تم نسخ النصتم نسخ العنوان
يقول إنه رجل يبلغ الخامسة والأربعين من عمره... - ابن عثيمينالسائل : يقول إنه رجل يبلغ الخامسة والأربعين من عمره متزوج وله أولاد وقد اقترف ذنوباً كثيرة في حياته قبل وبعد الزواج من كبائر وصغائر الذنوب والأن والحمد...
العالم
طريقة البحث
يقول إنه رجل يبلغ الخامسة والأربعين من عمره متزوج وله أولاد وقد اقترف ذنوباً كثيرة في حياته قبل وبعد الزواج من كبائر وصغائر الذنوب والآن والحمد لله تاب إلى الله توبةً نصوحة وعزم على أن لا يعود إلى فعل شئٍ من تلك المنكرات وأخذ يربي أولاده على الصلاح والتقوى وقد أدى عمرتين وينوي أداء فريضة الحج فيسأل هل تقبل له توبةٌ بعد أفعاله تلك أم لا وبماذا تنصحونه أن يفعل كي تقبل توبته عند الله ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول إنه رجل يبلغ الخامسة والأربعين من عمره متزوج وله أولاد وقد اقترف ذنوباً كثيرة في حياته قبل وبعد الزواج من كبائر وصغائر الذنوب والأن والحمد لله تاب إلى الله توبةً نصوحا وعزم على أن لا يعود إلى فعل شيء من تلك المنكرات وأخذ يُربي أولاده على الصلاح والتقوى وقد أدى عمرتين وينوي أداء فريضة الحج فيسأل هل تُقبل له توبةٌ بعد أفعاله تلك أم لا؟ وبماذا تنصحونه أن يفعل كي تُقبل توبته عند الله؟

الشيخ : التوبة النصوح مقبولة مهما عظُم الذنب لقوله تعالى { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا } وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن التوبة تهدم ما كان قبلها وإذا كان الكفر وهو أعظم الذنوب يقول الله تعالى فيه: { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ } فهذا يدل على أن من تاب من الذنب فإن الله تعالى يقبل هذه التوبة ويمحو عنه ما سلف كله ولكن ليُعلم أن التوبة لا بد فيها من شروطٍ خمسة، الشرط الأول: أن يكون فيها مخلصا لله لا يحمله على التوبة رياء ولا سمعة ولا خوف ولا طلب رئاسة أو وظيفة أو نحو ذلك.
الشرط الثاني: أن يندم على ما مضى من هذا الذنب بمعنى أن يكون في نفسه ألم وتحسّر على ما فات ويكون يتمنى أنه لم يفعله.
الشرط الثالث أن يُقلع عنه في الحال إذا كان متلبّسا به أي بهذا الذنب فلا تصح التوبة من إنسان يعمل بالربا ثم يقول: أنا تائب إلى الله من الربا أو أستغفر الله وأتوب إليه من الربا لأن هذا لا ينفع وبهذا نعرف أيضا أنه إذا كان الذنب متعلقا بآدمي فإنه لا بد أن يستحِله أو يؤدي إليه حقه ليتحقق بذلك أنه أقلع عن هذا الذنب.
الشرط الرابع: أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل فإن كان أقلع وتاب لكن في قلبه أنه لو حصلت له فرصة لعاد إلى هذا الذنب فإن هذه ليست بتوبة فلا تقبل منه.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في الوقت الذي تُقبل فيه وذلك بأن تكون قبل الغرغرة وقبل أن تطلع الشمس من مغربها فإن كانت بعد ذلك فإنها لا تُقبل لقوله تعالى { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ } فهذه ليست بتوبة وكذلك أخبر سبحانه وتعالى أنه إذا طلعت الشمس من مغربها لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا كما قال تعالى: { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } وهذه أو وهذا البعض من الأيات هو طلوع الشمس من مغربها فإن الناس إذا رأوا ذلك ءامنوا وتابوا من الذنوب لكنه لا ينفع بعد هذا توبة ولا إيمان قال النبي عليه الصلاة والسلام: "لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" .
وبملاحظة هذا الشرط الأخير يتبيّن أنه يجب على الإنسان أن يُبادر بالتوبة لأنه لا يدري متى يفجؤه الموت، قد يفجؤه الموت في حال وهو لا يشعر وحينئذ لا يحصل له التوبة من هذا الذنب فعلى المرء أن يحرص على التوبة من الذنوب وأن يرجع إلى الله وهو إذا رجع إلى الله بنية صادقة فإن الله تعالى يقبل توبته بل قد قال الله تعالى في سورة الفرقان لما ذكر الشرك وما دونه قال: { إِلَّا مَنْ تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } . نعم.

السائل : بارك الله فيكم.
هذا السائل عبد الله أحمد من العراق بغداد بعث برسالة.

Webiste