حكم الإنفاق على الوالدين مع عدم الاستطاعة
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
المستمع (ر. م. ش) من مصر، بعث برسالة طويلة يقول فيها: طلق والدي والدتي، وأنا جنين في بطنها، ثم كبرت وتزوجت، وأصبح عندي أولاد، وأنا أعيش مع والدتي، ولا أعرف والدي إلا بالاسم، لم يقم بالصرف علي أو تعليمي أو الاهتمام بي، وتزوج والدي من امرأة أخرى وأنجب منها أولادًا أصبحوا هم الذين يدبرون أعماله، ويتحكمون في مسئولياته، ولكنه في الآونة الأخيرة.
الشيخ: أعد أعد.
المقدم: يقول المستمع (ر.م.ش) من مصر، بعث برسالة يقول فيها: طلق والدي والدتي، وأنا في بطنها، ثم كبرت، وتزوجت وأصبح عندي أولاد، وأنا أعيش مع والدتي، ولا أعرف والدي إلا بالاسم، لم يقم بالصرف علي أو تعليمي، أو الاهتمام بي، وتزوج والدي من امرأة أخرى وأنجب منها أولادًا أصبحوا هم الذين يديرون أعماله، ويتحكمون في مسئولياته، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح والدي يشتكيني لكل شخص في المدينة بأنني عاق، وبأنني أعمل في الخارج، ولا أبعث له نقودًا مع أنه غني.
وسؤالي يا سماحة الشيخ: هل له الحق في أن أرسل له أي مبلغ من المال، والأمر بالصورة التي ذكرتها، ثم يستطرد في رسالته ويقول: والدتي غنية جدًا، حيث أنها تتاجر في الكثير من السلع، وليس لديها أولاد غيري، وتطلب مني أن أرسل لها نقودًا، مع أن حالتي المالية لا تسمح بذلك، حيث أن راتبي متواضع ومسئوليات الزوجة والأولاد كثيرة، هل يجب علي مع هذا أن أرسل لها نقودًا أم لا؟
وإذا رفضت هل يدخل هذا في باب العقوق؟
جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الواجب عليك -يا أخي- الحرص على بر والدك ووالدتك، ولو كان أبوك قصر في حقك، فالواجب عليك أن تحرص على بره، والإحسان إليه بالمكاتبة والكلام الطيب والزيارة إذا تيسرت، والأخذ بخاطره حتى لا يقع بينكما عقوق.
أما هو فالواجب عليه أن يعدل بينك وبين أولاده الآخرين؛ لأن الرسول قال: اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم فإذا أعطاهم أعطاك، وساوى بينك وبينهم غير النفقة التي ينفقها عليهم النفقة العادية، إذا أعطاهم أشياء من أراضٍ أو سيارات أو غير ذلك، عليه أن يعدل بينكم، وأنت عليك أن تراعي خاطره بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن والزيارة إذا أمكن؛ حتى لا يقع بينكما العقوق.
أما أن تعطيهم من المال أو تعطي والدك من المال وأنت راتبك قليل ولا يكفي، وحده أن يكفيك وأسرتك وهما بخير، الوالد بخير، والوالدة بخير فلا يلزمك، لا يلزمك أن ترسل إليهما مالًا، ولكن تعتذر إليهما بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، وتقول: يا أبي، إن راتبي قليل، وأن مسئولياتي كثيرة، وأنه ما يحصل عندي فضل حتى أرسل إليك، وأنت -بحمد الله- في خير، وهكذا تقول للوالدة: أنت بحمد الله في خير، وأنا راتبي كذا وكذا، وأرجو مسامحتي، فتأخذ خاطرهما بالكلام الطيب، ولا يلزمك أن ترسل لهما مالًا، وهما غنيان، وأنت بحاجة إلى المال، لا يلزمك، لكن عالج الموضوع بالأسلوب الحسن، والكلام الطيب، والمكاتبة الحسنة حتى تكسب رضاهما، وفقك الله، ويسر أمرك.
المقدم: آمين، جزاكم الله خيرًا.
المستمع (ر. م. ش) من مصر، بعث برسالة طويلة يقول فيها: طلق والدي والدتي، وأنا جنين في بطنها، ثم كبرت وتزوجت، وأصبح عندي أولاد، وأنا أعيش مع والدتي، ولا أعرف والدي إلا بالاسم، لم يقم بالصرف علي أو تعليمي أو الاهتمام بي، وتزوج والدي من امرأة أخرى وأنجب منها أولادًا أصبحوا هم الذين يدبرون أعماله، ويتحكمون في مسئولياته، ولكنه في الآونة الأخيرة.
