تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مضار العادة السرية وحكمها - ابن بازالسؤال: له استفسار ثانٍ يقول: إذا أراق الرجل الأعزب منيه مع نفسه فهل يعتبر هذا زنا، وما حكم ذلك؟الجواب: هذا يسمى عند بعض الناس: العادة السرية، ويسمى: ال...
العالم
طريقة البحث
مضار العادة السرية وحكمها
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال: له استفسار ثانٍ يقول: إذا أراق الرجل الأعزب منيه مع نفسه فهل يعتبر هذا زنا، وما حكم ذلك؟
الجواب: هذا يسمى عند بعض الناس: العادة السرية، ويسمى: الاستمناء، والذي عليه جمهور أهل العلم تحريمه، وهو الصواب؛ لأن الله جل وعلا قال لما ذكر المؤمنين وصفاتهم، قال: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ۝ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ۝ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:5-7] والعادي هو الظالم المتعدي لحدود الله، فأخبر سبحانه أن من تجاوز جماع الزوجة وجماع السرية فإنه عادي، ولا شك أن الاستمناء خارج عن ذلك، ولهذا استنبط العلماء من هذه الآية الكريمة تحريم هذه العادة السرية وهي الاستمناء باليد، يعني: إخراج المني بيده عند تحرك الشهوة، فلا يجوز له هذا العمل، وفيه مضار كثيرة قالها الأطباء، وقد ألف بعض أهل العلم في ذلك مؤلفًا جمع فيه مضار هذه العادة السرية، فينبغي لك أيها السائل أن تحذر ذلك وأن تبتعد عن هذه العادة، ففيها من المضار الكثيرة ما لا يحصى، ولأنها عادة تخالف ظاهر كتاب الله العزيز وتخالف ما أباح الله لعباده، فيجب اجتنابها والحذر منها، وينبغي لمن اشتدت به الشهوة وخاف على نفسه أن يبادر بالزواج ويسارع إلى الزواج، فإن لم يتيسر ذلك فليصم، قال النبي ﷺ: يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم -ولم يقل ومن لم يستطع فليخرجها بيده أو فليستمني، بل قال- ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء فالنبي ﷺ ذكر أمرين:
أحدهما: المبادرة بالزواج لمن قدر.
الثاني: الاستعانة بالصوم لمن عجز عن النكاح؛ لأن الصوم يضعف مجاري الشيطان، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والصائم بسبب تركه الأكل والشرب يضيق على الشيطان مجاريه، فينبغي لك يا عبد الله أن تتأدب بالآداب الشرعية، وأن تجتهد في إحصان نفسك بالزواج الشرعي حتى ولو بالاستدانة والقرض، فإن الله يوفي عنك ، فإن التزوج عمل صالح وصاحبه ممن يعان، والحديث: ثلاثة حق على الله عونهم -ذكر منهم- المتزوج يريد العفاف فبادر إلى الزواج ولو بالاستدانة والقرض وليوف الله عنك جل وعلا، فمن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، واحذر هذه العادة القبيحة، واحذر سائر الفواحش، فإن أعظم من ذلك الزنا، فإنه من الكبائر العظيمة، والذي يتساهل في الزواج قد يفضي به ذلك إلى الزنا أو إلى الاستمناء المحرم، فينبغي لك يا عبد الله أن تحذر أسباب الشر وأن تبتعد عن وسائله، وأن تحرص على المبادرة بالزواج الشرعي إذا استطعت ذلك، وأبشر بالعون من الله والتيسير. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.

Webiste