تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مسألة في حكم ترك الصلوات المفروضة - الفوزان س341: يقول السائل: إذا ترك الإنسان معظم فروض الصلاة ولم يصلها، وبعد ذلك أراد التوبة إلى الله عز وجل على ما فاته من الصلوات، فماذا يفعل، تجاه الصلوات ال...
العالم
طريقة البحث
مسألة في حكم ترك الصلوات المفروضة
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س341: يقول السائل: إذا ترك الإنسان معظم فروض الصلاة ولم يصلها، وبعد ذلك أراد التوبة إلى الله عز وجل على ما فاته من الصلوات، فماذا يفعل، تجاه الصلوات السابقة التي لم يصلها؟

ج341: الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وجاء من التأكيد في حقها والحث على المحافظة عليها ووعيد المتخلفين عنها والمضيعين لها آيات وأحاديث صحيحة، تدل على أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام؛ لأنها عمود الإسلام، ولأنه من حافظ عليها، فإنه يكون محافظًا على بقية دينه، من باب أولى، ويكون متجنبًا لما حرم الله؛ لقوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ، فلا دين دون الصلاة؛ ولذلك ورد في الحديث: أول ما تسلبون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون منه الصلاة والصلاة شأنها عظيم، ولا يجوز للمسلم أن يتهاون بها، ومن تركها فقد كفر، كما دلت على ذلك الأحاديث والآيات القرآنية، سواء كان منكرًا لوجوبها، أو متكاسلاً عن أدائها، مع الإقرار بوجوبها، وعلى الصحيح فإنه يكفر
بتركها؛ لأنه لم يقم دينه، ولم يحافظ على صلاته، ولكن من تاب إلى الله عز وجل توبة صحيحة، وحافظ على صلاته في مستقبل عمره، فإن الله يتوب عليه ؛ لأن التوبة تجب ما قبلها، الله سبحانه وتعالى يقول: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئًا ، فالتوبة تمحو ما قبلها إذا كانت توبة صحيحة، ولا يلزم من ترك الصلاة فيما مضى أن يقضي الصلوات التي فاتت، وإنما يلزمه أن يحافظ على صلاته فيما بقي من عمره، إلى أن يتوفاه الله؛ لأنه في فترة تركها ليس على دين، فإذا تاب إلى الله تعالى، دخل في الإسلام من جديد، ويحافظ على صلاته في مستقبله، ويتوب الله عليه إن شاء الله.

Webiste