أضرار المخدرات
اللجنة الدائمة
س5: نشير لسماحتكم هذه الأيام عن استعداد الأجهزة الأمنية لقيام بحملة أمنية شاملة تحت عنوان (السرعة والمخدرات) فما نصيحتكم ضد هذا الوبال الخطير (المخدرات) تعاطيًا وترويجًا واتّجارًا؟ مع بيان الآثار المترتبة على الفرد والمجتمع.
ج5: لا يخفى على المتأمل ما بلي به كثير من المجتمعات في هذا العصر من انتشار المخدرات وفداحة الأضرار المترتبة على ذلك، وإن المتتبع لما يكتب وينشر من قبل مراكز البحث العلمي ووسائل الإعلام المختلفة في جميع دول العالم عن أضرار المخدرات وما تلحقه من تدمير للفرد والمجتمع على حد سواء ليصاب بالذهول.
إذ كيف يترتب على تعاطيها كل ذلك ويقدم من لديه أدنى عقل على تناولها أو ترويجها، ويحسن قبل الحديث عن حكمها تعاطيًا واتّجارًا الإشارة إلى أهم الأضرار المترتبة عليها: 1- أضرارها على العقل: العقل هو أهم ميزة ميز الله بها الإنسان عن غيره من المخلوقات فبه بعد الله عز وجل استطاع الإنسان أن يخضع كثيرًا مما في الكون لإرادته وتحقيق مصالحه، ولأهمية العقل في الإنسان جعله الله مناط التكليف. والمخدرات تترك أثرًا كبيرًا على العقل فقد تزيله بالكلية أو تحد من قدرته بوجه أو آخر، إذ هي تحدث: الجنون والهذيان وعدم القدرة على التصرف الصحيح، وعدم القدرة على التركيز والانتباه وعدم تصور الأشياء على حقيقتها والحكم عليها وذلك بدرجات مختلفة حسب نوع المخدر والكمية المتناولة منه وطبيعة الشخص المتعاطي. 2- أضرار المخدرات على العرض: للعرض أهمية كبرى في نظر كل إنسان عاقل سوي، ولذلك نجد الإنسان يبذل نفسه رخيصة حماية لعرضه ودفاعًا عنه، وتعاطي المخدرات يميت الغيرة على العرض عند المتعاطي، إذ يصاب بالكثير من التبلد وفقد الإحساس، مما يؤدي به إلى عدم الدفاع عن عرضه وعرض محارمه، بل إلى بذله في أكثر الحالات مقابل جرعة من المخدر
أو شيء من المال ليشتري به مخدرًا، ثم هو يعرض نفسه بفعله المشين وسلوكه الرديء لأحاديث الناس، فلا يزالون يتعرضون له بذكر أفعاله ولمخازيه وما آل إليه أمره. 3- أضرار المخدرات على الصحة: للمخدرات أضرار بعيدة المدى على صحة الإنسان، وهي أضرار يتعذر علاج الكثير منها، وقد تؤدي بصاحبها إلى الهلاك أو العجز الدائم أو الجزئي، ومن أبرزها: تلف المخ، سرطان الرئة، جلطات القلب، التهاب الكبد وفشلها، تعطل الكليتين، الغيبوبة، التشنجات العضلية، ارتعاش الأطراف، هبوط ضغط الدم، التهاب المعدة والبنكرياس، الخفقان،سرعة نبض القلب، تسمم الجسم، الوفاة المفاجئة، الضعف الجنسي، تقوس العظام، ارتفاع درجة الحرارة، رفع نسبة الدهنيات في الدم، اضطراب في الحواس وبصفة خاصة في السمع والبصر، عدم التوازن عند الجلوس والمشي، سوء الهضم والإمساك، الالتهابات الجلدية، نقص المناعة ضد الأمراض المعدية، الإجهاض، اضطراب العادة عند النساء، الاضطرابات النفسية الحادة، ضعف النسل وتشوّهه، كما نصت على ذلك البحوث الطبية. 4- أضرار المخدرات من الناحية الأسرية والمالية: لتعاطي المخدرات أثر كبير على أسرة المتعاطي إذ يؤدي ذلك إلى
