ما مذهب أهل السنة والجماعة في صفات الله تعالى ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : أريد أن أعرف مذهب أهل السنة والجماعة في الصفات مأجورين ؟
الشيخ : مذهب أهل السنة والجماعة في ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبول هذا الوصف ، والإيمان به واعتقاد أنه حق على حقيقته ، إلا أنهم ينزهون الله تعالى عن نقص في هذه الصفة أو عن مشابهة المخلوقين فيها .
فيؤمنون مثلا بقوة الله ، ويؤمنون بأن هذه القوة لن يلحقها ضعف ، ويؤمنون بأن هذه القوة لا تشبه قوى المخلوقين ، مهما اجتمعوا وكثروا فإن قوتهم لن تكون مثل قوة الله عز وجل .
يؤمنون بأن لله تعالى يدا حقيقية ، ويؤمنون بأن هذه اليد قوية عظيمة قال الله تعالى : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ وقال تعالى : يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ويؤمنون بأن هذه اليد لا تماثل أيدي المخلوقين لقول الله تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ .
فالقاعدة إذا فيما جاء من صفات الله عز وجل في القرآن أو السنة الإيمان بذلك وقبوله ، وتنزيه الله سبحانه وتعالى عن أي نقص فيه ، وتنزيه الله تعالى عن أن يكون مماثلا للمخلوقين فيه .
هذه هي السبيل الذي درج عليه أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة وأئمتها ، ولهذا كانوا يقولون في آيات الصفات وأحاديثها : " أمروها كما جاءت بلا كيف ".
وسئل الإمام مالك رحمه الله عن الاستواء فقيل له : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كيف استوى ؟ فأطرق برأسه حتى تصبب منه العرق ثم قال : " الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " ، قال : " الاستواء غير مجهول " لأنه معلوم في اللغة العربية أن معنى استوى على كذا أي علا عليه " والكيف غير معقول " أي غير مدرك بالعقل لأنه فوق ما تتصوره عقولنا " والإيمان به واجب " لأن النص ورد به ، فقد ذكر الله استواءه على عرشه في سبعة مواضع من كتابه " والسؤال عنه بدعة " أي السؤال عن كيفيته بدعة لا عن معناه ، فإنه لا حرج على الإنسان أن يسأل عن معنى آيات الصفات وأحاديثها لأن هذا من الأمور التي يمكن الوصول إليها ، أما الكيفية فلا يجوز السؤال عنها لأنها من الأمور التي لا يمكن الوصول إليها ، ولم تكن من عادة السلف ولهذا قال رحمه الله: " والسؤال عنه بدعة " .
وهكذا نقول في سائر الصفات : إنها معلومة المعنى مجهولة الكيفية وإن الإيمان بها واجب والسؤال عنها بدعة ، فنقول مثلا في العين : إن معناها معلوم وكيفيتها مجهولة والإيمان بها واجب والسؤال عن كيفيتها بدعة ، وهكذا نقول في الوجه وغير ذلك مما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله : إنه معلوم المعنى مجهول الكيفية .
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الشيخ : مذهب أهل السنة والجماعة في ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبول هذا الوصف ، والإيمان به واعتقاد أنه حق على حقيقته ، إلا أنهم ينزهون الله تعالى عن نقص في هذه الصفة أو عن مشابهة المخلوقين فيها .
فيؤمنون مثلا بقوة الله ، ويؤمنون بأن هذه القوة لن يلحقها ضعف ، ويؤمنون بأن هذه القوة لا تشبه قوى المخلوقين ، مهما اجتمعوا وكثروا فإن قوتهم لن تكون مثل قوة الله عز وجل .
يؤمنون بأن لله تعالى يدا حقيقية ، ويؤمنون بأن هذه اليد قوية عظيمة قال الله تعالى : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ وقال تعالى : يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ويؤمنون بأن هذه اليد لا تماثل أيدي المخلوقين لقول الله تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ .
فالقاعدة إذا فيما جاء من صفات الله عز وجل في القرآن أو السنة الإيمان بذلك وقبوله ، وتنزيه الله سبحانه وتعالى عن أي نقص فيه ، وتنزيه الله تعالى عن أن يكون مماثلا للمخلوقين فيه .
هذه هي السبيل الذي درج عليه أهل السنة والجماعة من سلف هذه الأمة وأئمتها ، ولهذا كانوا يقولون في آيات الصفات وأحاديثها : " أمروها كما جاءت بلا كيف ".
وسئل الإمام مالك رحمه الله عن الاستواء فقيل له : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كيف استوى ؟ فأطرق برأسه حتى تصبب منه العرق ثم قال : " الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة " ، قال : " الاستواء غير مجهول " لأنه معلوم في اللغة العربية أن معنى استوى على كذا أي علا عليه " والكيف غير معقول " أي غير مدرك بالعقل لأنه فوق ما تتصوره عقولنا " والإيمان به واجب " لأن النص ورد به ، فقد ذكر الله استواءه على عرشه في سبعة مواضع من كتابه " والسؤال عنه بدعة " أي السؤال عن كيفيته بدعة لا عن معناه ، فإنه لا حرج على الإنسان أن يسأل عن معنى آيات الصفات وأحاديثها لأن هذا من الأمور التي يمكن الوصول إليها ، أما الكيفية فلا يجوز السؤال عنها لأنها من الأمور التي لا يمكن الوصول إليها ، ولم تكن من عادة السلف ولهذا قال رحمه الله: " والسؤال عنه بدعة " .
وهكذا نقول في سائر الصفات : إنها معلومة المعنى مجهولة الكيفية وإن الإيمان بها واجب والسؤال عنها بدعة ، فنقول مثلا في العين : إن معناها معلوم وكيفيتها مجهولة والإيمان بها واجب والسؤال عن كيفيتها بدعة ، وهكذا نقول في الوجه وغير ذلك مما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله : إنه معلوم المعنى مجهول الكيفية .
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الفتاوى المشابهة
- الكلام على أثر أم سلمة والذي اشتهر عن الإمام م... - الالباني
- مذهب أهل السنة في أسماء الله وصفاته - ابن باز
- ماهو مذهب أهل السنة و الجماعة في الأسماء و ا... - ابن عثيمين
- مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات - ابن باز
- ماهو مذهب أهل السنة و الجماعة في إثبات الصفا... - ابن عثيمين
- ما مذهب أهل السنة و الجماعة في الأسماء و الص... - ابن عثيمين
- مذهب أهل السنة والجماعة في صفة الاستواء - ابن باز
- مذهب أهل السنة في آيات وأحاديث الصفات - ابن باز
- مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات - ابن باز
- ماهو مذهب أهل السنة و الجماعة في أسماء الله... - ابن عثيمين
- ما مذهب أهل السنة والجماعة في صفات الله تعالى ؟ - ابن عثيمين