حكم الابتعاد عن الوالدين بحجة الانقطاع للفكر
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال:
الواقع أختنا سماحة الشيخ تذكر مأساة يشكو منها كثير من الآباء، تلكم هي ما يعرف بين كثير من الشباب بالانقطاع الكلي للفكر، وتمحيص الآراء حتى أن هذا أدى بالأبناء إلى الانقطاع عن آبائهم وببعض البنات أيضًا، لابد لسماحة الشيخ من كلمة وأعتقد أن هذا غزو دخل إلى شبيبة الإسلام.
الجواب:
لا حول ولا قوة إلا بالله! لاشك أن هذا أمر خطير، والواجب على الشباب أن يتقي الله وأن يعرف قدر الوالدين، وحق الوالدين، فحقهما عظيم وواجبهما كبير، ولا ينبغي للشباب من الذكور والإناث أن ينقطعوا للوساوس والأفكار المخالفة المنحرفة، بل يجب على المؤمن شابًا أو شيخًا وعلى المؤمنة فتاة أو كبيرة على الجميع أن يحاسبوا أنفسهم، وأن يتقوا الله في أقاربهم وفي والديهم بوجه أخص، وأن يحرصوا على الاستقامة، وأن يحذروا وساوس الشيطان ونزغات الشيطان.
والله جل وعلا قال: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس:1-4] فهو وسواس عند الغفلة خناس عند الذكر.
فالواجب على الشباب جميعًا من الذكور والإناث أن يتقوا الله وأن يستقيموا على دينه، وأن يعرفوا قدر الوالدين وقدر الأقارب، وأن يبروا والديهم، وأن يصلوا أرحامهم، ولو فرضنا أن الوالدين كافران لوجب الإحسان إليهما، قال الله جل وعلا في كتابه الكريم في حق الوالدين الكافرين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] وهما كافران عليه أن يحسن إليهما وأن يصحبهما بالمعروف وأن ينصح لهما، وأن يدعوهما إلى الخير، وأن يحسن إليهما بما يستطيع من مال وجاه ودعوة إلى الله لعل الله يهديهما بأسبابه.
فكيف إذا كان الوالدان مسلمين فالأمر أعظم وأكبر، وهكذا الرحم، وصل الرحم من أهم الواجبات وقطيعتها من أقبح الكبائر، يقول عليه الصلاة والسلام: لا يدخل الجنة قاطع رحم ويقول عليه الصلاة والسلام: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: الإشراك بالله ثم قال: وعقوق الوالدين فجعل العقوق من أكبر الكبائر.
فالواجب على الجميع من ذكور وإناث أن يعرفوا قدر الوالدين، وأن يعظموا قدر الوالدين، وأن يحسنوا إليهما، ولو جرى منهما بعض الشيء من التقصير في حق الولدين، أو من الكلام الشديد على الولدين أو من الإساءة إليهما فحقهما عظيم.
فالواجب الإحسان إليهما والتلطف بهما واستسماحهما وطلب العفو منهما، وتوسيط الناس الطيبين في الإصلاح بين الإنسان وبين والديه إذا كان هناك شيء من الاختلاف بينهما لا ينفر من والديه ولا يبتعد عن والديه، بل يجتهد في إيجاد الصلح وفي إيجاد التقارب بينه وبين الوالدين حتى ولو أساءا إليه ليتحمل ولينظر إلى حقهما العظيم، وليوسط الأخيار من إخوة كبارًا أو أخوالًا أو أعمامًا أو غيرهم حتى يزول الإشكال وحتى يعود الوئام بين الولد ووالديه وبين البنت ووالديها.. هكذا ينبغي، أما الانقطاع والتباعد عن الوالدين والغفلة عنهما فهذا شره عظيم وعاقبته وخيمةن وهو من أعظم العقوق، نسأل الله للجميع الهداية والعافية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.
الواقع أختنا سماحة الشيخ تذكر مأساة يشكو منها كثير من الآباء، تلكم هي ما يعرف بين كثير من الشباب بالانقطاع الكلي للفكر، وتمحيص الآراء حتى أن هذا أدى بالأبناء إلى الانقطاع عن آبائهم وببعض البنات أيضًا، لابد لسماحة الشيخ من كلمة وأعتقد أن هذا غزو دخل إلى شبيبة الإسلام.