تفكيك الأسرة وضياع أفرادها ووقوعهم فيما وقع فيه وبخاصة إذا كان المتعاطي رب الأسرة، فإن ذلك يفقد أفرادها القدوة الحسنة، مما يؤدي بهم في كثير من الحالات إلى سلوك مسلكه السيئ، وعلاوة على ذلك فإن هذه الأسرة تعيش في قلق واضطراب؛ خوفًا مما قد يرتكبه المتعاطي نتيجة لتأثير المخدر على قواه العقلية، كما أن تعاطي المخدرات يترك أثرًا كبيرًا على المتعاطي وأسرته من الناحية المالية؛ نظرًا لارتفاع ثمنها مما يدفع بالمتعاطي إلى صرف جلّ دخله لتوفير المادة المخدرة، فينشأ عن ذلك إهمال كثير من متطلبات الأسرة، كما أن تعاطي المخدرات يؤدي بصاحبه في الأغلب إلى العجز الجسمي الذي لا يقدر معه على توفير ما تحتاجه أسرته من الناحية المادية مما يجعل أسرته عالة على الآخرين. وإن المتأمل في الأضرار المترتبة على تعاطي المخدرات من أعظم المحرمات وأشدها إثمًا، وقد دلت النصوص من الكتاب والسنة على تحريم المسكرات والمفترات وكذلك إجماع الأمة، والمخدرات أكثر ضررًا وأشد خطرًا من كل أنواع المسكرات والمفترات. والمخدرات خبيثة؛ بل من أشد الخبائث وأعظمها ضررًا، وقد حرّم ربنا الخبائث بكل أنواعها، يقول تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ الآية.
وفي الحديث الذي يرويه الإمام أحمد وأبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر ، ولما ظهر الحشيش في البلاد الإسلامية نص علماء ذلك العصر على تحريمه، كشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي والحافظ ابن حجر والقسطلاني وزين الدين العراقي وعليش والبهوتي، وسائر العلماء من بعدهم على تحريمها إلى يومنا هذا. ويحرم الاتجار بالمخدرات أو الترويج لها أو الإعانة على ذلك بأي وسيلة من الوسائل لما في ذلك من نشر للفساد وإشاعة المنكر وإعانة على ارتكاب المعصية وتعاون على الإثم والعدوان، والاتجار بها أشد إثمًا وأعظم حرمة من تناول الإنسان بمفرده للمخدرات؛ لأن الضرر في حالة التناول ضرر خاص، بينما الضرر في حالة الاتجار ضرر عام لا تقتصر آثاره على فرد بعينه؛ بل يتعداه إلى كثير من الأفراد، وبناء على ذلك فإن ما يحصل عليه المتجر من المخدرات من كسب فإنه حرام لا يحلّ أخذه ولا صرفه في أي مجال من المجالات ولو كان ذلك المجال مجال برٍّ محض، روى ابن أبي شيبة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن الله إذا حرّم شيئًا حرّم ثمنه ، وروى الإمام أحمد في مسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق منه فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار . إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث. فيتعين على كل مسلم البعد عن المخدرات وكل ما يؤدي إلى الوقوع فيها على نحو مباشر أو غير مباشر حتى لا يعرض نفسه للهلاك والخسران في الدنيا والآخرة، ويتعين على جميع أفراد المجتمع حكامًا ومحكومين محاربة المخدرات والقضاء عليها بكل السبل والوسائل. وإذا كانت الدول غير الإسلامية تشن حربًا لا هوادة فيها على تعاطي المخدرات وترويجها والاتجار بها، وترتب على ذلك أشد العقوبات - مع أن تلك الدول لا تقيم وزنًا للحلال والحرام فإن المسلمين أولى بذلك من سواهم.
ج5: لا يخفى على المتأمل ما بلي به كثير من المجتمعات في هذا العصر من انتشار المخدرات وفداحة الأضرار المترتبة على ذلك، وإن المتتبع لما يكتب وينشر من قبل مراكز البحث العلمي ووسائل الإعلام المختلفة في جميع دول العالم عن أضرار المخدرات وما تلحقه من تدمير للفرد والمجتمع على حد سواء ليصاب بالذهول.
