تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات - ابن بازالسؤال:هذا سائل من جمهورية مصر العربية، يقول: ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات؟ وما الفرق -يا سماحة الشيخ- بين الأسماء والصفات؟الجواب:بس...
العالم
طريقة البحث
مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
هذا سائل من جمهورية مصر العربية، يقول: ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات؟ وما الفرق -يا سماحة الشيخ- بين الأسماء والصفات؟

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فمذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته: هو إثباتها، وإمرارها كما جاءت، على الوجه اللائق بالله ، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، عملًا بقوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] وقوله سبحانه: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180] فقد سمى نفسه بأسماء، ووصف نفسه بصفات؛ فالواجب إثباتها، وإمرارها كما جاءت: كالرحيم والعزيز والقدير والسميع والبصير والرؤوف والغفور والعليم، إلى غير ذلك، يجب إثباتها لله على الوجه اللائق بالله، من غير تحريف للفظها، ولا تعطيل لمعناها، ولا تكييف، ما يقول: كيفيتها كذا، ولا كيفيتها كذا، ولا أنها مثل كذا، مثل كذا، قال الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] وقال رجل لـمالك -رحمه الله-، الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- قال له رجل: يا أبا عبد الله الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5]، كيف استوى؟ فقال له -رحمه الله-: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عن ذلك بدعة".
وهكذا جاء هذا المعنى عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن شيخ مالك، وجاء معناه عن أم سلمة -رضي الله عنها-، معنى الاستواء معلوم، يعني: معروف معناه: أنه العلو فوق العرش، هذا الاستواء، كما قال تعالى: الرّحْمنُ عَلََى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] وقال سبحانه: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54] في سبعة مواضع من القرآن، صرح فيها سبحانه بأنه استوى على العرش، يعني: ارتفع عليه، وعلا عليه -جل وعلا-، استواءً يليق بجلاله، لا يشابه الخلق في استوائهم، ولا يكيف، ما يقال: كيفيته كذا، كيفيته كذا، بل يقال: الله أعلم بالكيفية، فالاستواء حق ومعلوم، وهو العلو فوق العرش، أما الكيفية فلا يعلمها إلا هو .
وهكذا قال جميع أهل السنة من الصحابة ومن بعدهم، كلهم يقولون هذا المعنى: الاستواء، الرحمة، العلم، القدرة، كلها معلومة، أما الكيف غير معلوم، والإيمان بهذا واجب؛ نؤمن بأن الله سميع، عليم، حكيم، رؤوف، رحيم، قدير، سميع، بصير، لطيف، إلى غير ذلك من أسمائه، ولكن لا نكيفها، بل نقول: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] معناها حق.
فالرحمن: هذا اسم، والرحيم: صفة، العليم: اسم، والعلم: صفة، القدير: اسم، والقدرة: صفة، هذا هو الفرق بينهما، فتقول: اللهم إني أسألك بقدرتك، أسألك بعلمك كذا وكذا، هذه صفة، اللهم إني أسألك بأنك العليم بأنك الرحمن، توسل بالأسماء، كما قال تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180].
فالصفة هي المعنى، والاسم: هو اللفظ المشتمل على الذات والمعنى، يقال له: اسم، أما المعنى فقط يقال له: وصف، الرحمن هذا يسمى علم اسم؛ لأنه دال على الذات وعلى الصفة وهي الرحمة، العليم: اسم؛ لأنه دال على الذات وعلى العلم، السميع: اسم؛ لأنه دال على الذات وعلى السمع، البصير: اسم؛ دال على الذات والبصر، هذه يقال لها: أسماء، أما الصفات: فالعلم صفة، الرحمة صفة، القدرة صفة، السمع صفة، وهكذا، يجب إمرار الجميع كما جاءت، وإثباتها لله -كما قال أهل السنة والجماعة- على الوجه اللائق بالله سبحانه، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، صفات الله تليق به، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته -جل وعلا-، كما قال سبحانه: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4] فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ [النحل:74] وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] ، نعم.

المقدم: أحسن الله إليكم، وأثابكم الله سماحة الشيخ.

Webiste