الشيخ: أعد أعد.
المقدم: يقول المستمع (ر.م.ش) من مصر، بعث برسالة يقول فيها: طلق والدي والدتي، وأنا في بطنها، ثم كبرت، وتزوجت وأصبح عندي أولاد، وأنا أعيش مع والدتي، ولا أعرف والدي إلا بالاسم، لم يقم بالصرف علي أو تعليمي، أو الاهتمام بي، وتزوج والدي من امرأة أخرى وأنجب منها أولادًا أصبحوا هم الذين يديرون أعماله، ويتحكمون في مسئولياته، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح والدي يشتكيني لكل شخص في المدينة بأنني عاق، وبأنني أعمل في الخارج، ولا أبعث له نقودًا مع أنه غني.
وسؤالي يا سماحة الشيخ: هل له الحق في أن أرسل له أي مبلغ من المال، والأمر بالصورة التي ذكرتها، ثم يستطرد في رسالته ويقول: والدتي غنية جدًا، حيث أنها تتاجر في الكثير من السلع، وليس لديها أولاد غيري، وتطلب مني أن أرسل لها نقودًا، مع أن حالتي المالية لا تسمح بذلك، حيث أن راتبي متواضع ومسئوليات الزوجة والأولاد كثيرة، هل يجب علي مع هذا أن أرسل لها نقودًا أم لا؟
وإذا رفضت هل يدخل هذا في باب العقوق؟
جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الواجب عليك -يا أخي- الحرص على بر والدك ووالدتك، ولو كان أبوك قصر في حقك، فالواجب عليك أن تحرص على بره، والإحسان إليه بالمكاتبة والكلام الطيب والزيارة إذا تيسرت، والأخذ بخاطره حتى لا يقع بينكما عقوق.
أما هو فالواجب عليه أن يعدل بينك وبين أولاده الآخرين؛ لأن الرسول قال: اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم فإذا أعطاهم أعطاك، وساوى بينك وبينهم غير النفقة التي ينفقها عليهم النفقة العادية، إذا أعطاهم أشياء من أراضٍ أو سيارات أو غير ذلك، عليه أن يعدل بينكم، وأنت عليك أن تراعي خاطره بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن والزيارة إذا أمكن؛ حتى لا يقع بينكما العقوق.
أما أن تعطيهم من المال أو تعطي والدك من المال وأنت راتبك قليل ولا يكفي، وحده أن يكفيك وأسرتك وهما بخير، الوالد بخير، والوالدة بخير فلا يلزمك، لا يلزمك أن ترسل إليهما مالًا، ولكن تعتذر إليهما بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، وتقول: يا أبي، إن راتبي قليل، وأن مسئولياتي كثيرة، وأنه ما يحصل عندي فضل حتى أرسل إليك، وأنت -بحمد الله- في خير، وهكذا تقول للوالدة: أنت بحمد الله في خير، وأنا راتبي كذا وكذا، وأرجو مسامحتي، فتأخذ خاطرهما بالكلام الطيب، ولا يلزمك أن ترسل لهما مالًا، وهما غنيان، وأنت بحاجة إلى المال، لا يلزمك، لكن عالج الموضوع بالأسلوب الحسن، والكلام الطيب، والمكاتبة الحسنة حتى تكسب رضاهما، وفقك الله، ويسر أمرك.
المقدم: آمين، جزاكم الله خيرًا.
الفتاوى المشابهة
- البر بالوالد - الفوزان
- واجب الولد إذا تعارض أمر الوالد والوالدة له - ابن عثيمين
- ما جاء في الكتاب والسنة في فضل بر الوالدين - ابن باز
- حكم طلاق امرأة تؤذي والدة الزوج - ابن باز
- لقد مضت فترة حوالي سنتين وأنا كنت أغلط على و... - ابن عثيمين
- تزوج والدي امرأة غير والدتي فأصبحت والدتي تث... - ابن عثيمين
- كان قبل الزواج يعطي راتبه لوالديه وبعد ا... - اللجنة الدائمة
- ما الواجب علينا فعله إذا تعارض أمر الوالد مع... - ابن عثيمين
- لا يحسنون لوالدهم برا بوالدتهم - اللجنة الدائمة
- حكم الإنفاق على الوالدين - ابن باز
- حكم الإنفاق على الوالدين مع عدم الاستطاعة - ابن باز