إذ كيف يترتب على تعاطيها كل ذلك ويقدم من لديه أدنى عقل على تناولها أو ترويجها، ويحسن قبل الحديث عن حكمها تعاطيًا واتّجارًا الإشارة إلى أهم الأضرار المترتبة عليها: 1- أضرارها على العقل: العقل هو أهم ميزة ميز الله بها الإنسان عن غيره من المخلوقات فبه بعد الله عز وجل استطاع الإنسان أن يخضع كثيرًا مما في الكون لإرادته وتحقيق مصالحه، ولأهمية العقل في الإنسان جعله الله مناط التكليف. والمخدرات تترك أثرًا كبيرًا على العقل فقد تزيله بالكلية أو تحد من قدرته بوجه أو آخر، إذ هي تحدث: الجنون والهذيان وعدم القدرة على التصرف الصحيح، وعدم القدرة على التركيز والانتباه وعدم تصور الأشياء على حقيقتها والحكم عليها وذلك بدرجات مختلفة حسب نوع المخدر والكمية المتناولة منه وطبيعة الشخص المتعاطي. 2- أضرار المخدرات على العرض: للعرض أهمية كبرى في نظر كل إنسان عاقل سوي، ولذلك نجد الإنسان يبذل نفسه رخيصة حماية لعرضه ودفاعًا عنه، وتعاطي المخدرات يميت الغيرة على العرض عند المتعاطي، إذ يصاب بالكثير من التبلد وفقد الإحساس، مما يؤدي به إلى عدم الدفاع عن عرضه وعرض محارمه، بل إلى بذله في أكثر الحالات مقابل جرعة من المخدر
أو شيء من المال ليشتري به مخدرًا، ثم هو يعرض نفسه بفعله المشين وسلوكه الرديء لأحاديث الناس، فلا يزالون يتعرضون له بذكر أفعاله ولمخازيه وما آل إليه أمره. 3- أضرار المخدرات على الصحة: للمخدرات أضرار بعيدة المدى على صحة الإنسان، وهي أضرار يتعذر علاج الكثير منها، وقد تؤدي بصاحبها إلى الهلاك أو العجز الدائم أو الجزئي، ومن أبرزها: تلف المخ، سرطان الرئة، جلطات القلب، التهاب الكبد وفشلها، تعطل الكليتين، الغيبوبة، التشنجات العضلية، ارتعاش الأطراف، هبوط ضغط الدم، التهاب المعدة والبنكرياس، الخفقان،سرعة نبض القلب، تسمم الجسم، الوفاة المفاجئة، الضعف الجنسي، تقوس العظام، ارتفاع درجة الحرارة، رفع نسبة الدهنيات في الدم، اضطراب في الحواس وبصفة خاصة في السمع والبصر، عدم التوازن عند الجلوس والمشي، سوء الهضم والإمساك، الالتهابات الجلدية، نقص المناعة ضد الأمراض المعدية، الإجهاض، اضطراب العادة عند النساء، الاضطرابات النفسية الحادة، ضعف النسل وتشوّهه، كما نصت على ذلك البحوث الطبية. 4- أضرار المخدرات من الناحية الأسرية والمالية: لتعاطي المخدرات أثر كبير على أسرة المتعاطي إذ يؤدي ذلك إلى
تفكيك الأسرة وضياع أفرادها ووقوعهم فيما وقع فيه وبخاصة إذا كان المتعاطي رب الأسرة، فإن ذلك يفقد أفرادها القدوة الحسنة، مما يؤدي بهم في كثير من الحالات إلى سلوك مسلكه السيئ، وعلاوة على ذلك فإن هذه الأسرة تعيش في قلق واضطراب؛ خوفًا مما قد يرتكبه المتعاطي نتيجة لتأثير المخدر على قواه العقلية، كما أن تعاطي المخدرات يترك أثرًا كبيرًا على المتعاطي وأسرته من الناحية المالية؛ نظرًا لارتفاع ثمنها مما يدفع بالمتعاطي إلى صرف جلّ دخله لتوفير المادة المخدرة، فينشأ عن ذلك إهمال كثير من متطلبات الأسرة، كما أن تعاطي المخدرات يؤدي بصاحبه في الأغلب إلى العجز الجسمي الذي لا يقدر معه على توفير ما تحتاجه أسرته من الناحية المادية مما يجعل أسرته عالة على الآخرين. وإن المتأمل في الأضرار المترتبة على تعاطي المخدرات من أعظم المحرمات وأشدها إثمًا، وقد دلت النصوص من الكتاب والسنة على تحريم المسكرات والمفترات وكذلك إجماع الأمة، والمخدرات أكثر ضررًا وأشد خطرًا من كل أنواع المسكرات والمفترات. والمخدرات خبيثة؛ بل من أشد الخبائث وأعظمها ضررًا، وقد حرّم ربنا الخبائث بكل أنواعها، يقول تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ الآية.
