والشرك.
وإذا دعا الميت، وقال: يا سيدي، أو يا فلان، أغثني، أو انصرني، أو اشف مريضي، أو أنا في حسبك، وجوارك، كل هذا من الشرك الأكبر، كل هذا من عمل المشركين الأولين، فالواجب الحذر من ذلك، وهكذا الطواف بالقبور، يطوف عليها، يرجو بركتها، ويرجو فضل أهلها ، ويرجو نفعهم، هذا من الشرك الأكبر.
أما إذا كان جاهلًا، يظن أن الطواف سنة مثل الكعبة، يطوف لله، يتقرب إلى الله، هذا بدعة منكر، يكون من وسائل الشرك، أما إذا طاف، يتقرب لصاحب القبر، فهذا هو الشرك الأكبر، مثل لو دعاه، أو استغاث به، أو نذر له، أو ذبح له، كل هذا من الشرك الأكبر.
فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من ذلك، وإنما الزيارة الشرعية أن يزور القبور للتسليم عليهم، والدعاء لهم، كما قال النبي ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، هكذا يقول ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة.
فيأتي ويقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين هكذا علم النبي ﷺ الصحابة، علمهم هكذا -عليه الصلاة والسلام- إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، والمسلمين، وإنا -إن شاء الله- بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا، والمستأخرين هكذا، هذه الزيارة الشرعية، ثم ينصرف، لا يصلي عند القبر، ولا يقرأ عنده، ولا يطوف به، ولا يسأله قضاء حاجة، كل هذا لا يجوز، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.

Webiste