تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما الفرق بين المعجزات والكرمات وعلم الغيب؟ - ابن بازالسؤال:يقول في سؤاله الثاني السائل من السودان: هل هناك أشخاص يعلمون الغيب بعد ارتضاء الله لهم غير الرسل والأنبياء، وما الفرق بين ذلك؟وأيضًا عن كرامات ال...
العالم
طريقة البحث
ما الفرق بين المعجزات والكرمات وعلم الغيب؟
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
يقول في سؤاله الثاني السائل من السودان: هل هناك أشخاص يعلمون الغيب بعد ارتضاء الله لهم غير الرسل والأنبياء، وما الفرق بين ذلك؟
وأيضًا عن كرامات الأنبياء التي يجريها الله  على ألسنتهم وهي في الحقيقة غائبة عن النظر كتلك التي قالها عمر بن الخطاب : «يا سارية الجبل» وغير ذلك؟

الجواب:
الغيب لا يعلمه إلا الله، لا يعلمه الرسل ولا غيرهم، الغيب لا يعلمه إلا الله، وإنما يعلم الرسول ما أوحي إليه، قال تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:65]، قال: {فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ۝ }إِِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ [الجن:26-27] فقد يخبره بعض المغيبات كما أخبر الله نبينا عن أشراط الساعة وعن بعض أمور الجنة والنار، إلى غير ذلك.
فالغيب لا يعلمه إلا الله، لكنه سبحانه يطلع بعض أنبيائه ورسله على بعض الغيب، والأنبياء لهم المعجزات، وهي كرامات ومعجزات تدل على صدقهم، وأنهم رسل الله، كالعصا لـموسى، واليد التي قدمها موسى لـفرعون تخرج يده بيضاء من غير سوء، والعصا بينما هي عصا صارت حية تسعى، آيتان من آيات الله، ومعجزتان لـموسى على أنه نبي -عليه الصلاة والسلام-.
ومن ذلك ما وقع لنبينا -عليه الصلاة والسلام- من نبوع الماء من بين أصابعه ينبع الماء من بين أصابعه يراه الناس في الإناء ويشربون، ويأخذون في أوعيتهم.
ومنها أنه ﷺ لما قدم تبوك، وكانت العين تبض بضًا قليلًا فتوضأ، وصب الماء فيها حتى جاشت بالماء، وهكذا يوم الحديبية لما شق عليه عدم الماء، فألقى سهمه في البئر، حتى جاشت بالماء -عليه الصلاة والسلام-، كل هذه من معجزات الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-.
والأولياء لهم كرامات، الصالحون لهم كرامات، أتباع الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- لهم كرامات يكرمهم الله بها تخرق العادة لكنها ليست معجزة، إنما هي كرامة للولي الذي هو من الصالحين وليس نبيًا، كما جرى لـعباد بن بشر وأسيد بن حضير في حياة النبي ﷺ لما سريا مع النبي في آخر الليل قاما من عنده ﷺ بعد ما سمرا عنده خرجا إلى بيوتهما في ليلة مظلمة، فأضاءت لهما أسواطهما كالسراج، كل واحد سوطه صار سراجًا له، فهذه من آيات الله ومن كرامات أوليائه، وهكذا الطفيل السدوسي لما طلب من النبي ﷺ آية يدعو بها قومه سأل الله أن يعطيه آية فصار نور له في جبهته -في وجهه- فقال: يا رب، في غير وجهي، فجعله الله في سوطه، إذا رفعه استنار، فدعا قومه فأسلموا، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.

Webiste