شرح قول ابن مالك رحمه الله: وذاك في اسم الجنس و المشار له *** قل ومن يمنعه فانصر عاذله.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : قال :
"وذاك في اسم الجنسِ والمشارِ له *** قَلَّ ومن يمنعه فانْصُر عاذِلَه " :
وذاك : المشار إليه التعرية ، يعني حذف حرف النداء اسم الجنس ، وفي المشار له : أي باسم الإشارة قَلّ ، مثال ذلك باسم الجنس تقول : يا نهارُ ما أطولك ، يا ليل ما أطولك ، يا جمل ما أحرنك ، وما أشبه ذلك ، هذا اسم جنس ، ما تحذف منه الياء قليل ، حذف الياء منه قليل ، ما تقول : جملٌ ما أحردك ، ولا تقول مثلا : سيارة ما أخربك ، وما أشبهه ، يعني ما يصلح هنا اسم جنس ليس كالعلم الذي يوجه له الخطاب ، فلذلك لا تحذف منه الياء ، وكذلك في المشار له في اسم الإشارة ، تقول : يا هذا ما أغفلك ، يصح في النداء ما أغفلك ؟ ها ؟
الطالب : قليل .
الشيخ : قليل ، قليل ومنه قول الشاعر : " ذا ارعِواءً " : يعني يا هذا ارعوي ،
" فليسَ بعدَ اشتعالِ الرأسِ *** شَيباً إلى الصِّبا مِن سَبيلِ " ،
نعم ، طيب ، الشاهد قوله : " ذا ارعواء " : يعني يا هذا ، فحذف الياء في اسم الإشارة قليل ، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه ممنوع ، إلى أنه ما يجوز أن تحذف ياء من اسم الجنس ومن اسم الإشارة ، ولكن ابن مالك يقول :
" من يمنعه فانصر عاذِلَه " :
من يمنعه فانصر عاذله : عاذله : أي لائمه ، يعني انصر الذي يلومه ، وش يصير ملوم ولا غير ملوم الذي يمنعه ؟
الطالب : ملوم .
الشيخ : ها ؟
الطالب : ملوم .
الشيخ : ملوم ، يكون ملوما ، يعني الذي ... سموه الذي يلومه ، يقول : وراك تمنعه ، ما لك حق إنك تمنعه ، تصير ملوم ولا لا ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : تصير ملوم ، إذن من يمنعه : يعني من يقول : إنه لا يجوز حذف ياء النداء في اسم الجنس وفي اسم الإشارة ، من قال إنه لا يجوز ، وجاء أحد يلومه يقول : ليش تمنعه ، فأنت هاه انصره ، إذن يقتضي هذا الكلام أن ابن مالك يرجح جواز الحذف ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لكنه قليل ، يرجح الجواز لكنه قليل ، ولهذا قال :
" وذاك في اسم الجنسِ والمشارِ لَه *** قَلَّ ومن يمنعه فانصر عاذله " .
الحقيقة أن الشعر مثل ما قال صاحب المـُلحة : الشعر صلف ، أن ذكر مثل هذا التركيب يعتبر في البلاغة تعقيداً ، لأنه ما تكاد تفهم المعنى منه :
" قَلَّ ومَن يمنعه فانصر عاذله " !!
قد يكون بعض الناس ما يفهم وش معنى العذل ، نعم ، لكن ضرورة الشعر تلجئه -رحمه الله- إلى أن يقول مثل هذا الكلام ، ثم هو يريد منا أيضا أن نكون فطاحل في النحو ، في العربية ، يجيب لنا مثل هذا الكلام الذي فيه نوع من التعقيد علشان نتعلم ، علشان نتعلم ونفكر ، أما لو جبنا شيء مطبوخ ما يبي إلا أكل ، ما يكون هذا جيدا .
الطالب : شيخ ... " ومن يمنعه فانصر عاذله " ؟
الشيخ : إي .
الطالب : " ومن يمنعه فانصر عاذله " .
الشيخ : إي : " ومن يمنعه فانصر عاذله " : أي عاذل من يمنعه .
