تفسير قوله تعالى وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
س95: هذه رسالة من السامع أ. ح. ع من الجمهورية العربية اليمنية، يقول في سؤاله: أرجو التكرم بشرح هذه الآيات من سورة الزمر وبيان معناها، يقول الله تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ما تفسير هذه الآيات؟
ج95: هذه الآيات، تصور أحوال الناس يوم القيامة، أحوال الكفار، وأحوال المؤمنين، في أن الكافرين، يساقون إلى جهنم؛ وهي النار- والعياذ بالله-، فإذا وصلوا إليها فتحت أبوابها ليدخلوا فيها، وعند ذلك توبخهم الملائكة وتهددهم، وتسألهم سؤال توبيخ في أنهم هم الذين تسببوا لأنفسهم في هذا الموقف الرهيب، ووقوفهم في هذا المأزق الحرج؛ حيث لم يستجيبوا لرسل الله في الدنيا لأن الله- سبحانه وتعالى- أرسل إليهم الرسل، لهدايتهم، ونجاتهم من هذا العذاب، وهذا الموقف لو أنهم استجابوا للرسل، فالملائكة تسألهم سؤال توبيخ: أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
فيعترفون بذلك، ويقرون على أنفسهم، لأن الذنب ذنبهم، وأنهم هم الذين جنوا على أنفسهم، حيث لم يستجيبوا للرسل، ولم يمتثلوا ما في الكتب المنزلة، وهذه الزيادة تعريض لهم وتوبيخ لهم، وأنها تنقطع معذرتهم حينذاك. وأما المؤمنون: فإنهم يساقون إلى الجنة؛ لأنهم أطاعوا الرسل، وعملوا بالكتب المنزلة، فأناجهم الله سبحانه وتعالى مما وقع فيه هؤلاء الكفار، تستقبلهم الملائكة بالبشارة، وتسلم عليهم، وتهنؤهم، بما نالوا من كرامة الله سبحانه وتعالى وأن السبب في ذلك: أنهم طيبون، وأعماطم طيبة، ونفوسهم طيبة: طبتم فادخلوها خالدين، باقين أبد الاَباد، في نعيم وفي سرور، ثم ختم الله سبحانه وتعالى- هذا المشهد العظيم، بأن الملائكة الكرام، يحفون بعرشه- سبحانه وتعالى- وأنهم يسبحون الله، وينزهونه عن النقائص والعيوب، وأن جزاءه للفريقين، جزاء الكفار والمسلمين جزاء عادل، وأنه يحمد عليه سبحانه وتعالى.
وفي النهاية تقول: الحمد لله وب العالمين على ما قضى ودبر، وحكم وعدل، وأعطى كل ذي حق حقه، ووفى كل عامل حسابه اللائق به، بل: ويحمد سبحانه وتعالى وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ .
ما تفسير هذه الآيات؟
ج95: هذه الآيات، تصور أحوال الناس يوم القيامة، أحوال الكفار، وأحوال المؤمنين، في أن الكافرين، يساقون إلى جهنم؛ وهي النار- والعياذ بالله-، فإذا وصلوا إليها فتحت أبوابها ليدخلوا فيها، وعند ذلك توبخهم الملائكة وتهددهم، وتسألهم سؤال توبيخ في أنهم هم الذين تسببوا لأنفسهم في هذا الموقف الرهيب، ووقوفهم في هذا المأزق الحرج؛ حيث لم يستجيبوا لرسل الله في الدنيا لأن الله- سبحانه وتعالى- أرسل إليهم الرسل، لهدايتهم، ونجاتهم من هذا العذاب، وهذا الموقف لو أنهم استجابوا للرسل، فالملائكة تسألهم سؤال توبيخ: أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا
فيعترفون بذلك، ويقرون على أنفسهم، لأن الذنب ذنبهم، وأنهم هم الذين جنوا على أنفسهم، حيث لم يستجيبوا للرسل، ولم يمتثلوا ما في الكتب المنزلة، وهذه الزيادة تعريض لهم وتوبيخ لهم، وأنها تنقطع معذرتهم حينذاك. وأما المؤمنون: فإنهم يساقون إلى الجنة؛ لأنهم أطاعوا الرسل، وعملوا بالكتب المنزلة، فأناجهم الله سبحانه وتعالى مما وقع فيه هؤلاء الكفار، تستقبلهم الملائكة بالبشارة، وتسلم عليهم، وتهنؤهم، بما نالوا من كرامة الله سبحانه وتعالى وأن السبب في ذلك: أنهم طيبون، وأعماطم طيبة، ونفوسهم طيبة: طبتم فادخلوها خالدين، باقين أبد الاَباد، في نعيم وفي سرور، ثم ختم الله سبحانه وتعالى- هذا المشهد العظيم، بأن الملائكة الكرام، يحفون بعرشه- سبحانه وتعالى- وأنهم يسبحون الله، وينزهونه عن النقائص والعيوب، وأن جزاءه للفريقين، جزاء الكفار والمسلمين جزاء عادل، وأنه يحمد عليه سبحانه وتعالى.
وفي النهاية تقول: الحمد لله وب العالمين على ما قضى ودبر، وحكم وعدل، وأعطى كل ذي حق حقه، ووفى كل عامل حسابه اللائق به، بل: ويحمد سبحانه وتعالى وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ .
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (وجيء يومئذ بجهنم) - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( ... وله الحمد في ا... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى: (إن الذين كفروا من أهل الك... - ابن عثيمين
- سورة الزمر . - ابن عثيمين
- إكمال تفسير سورة البينة من قوله تعالى:"إن ال... - ابن عثيمين
- سؤال هل الحديث الذي أخرج من النار يساق إلى ا... - ابن عثيمين
- سؤال هل هناك زمرة بعد الزمرتين وما تفسير قول... - ابن عثيمين
- تفسير قوله تعالى:" وسيق الذين اتقوا ربهم إلى... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الزمر - الفوزان
- تفسير قوله تعالى وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا - الفوزان