شرح قوله - تعالى - : (( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ )) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : كلُّنا يقرأ آيةً من آيات الله - عز وجل - ، بل إنَّ هذه الآية قد تُزيَّن بها صدور بعض المجالس أو جدر بعض البيوت ، وهي قوله - تعالى - : إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ، لافتات تُوضع وتُكتب بخط ذهبي جميل رقعي أو فارسي إلى آخره ، وتُوضع على الجدر ، مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدر مزيَّنةً بها ، أما قلوب المسلمين فهي منها خاوية على عروشها ؛ لا نكاد نشعر ما هو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية : إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ؛ ولذلك أصبح وضعُ العالم الإسلامي اليوم في بلبلةٍ وقلقلةٍ لا يكاد يجد لها مخرجًا ، مع أنَّ المخرج مذكور في كثير من الآيات ، وهذه الآية من تلك الآيات .
إذا ما ذكَّرنا المسلمين بهذه الآية فأظنُّ أن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح وبيان ، وإنما هو فقط التذكير ، والذِّكرى تنفع المؤمنين . كلُّنا يعلم - إن شاء الله - أن قوله - تبارك وتعالى - : إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ شرطٌ جوابه : يَنْصُرْكُمْ ، إن تأكل إن تشرب إِنْ إِنْ ؛ الجواب : تحيا ، إن لم تأكل إن لم تشرب ماذا ؟ تموت ! كذلك تمامًا المعنى في هذه الآية : إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ، المفهوم - وكما يقول الأصوليون - مفهوم المخالفة : إن لم تنصروا الله لم ينصركم ، هذا هو واقع المسلمين اليوم . توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النُّصوص الشرعية ، وبخاصَّة منها الأحاديث النبوية ، إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ معلومٌ بداهةً أن الله لا يعني أن ننصُرَه على عدوِّه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية ؛ لا ، إن الله - عز وجل - غالب على أمره ، فهو ليس بحاجة إلى أن ينصُرَه أحدٌ نصرًا مادِّيًّا ، هذا أمر معروف بدهيًّا ؛ لذلك كان معنى : إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ ؛ أي : إن تتَّبعوا أحكام الله فذلك نصرُكم لله - تبارك وتعالى - .
والآن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط ؟ قد قاموا بهذا الواجب أوَّلًا ؟ ثم هو شرط لتحقيق نصر الله للمسلمين ثانيًا ؟ الجواب عند كلِّ واحد منكم : ما قام المسلمون بنصر الله - عز وجل - .
وأريد أن أذكر هنا كلمة - أيضًا - من باب التذكير وليس من باب التعليم ، على الأقل بالنسبة لبعض الحاضرين :
إن عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفتهم أو عن تعرُّفهم على دينهم ، عن تعلُّمهم لأحكام دينهم ؛ فأكثرهم لا يعلمون الإسلام ، وكثير أو الأكثرون منهم إذا ما عرفوا من الإسلام شيئًا عرفوه ليس إسلامًا حقيقيًّا ، عرفوه إسلامًا منحرفًا عمَّا كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه ؛ لذلك فنصرُ الله المَوعود به مَن نَصَرَ الله يقوم على معرفة الإسلام أوَّلًا معرفة صحيحة كما جاء في القرآن والسنة ، ثم على العمل به ثانيًا ، وإلا كانت المعرفة وبالًا على صاحبها كما قال - تعالى - : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ؛ إذًا نحن بحاجة إلى تعلُّم الإسلام وإلى العمل بالإسلام .
إذا ما ذكَّرنا المسلمين بهذه الآية فأظنُّ أن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح وبيان ، وإنما هو فقط التذكير ، والذِّكرى تنفع المؤمنين . كلُّنا يعلم - إن شاء الله - أن قوله - تبارك وتعالى - : إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ شرطٌ جوابه : يَنْصُرْكُمْ ، إن تأكل إن تشرب إِنْ إِنْ ؛ الجواب : تحيا ، إن لم تأكل إن لم تشرب ماذا ؟ تموت ! كذلك تمامًا المعنى في هذه الآية : إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ، المفهوم - وكما يقول الأصوليون - مفهوم المخالفة : إن لم تنصروا الله لم ينصركم ، هذا هو واقع المسلمين اليوم . توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النُّصوص الشرعية ، وبخاصَّة منها الأحاديث النبوية ، إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ معلومٌ بداهةً أن الله لا يعني أن ننصُرَه على عدوِّه بجيوشنا وأساطيلنا وقواتنا المادية ؛ لا ، إن الله - عز وجل - غالب على أمره ، فهو ليس بحاجة إلى أن ينصُرَه أحدٌ نصرًا مادِّيًّا ، هذا أمر معروف بدهيًّا ؛ لذلك كان معنى : إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ ؛ أي : إن تتَّبعوا أحكام الله فذلك نصرُكم لله - تبارك وتعالى - .
والآن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط ؟ قد قاموا بهذا الواجب أوَّلًا ؟ ثم هو شرط لتحقيق نصر الله للمسلمين ثانيًا ؟ الجواب عند كلِّ واحد منكم : ما قام المسلمون بنصر الله - عز وجل - .
وأريد أن أذكر هنا كلمة - أيضًا - من باب التذكير وليس من باب التعليم ، على الأقل بالنسبة لبعض الحاضرين :
إن عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفتهم أو عن تعرُّفهم على دينهم ، عن تعلُّمهم لأحكام دينهم ؛ فأكثرهم لا يعلمون الإسلام ، وكثير أو الأكثرون منهم إذا ما عرفوا من الإسلام شيئًا عرفوه ليس إسلامًا حقيقيًّا ، عرفوه إسلامًا منحرفًا عمَّا كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه ؛ لذلك فنصرُ الله المَوعود به مَن نَصَرَ الله يقوم على معرفة الإسلام أوَّلًا معرفة صحيحة كما جاء في القرآن والسنة ، ثم على العمل به ثانيًا ، وإلا كانت المعرفة وبالًا على صاحبها كما قال - تعالى - : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ؛ إذًا نحن بحاجة إلى تعلُّم الإسلام وإلى العمل بالإسلام .
الفتاوى المشابهة
- شرح قول قول الإمام النووي رحمه الله تعالى في... - ابن عثيمين
- سابعا : أن النصر بيد الله وحده . - ابن عثيمين
- أسباب النصر وشروطه - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (إذا جاء نصر الله والفتح. - ابن عثيمين
- تفسير سورة النصر - ابن عثيمين
- في قوله تعالى << إن تنصروا الله >> هل يكون ا... - ابن عثيمين
- هل نصر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم هي نصر... - ابن عثيمين
- كيف نحقق النصر والتمكين ، وما هو أول شرط يطلب... - الالباني
- تفسير قوله تعالى: (وليعلم الله من ينصره ورسل... - ابن عثيمين
- شرح الشيخ لقوله تعالى : ( إن تنصروا الله ينصرك... - الالباني
- شرح قوله - تعالى - : (( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّه... - الالباني