أقترت من الثلاثين سنة ، وقدعشت في مطلع شبابي وحتى قبيل زواجي ارتكب الكثير من المخالفات وأنا الآن قد تبت إلى الله توبة نصوحا ونادم على ما صدر مني من أفعال وأقوال لا ترضي الله جل وعلا ، فهل علي كفارة على ما مضى أم أن التوبة النصوح تكفي ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول فيها بأنه يقترب الأن من الثلاثين من العمر يقول: وقد عشت في مطلع شبابي وحتى قبيل الزواج أرتكب الكثير من المخالفات وأنا الأن قد تبت إلى الله توبة نصوحاً ونادم على ما صدر مني من أفعال وأقوال لا تُرضي الله جل وعلا فهل علي كفارة يا فضيلة الشيخ على ما مضى أم أن التوبة النصوح تكفي، نرجو التوجيه جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : نعم. التوبة النصوح تكفي وتهدم ما كان قبلها من المعاصي بل من الكفر أيضا لقول الله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ولقوله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا فقد ذكر الله تعالى في هذه الأية أعلى أنواع المعاصي في حقه تعالى وفي حق النفوس، نعم، وفي حق بني ءادم من النفوس وفي حق بني ءادم في الأعراض فذكر الشرك وذكر قتل النفس بغير حق وذكر الزنا فالشرك جُرم في حق الله وقتل النفس جرم في أنفس الخلق والزنا جرم في أعراضهم ومع ذلك قال: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ فأبشر أيها السائل مادمت تبت إلى الله توبة نصوحا بأن الله تعالى سيغفر لك ما سبق من ذنبك مهما عظُم ولكن التوبة لابد فيها من شروط خمسة.
الشرط الأول: أن تكون خالصة لله بأن لا يحمل عليها شيء من أمور الدنيا لا يبتغي بها الإنسان تقرّبا إلى أحد من الناس ولا رياء ولا سمعة وإنما يحمله عليها خوف الله ورجاؤه، خوف الله تعالى من معصيته ورجاؤه بتوبته.
الشرط الثاني: أن يندم على ما وقع منه من المعصية بمعنى أنه يتأثر ويحزن لما حصل ويتمنى أن لم يكن.
والشرط الثالث: أن يقلع عن المعصية التي تاب منها فلو قال بلسانه إنه تائب ولكنه باق ومصر على المعصية كانت توبته هباء منثورا بل هي إلى الهزئ بالله أقرب منها إلى الجد فلو قال أنا تبت إلى الله من الغيبة ولم يزل يغتاب الناس فأين التوبة؟ لو قال تبت إلى الله من أكل المال بالباطل وهو لا يزال مصرا عليه فأين التوبة؟ لو قال: تبت إلى الله من النظر المحرّم وهو مصر عليه فأين التوبة؟ لابد أن يقلع عن المعصية ومن ذلك رد الحقوق إلى أهلها فلو قال: أنا تائب من ظلم الناس ولكن حقوق الناس في ذمته فإنه لم يتب.
والشرط الثالث أن يعزم على ألا يعود في المستقبل بل هذا هو الشرط الرابع أن يعزم على ألا يعود إلى المعصية في المستقبل فلو قال: أنا تائب وندم على ما مضى وأقلع عن الذنب لكن في قلبه أنه لو حصلت له فرصة لعاد إلى الذنب لم يكن تائبا حقيقة بل لابد أن يعزم على ألا يعود ويجب أن نتفطن لكلمة "يعزم على ألا يعود" فإنه لا يُشترط ألا يعود فلو كان حين التوبة عازما على ألا يعود ولكن سولت له نفسه أن يعود فإن التوبة الأولى لا تبطل لكنه يحتاج إلى توبة جديدة لعوده إلى الذنب.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في الوقت الذي تُقبل فيه وذلك بأن تكون قبل حضور الأجل وقبل طلوع الشمس من مغربها فإن وقعت التوبة بعد حضور الأجل لم تُقبل وإن وقعت التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لم تُقبل أيضا ودليل ذلك قوله تعالى: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ولهذا لم يقبل الله توبة فرعون حين أدركه الغرق فقال: ءامَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي ءامَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ... قيل له: ءالأنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلمأن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر يعني بروحه وذلك بحضور أجله وإن وقعت التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لم تُقبل أيضا لقوله تعالى: هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن التوبة تنقطع إذا طلعت الشمس من مغربها والشمس الأن تشرق من المشرق وتغرب من المغرب فإذا إذن الله لها أن ترجع من حيث جاءت رجعت فخرجت من المغرب وهذا في ءاخر الزمان فإذا رءاها الناس ءامنوا أجمعون ولكن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
وخلاصة شروط التوبة أنها خمسة: الإخلاص لله والندم على ما حصل من الذنب والإقلاع عنه والعزم على ألا يعود وأن تكون التوبة في الوقت الذي تُقبل فيه، نسأل الله أن يتوب علينا جميعا.
السائل : اللهم ءامين بارك الله فيكم. فضيلة الشيخ هذا مستمع.
