تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ماهو مذهب أهل السنة و الجماعة في أسماء الله... - ابن عثيمينالسائل : ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات ، نرجو بهذا إفادة جزاكم الله خيرا ؟الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وع...
العالم
طريقة البحث
ماهو مذهب أهل السنة و الجماعة في أسماء الله و صفاته ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات ، نرجو بهذا إفادة جزاكم الله خيرا ؟

الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته أنهم يثبتون لله تعالى كل ما أثبته لنفسه من الأسماء وكل ما أثبته لنفسه من الصفات على وجه ليس فيه تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، ولنضرب لهذا مثلا :
قال الله تبارك وتعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } فيقول أهل السنة والجماعة : إن معنى الآية الكريمة أن الله استوى على العرش أي علا عليه ، لكن كيف علا ؟ الله أعلم ، لا نكيف صفاته ولكن نؤمن بمعناه ونقول : الرحمن على العرش استوى أي علا عليه علوا يليق بجلاله وعظمته .
ويجتنبون طريق أهل البدع الذين يحرفون الكلم عن مواضعه فيقولون : {لاالرحمن على العرش استوى } أي استولى ، ولا شك أن هذا صرف للكلام عن ظاهره بلا دليل ، ولا شك أيضا أنه يستلزم لوازم باطلة ، لأننا إذا قلنا : استوى بمعنى استولى لزم أن يكون العرش قبل خلق السماوات والأرض ملكا لغير الله ، وأن الله استولى عليه بعد ذلك .
ولزم أيضا أن يقال : إنه يصح أن تقول : إن الله استوى على الأرض لأنه مستولي عليها وهذا أمر باطل .
ومثال ثاني : قول الله تبارك وتعالى : { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ } قال أهل التعطيل الذين يحرفون الكلم عن مواضعه : المراد بوجه الله ثوابه وليس المراد به وجهه الذي هو صفة من صفاته عز وجل من صفاته الخبرية التي لا مدخل للعقل فيها وليست معنوية بل هي صفة خبرية نظيرها بالنسبة لنا بعض منا وجزء منا .
فيقال : هذا خلاف ظاهر الآية الكريمة وخلاف ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى من بعدهم ، فوجهه الله تعالى هو وجهه والثواب شيء آخر ثم أين المقارنة { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ } أين المقارنة بكون المراد العمل ، فالآيات هذه لا تناسب ما قبلها حتى يقال أنها من العمل أي لا تناسب ما قبلها من حيث تفسيرها بالثواب .
ومن ذلك أيضا قول الله تبارك وتعالى لإبليس : { مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } قالوا المراد باليد هنا القدرة ، فيقال : سبحان الله كل البشر خلقهم الله بقدرته ، ثم هل القدرة تتبعض وتتعدد ؟ز
القدرة صفة واحدة يستطيع بها القادر أن يفعل بلا عجز ، وقس على هذا كثير .
فأهل السنة والجماعة يقولون : كل ما سمى الله به نفسه فالواجب علينا إثباته و، كل ما وصف الله به نفسه فالواجب علينا إثباته ، لكن يجب أن يكون إثباتنا هذا منزها عن التمثيل وعن التكييف ، بمعنى أن نثبت لله هذه الصفة وننفي أن يكون مماثلا للعباد في هذه الصفة و، كذلك نثبت لهذه الصفة ولا نكيفها ، لا نقول كيفيتها كذا وكذا .
ولهذا لما سأل الإمام مالكا رجل فقال : يا أبا عبد الله : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } كيف استوى ؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال : " يا هذا! الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " .
فقال رحمه الله : " الكيف غير معقول " يعني لا يمكن أن ندركه بعقولنا ، وإذا كنا لا ندركه بعقولنا لزم أن نعتمد في ذلك على النقل ، ولم ينقل لا في القرآن ولا في السنة كيفية استواء الله تبارك وتعالى على عرشه ، وعلى هذا فتكون كيفية الاستواء مجهولة وليست معلومة لنا.

السائل : بارك الله فيكم.

Webiste