"وذاك في اسم الجنسِ والمشارِ له *** قَلَّ ومن يمنعه فانْصُر عاذِلَه " :
وذاك : المشار إليه التعرية ، يعني حذف حرف النداء اسم الجنس ، وفي المشار له : أي باسم الإشارة قَلّ ، مثال ذلك باسم الجنس تقول : يا نهارُ ما أطولك ، يا ليل ما أطولك ، يا جمل ما أحرنك ، وما أشبه ذلك ، هذا اسم جنس ، ما تحذف منه الياء قليل ، حذف الياء منه قليل ، ما تقول : جملٌ ما أحردك ، ولا تقول مثلا : سيارة ما أخربك ، وما أشبهه ، يعني ما يصلح هنا اسم جنس ليس كالعلم الذي يوجه له الخطاب ، فلذلك لا تحذف منه الياء ، وكذلك في المشار له في اسم الإشارة ، تقول : يا هذا ما أغفلك ، يصح في النداء ما أغفلك ؟ ها ؟
الطالب : قليل .
الشيخ : قليل ، قليل ومنه قول الشاعر : " ذا ارعِواءً " : يعني يا هذا ارعوي ،
" فليسَ بعدَ اشتعالِ الرأسِ *** شَيباً إلى الصِّبا مِن سَبيلِ " ،
نعم ، طيب ، الشاهد قوله : " ذا ارعواء " : يعني يا هذا ، فحذف الياء في اسم الإشارة قليل ، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه ممنوع ، إلى أنه ما يجوز أن تحذف ياء من اسم الجنس ومن اسم الإشارة ، ولكن ابن مالك يقول :
" من يمنعه فانصر عاذِلَه " :
من يمنعه فانصر عاذله : عاذله : أي لائمه ، يعني انصر الذي يلومه ، وش يصير ملوم ولا غير ملوم الذي يمنعه ؟
الطالب : ملوم .
الشيخ : ها ؟
الطالب : ملوم .
الشيخ : ملوم ، يكون ملوما ، يعني الذي ... سموه الذي يلومه ، يقول : وراك تمنعه ، ما لك حق إنك تمنعه ، تصير ملوم ولا لا ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : تصير ملوم ، إذن من يمنعه : يعني من يقول : إنه لا يجوز حذف ياء النداء في اسم الجنس وفي اسم الإشارة ، من قال إنه لا يجوز ، وجاء أحد يلومه يقول : ليش تمنعه ، فأنت هاه انصره ، إذن يقتضي هذا الكلام أن ابن مالك يرجح جواز الحذف ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لكنه قليل ، يرجح الجواز لكنه قليل ، ولهذا قال :
" وذاك في اسم الجنسِ والمشارِ لَه *** قَلَّ ومن يمنعه فانصر عاذله " .
الحقيقة أن الشعر مثل ما قال صاحب المـُلحة : الشعر صلف ، أن ذكر مثل هذا التركيب يعتبر في البلاغة تعقيداً ، لأنه ما تكاد تفهم المعنى منه :
" قَلَّ ومَن يمنعه فانصر عاذله " !!
قد يكون بعض الناس ما يفهم وش معنى العذل ، نعم ، لكن ضرورة الشعر تلجئه -رحمه الله- إلى أن يقول مثل هذا الكلام ، ثم هو يريد منا أيضا أن نكون فطاحل في النحو ، في العربية ، يجيب لنا مثل هذا الكلام الذي فيه نوع من التعقيد علشان نتعلم ، علشان نتعلم ونفكر ، أما لو جبنا شيء مطبوخ ما يبي إلا أكل ، ما يكون هذا جيدا .
الطالب : شيخ ... " ومن يمنعه فانصر عاذله " ؟
الشيخ : إي .
الطالب : " ومن يمنعه فانصر عاذله " .
الشيخ : إي : " ومن يمنعه فانصر عاذله " : أي عاذل من يمنعه .
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (وليعلم الله من ينصره ورسل... - ابن عثيمين
- كيف نحقق النصر والتمكين ، وما هو أول شرط يطلب... - الالباني
- في قوله تعالى << إن تنصروا الله >> هل يكون ا... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: لا التي لنفي الجنس - ابن عثيمين
- هل ابن مالك رحمه الله يرجح حذف حرف النداء من... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله : من ذاك أم عريط... - ابن عثيمين
- شرح قول ابن مالك رحمه الله : اسم الإشارة - ابن عثيمين
- قول ابن مالك " ومن يمنعه فانصر عاذله " على م... - ابن عثيمين
- شرح قوله - تعالى - : (( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّه... - الالباني
- شرح الشيخ لقوله تعالى : ( إن تنصروا الله ينصرك... - الالباني
- شرح قول ابن مالك رحمه الله: وذاك في اسم الجن... - ابن عثيمين