وفي الحديث الذي يرويه الإمام أحمد وأبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر ، ولما ظهر الحشيش في البلاد الإسلامية نص علماء ذلك العصر على تحريمه، كشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي والحافظ ابن حجر والقسطلاني وزين الدين العراقي وعليش والبهوتي، وسائر العلماء من بعدهم على تحريمها إلى يومنا هذا. ويحرم الاتجار بالمخدرات أو الترويج لها أو الإعانة على ذلك بأي وسيلة من الوسائل لما في ذلك من نشر للفساد وإشاعة المنكر وإعانة على ارتكاب المعصية وتعاون على الإثم والعدوان، والاتجار بها أشد إثمًا وأعظم حرمة من تناول الإنسان بمفرده للمخدرات؛ لأن الضرر في حالة التناول ضرر خاص، بينما الضرر في حالة الاتجار ضرر عام لا تقتصر آثاره على فرد بعينه؛ بل يتعداه إلى كثير من الأفراد، وبناء على ذلك فإن ما يحصل عليه المتجر من المخدرات من كسب فإنه حرام لا يحلّ أخذه ولا صرفه في أي مجال من المجالات ولو كان ذلك المجال مجال برٍّ محض، روى ابن أبي شيبة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن الله إذا حرّم شيئًا حرّم ثمنه ، وروى الإمام أحمد في مسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق منه فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار . إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث. فيتعين على كل مسلم البعد عن المخدرات وكل ما يؤدي إلى الوقوع فيها على نحو مباشر أو غير مباشر حتى لا يعرض نفسه للهلاك والخسران في الدنيا والآخرة، ويتعين على جميع أفراد المجتمع حكامًا ومحكومين محاربة المخدرات والقضاء عليها بكل السبل والوسائل. وإذا كانت الدول غير الإسلامية تشن حربًا لا هوادة فيها على تعاطي المخدرات وترويجها والاتجار بها، وترتب على ذلك أشد العقوبات - مع أن تلك الدول لا تقيم وزنًا للحلال والحرام فإن المسلمين أولى بذلك من سواهم.
الفتاوى المشابهة
- حكم المخدرات والخمر - ابن باز
- التصدق على الفقير المتعاطي المخدرات. - الفوزان
- زراعة المخدرات وبيعها - اللجنة الدائمة
- شاب كان يتعاطى المخدرات ويأخذها من أصحابها ب... - ابن عثيمين
- رجل بستعمل المخدر ثم تاب إلى الله فما نصيحتك... - ابن عثيمين
- هل يقاس على هذا الحكم المخدرات ؟ - ابن عثيمين
- ما حكم المخدرات وهل تقاس على الخمر ؟ - الالباني
- ما يعمل مع القريب الذي يروج المخدرات - اللجنة الدائمة
- حكم قضاء ما على المدمن للمخدرات لصاحب المخدرات - ابن عثيمين
- أدلة تحريم المخدرات - اللجنة الدائمة
- أضرار المخدرات - اللجنة الدائمة