الشيخ : " والفعلُ مِنْ أَسمائِهِ عَلَيْكَا "
الفعل مبتدأ، ومن أسمائه جار ومجرور خبر مقدّم وعليك مبتدأ مؤخّر، والجملة؟
الطالب : خبر المبتدأ.

الشيخ : خبر المبتدأ، يعني من أسماء الأفعال عليك، تقول: عليك زيدًا بمعنى: الزم، الزم زيدًا، ونحن نقول باللغة العامية عليك به، عليك بزيد، يعني: الزمه، كيف تعرب عليك؟ نقول: عليك اسم فعل أمر بمعنى؟
الطالب : الزم.

الشيخ : الزم، وبني على الفتح من أجل؟ مراعاة؟ مراعاة للشكل، لأن عليك جار ومجرور، شكلها جار ومجرور تبقى هكذا، طيب عليك زيدًا، نقول: عليك اسم فعل أمر مبني على الفتح وفيه ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت، عرفتم؟ والكاف هذه من بنية الفعل وإلاّ سنقول كاف الخطاب هي الفاعل، وزيدًا؟ هاه؟
الطالب : مفعول به.

الشيخ : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
" وهكذا دُونَكَ "
هكذا أيضًا من أسماء الفعل، دونك أصلها ظرف ما هي اسم فعل، أصلها ظرف دون مضافًا إلى كاف الخطاب، هذا الأصل، لكنّها تستعمل اسم فعل أمر بمعنى: خذ، تقول: دونك الكتاب يعني: خذه، كذلك إليك أصلها جارّ ومجرور، إلى حرف جرّ والكاف اسم مجرور تستعمل اسم فعل أمر بمعنى تنحّ، تنحّ يعني أبعد عنّي، نعم،
" إليك عنّي فإنّي عنك مشغول "
نعم، وإليك بمعنى إيش؟
الطالب : تنحّ.

الشيخ : تنحّ، ذكر ابن القيّم مرّة في بدائع الفوائد، بدائع الفوائد هذا كتاب لابن القيم على اسمه بدائع الفوائد، ليس مبوبًا كلما طرأت عليه فائدة كتبها في هذا الكتاب ولكنّه كتاب جيّد، بحث في حمِد ومدح وكيف أن العرب فرّقت بينهما وجعلت هذا له معنى وهذا له معنى، مع أن الحروف واحدة وأطال كما هي عادته رحمه الله طويل النفس، وقال: وكان شيخنا إذا بحث في هذا الأمر أتى بالعجب العجاب، شيخ يعني؟
الطالب : ابن تيمية.

الشيخ : ابن تيمية، ولكنه كما قال القائل:
" تألق البرق نجديًّا فقلت له *** إليك عنّي فإنّي عنك مشغول "
كان مشغولًا بما هو أهم من مباحث النّحو رحمه الله، كان مشغولًا بمناظرة من؟
الطالب : الفلاسفة.

الشيخ : الفلاسفة والمناطقة وأهل الكلام وغيرهم، كما يعلم من كتاباته رحمه الله وجزاه خيرًا، فالحاصل قوله إليك عنّي يعني تنحّ عنّي،
" تألق البرق نجديًّا فقلت له *** إليك عنّي فإنّي عنك مشغول "
طيب
" وهكذا دُونَكَ مَعْ إِلَيْكَا
كذا رُوَيْدَ "
الطالب : الإعراب مثلها يا شيخ؟

الشيخ : مثل الأول نعم، مثلًا تقول: دونك الكتاب، دونك الكتاب، دونك اسم فعل أمر مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره؟ أنت، الكتاب؟
الطالب : مفعول به.

الشيخ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة عفي آخره، وإليك مثلها، نعم، أما قال.
الطالب : يا شيخ؟
الطالب : نعم.
الطالب : إليك تدخل على غير عنّي ...؟

الشيخ : لو قلت إليك بعيدً فإنها عنّي، لا بدّ يكون في الكلام محذوف، حذف الجار والمجرور، إليك بعيدًا أي؟
الطالب : إليك عنّي.

الشيخ : تنحّ عنّي بعيدًا، لا بد أن تأتي به.