الشيخ : نعم. التوبة النصوح تكفي وتهدم ما كان قبلها من المعاصي بل من الكفر أيضا لقول الله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ولقوله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا فقد ذكر الله تعالى في هذه الأية أعلى أنواع المعاصي في حقه تعالى وفي حق النفوس، نعم، وفي حق بني ءادم من النفوس وفي حق بني ءادم في الأعراض فذكر الشرك وذكر قتل النفس بغير حق وذكر الزنا فالشرك جُرم في حق الله وقتل النفس جرم في أنفس الخلق والزنا جرم في أعراضهم ومع ذلك قال: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ فأبشر أيها السائل مادمت تبت إلى الله توبة نصوحا بأن الله تعالى سيغفر لك ما سبق من ذنبك مهما عظُم ولكن التوبة لابد فيها من شروط خمسة.
الشرط الأول: أن تكون خالصة لله بأن لا يحمل عليها شيء من أمور الدنيا لا يبتغي بها الإنسان تقرّبا إلى أحد من الناس ولا رياء ولا سمعة وإنما يحمله عليها خوف الله ورجاؤه، خوف الله تعالى من معصيته ورجاؤه بتوبته.
الشرط الثاني: أن يندم على ما وقع منه من المعصية بمعنى أنه يتأثر ويحزن لما حصل ويتمنى أن لم يكن.
والشرط الثالث: أن يقلع عن المعصية التي تاب منها فلو قال بلسانه إنه تائب ولكنه باق ومصر على المعصية كانت توبته هباء منثورا بل هي إلى الهزئ بالله أقرب منها إلى الجد فلو قال أنا تبت إلى الله من الغيبة ولم يزل يغتاب الناس فأين التوبة؟ لو قال تبت إلى الله من أكل المال بالباطل وهو لا يزال مصرا عليه فأين التوبة؟ لو قال: تبت إلى الله من النظر المحرّم وهو مصر عليه فأين التوبة؟ لابد أن يقلع عن المعصية ومن ذلك رد الحقوق إلى أهلها فلو قال: أنا تائب من ظلم الناس ولكن حقوق الناس في ذمته فإنه لم يتب.
والشرط الثالث أن يعزم على ألا يعود في المستقبل بل هذا هو الشرط الرابع أن يعزم على ألا يعود إلى المعصية في المستقبل فلو قال: أنا تائب وندم على ما مضى وأقلع عن الذنب لكن في قلبه أنه لو حصلت له فرصة لعاد إلى الذنب لم يكن تائبا حقيقة بل لابد أن يعزم على ألا يعود ويجب أن نتفطن لكلمة "يعزم على ألا يعود" فإنه لا يُشترط ألا يعود فلو كان حين التوبة عازما على ألا يعود ولكن سولت له نفسه أن يعود فإن التوبة الأولى لا تبطل لكنه يحتاج إلى توبة جديدة لعوده إلى الذنب.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في الوقت الذي تُقبل فيه وذلك بأن تكون قبل حضور الأجل وقبل طلوع الشمس من مغربها فإن وقعت التوبة بعد حضور الأجل لم تُقبل وإن وقعت التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لم تُقبل أيضا ودليل ذلك قوله تعالى: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ولهذا لم يقبل الله توبة فرعون حين أدركه الغرق فقال: ءامَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي ءامَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ... قيل له: ءالأنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلمأن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر يعني بروحه وذلك بحضور أجله وإن وقعت التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لم تُقبل أيضا لقوله تعالى: هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن التوبة تنقطع إذا طلعت الشمس من مغربها والشمس الأن تشرق من المشرق وتغرب من المغرب فإذا إذن الله لها أن ترجع من حيث جاءت رجعت فخرجت من المغرب وهذا في ءاخر الزمان فإذا رءاها الناس ءامنوا أجمعون ولكن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن ءامنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
وخلاصة شروط التوبة أنها خمسة: الإخلاص لله والندم على ما حصل من الذنب والإقلاع عنه والعزم على ألا يعود وأن تكون التوبة في الوقت الذي تُقبل فيه، نسأل الله أن يتوب علينا جميعا.
السائل : اللهم ءامين بارك الله فيكم. فضيلة الشيخ هذا مستمع.
الفتاوى المشابهة
- التوبة وشروطها - ابن عثيمين
- التوبة النصوح - ابن باز
- صلاة التوبة - ابن باز
- من كرر توبته ، هل تقبل منه توبته الأخيرة .؟... - ابن عثيمين
- شروط التوبة. - ابن عثيمين
- الحث على التوبة النصوح - ابن عثيمين
- كنت في شبابي أعمل أعمالا لا ترضي الله والآن... - ابن عثيمين
- يقول إنه رجل يبلغ الخامسة والأربعين من عمره... - ابن عثيمين
- شاب ارتكب بعض المعاصي ثم تاب إلى الله توبة ن... - ابن عثيمين
- ما هي شروط التوبة النصوح .؟ - ابن عثيمين
- أقترت من الثلاثين سنة ، وقدعشت في مطلع شبابي... - ابن عثيمين