الجواب:
لا حول ولا قوة إلا بالله! لاشك أن هذا أمر خطير، والواجب على الشباب أن يتقي الله وأن يعرف قدر الوالدين، وحق الوالدين، فحقهما عظيم وواجبهما كبير، ولا ينبغي للشباب من الذكور والإناث أن ينقطعوا للوساوس والأفكار المخالفة المنحرفة، بل يجب على المؤمن شابًا أو شيخًا وعلى المؤمنة فتاة أو كبيرة على الجميع أن يحاسبوا أنفسهم، وأن يتقوا الله في أقاربهم وفي والديهم بوجه أخص، وأن يحرصوا على الاستقامة، وأن يحذروا وساوس الشيطان ونزغات الشيطان.
والله جل وعلا قال: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس:1-4] فهو وسواس عند الغفلة خناس عند الذكر.
فالواجب على الشباب جميعًا من الذكور والإناث أن يتقوا الله وأن يستقيموا على دينه، وأن يعرفوا قدر الوالدين وقدر الأقارب، وأن يبروا والديهم، وأن يصلوا أرحامهم، ولو فرضنا أن الوالدين كافران لوجب الإحسان إليهما، قال الله جل وعلا في كتابه الكريم في حق الوالدين الكافرين: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] وهما كافران عليه أن يحسن إليهما وأن يصحبهما بالمعروف وأن ينصح لهما، وأن يدعوهما إلى الخير، وأن يحسن إليهما بما يستطيع من مال وجاه ودعوة إلى الله لعل الله يهديهما بأسبابه.
فكيف إذا كان الوالدان مسلمين فالأمر أعظم وأكبر، وهكذا الرحم، وصل الرحم من أهم الواجبات وقطيعتها من أقبح الكبائر، يقول عليه الصلاة والسلام: لا يدخل الجنة قاطع رحم ويقول عليه الصلاة والسلام: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: الإشراك بالله ثم قال: وعقوق الوالدين فجعل العقوق من أكبر الكبائر.
فالواجب على الجميع من ذكور وإناث أن يعرفوا قدر الوالدين، وأن يعظموا قدر الوالدين، وأن يحسنوا إليهما، ولو جرى منهما بعض الشيء من التقصير في حق الولدين، أو من الكلام الشديد على الولدين أو من الإساءة إليهما فحقهما عظيم.
فالواجب الإحسان إليهما والتلطف بهما واستسماحهما وطلب العفو منهما، وتوسيط الناس الطيبين في الإصلاح بين الإنسان وبين والديه إذا كان هناك شيء من الاختلاف بينهما لا ينفر من والديه ولا يبتعد عن والديه، بل يجتهد في إيجاد الصلح وفي إيجاد التقارب بينه وبين الوالدين حتى ولو أساءا إليه ليتحمل ولينظر إلى حقهما العظيم، وليوسط الأخيار من إخوة كبارًا أو أخوالًا أو أعمامًا أو غيرهم حتى يزول الإشكال وحتى يعود الوئام بين الولد ووالديه وبين البنت ووالديها.. هكذا ينبغي، أما الانقطاع والتباعد عن الوالدين والغفلة عنهما فهذا شره عظيم وعاقبته وخيمةن وهو من أعظم العقوق، نسأل الله للجميع الهداية والعافية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.
الفتاوى المشابهة
- وجوب بر الوالدين - ابن باز
- أهمية بر الوالدين - ابن باز
- الإحسان إلى الوالدين . - الالباني
- البر بالوالد - الفوزان
- لا يحسنون لوالدهم برا بوالدتهم - اللجنة الدائمة
- وجوب طاعة الولد لوالده في المعروف مع إساءته للولد - ابن باز
- وجوب بر الوالدين والعناية بهما - ابن باز
- واجب الولد إذا تعارض أمر الوالد والوالدة له - ابن عثيمين
- ما الواجب علينا فعله إذا تعارض أمر الوالد مع... - ابن عثيمين
- حق الوالدين على أبنائهم - ابن باز
- حكم الابتعاد عن الوالدين بحجة الانقطاع للفكر - ابن باز