تم نسخ النصتم نسخ العنوان
نصوص الوعد والوعيد - اللجنة الدائمة س3 : نقرأ في بعض الأحاديث وعد من الله على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من عمل كذا أن الله يدخله الجنة أو يباعده من النار أو يدخله النار ، مثل ق...
العالم
طريقة البحث
نصوص الوعد والوعيد
اللجنة الدائمة
س3 : نقرأ في بعض الأحاديث وعد من الله على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - أن من عمل كذا أن الله يدخله الجنة أو يباعده من النار أو يدخله النار ، مثل قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار ، وكذلك قوله : لا يدخل الجنة ديوث أو من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وغير ذلك من أحاديث الوعد والوعيد . السؤال : هل من عمل عملاً فيه وعد أو وعيد يستحق ذلك بدون شروط أم هناك شروط وانتفاء موانع ونحن مصدقون بقول النبي - عليه الصلاة والسلام - ، لكن نريد التوضيح .
ج3 : من أصول أهل السنة والجماعة عدم القطع لأحد بجنة أو نار إلا من شهد له الرسول - صلى الله عليه وسلم - بذلك ، وأما النصوص الواردة في الوعد بمنازل عالية في الجنة إذا عمل المسلم بها فإنها تؤخذ على ظاهرها مع الجمع بينها وبين الأحاديث الأخرى التي وردت في التحذير من ارتكاب الكبائر ، ومنها حديث المفلس الذي أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ، والمقصود أن من أصول أهل السنة والجماعة عدم القطع لأحد بجنة أو نار كما تقدم ذلك ، بل يرجون للمحسن الثواب ويخافون على المسيء العقاب ، ودخول العباد الجنة إنما هو برحمة الله تعالى وليس بأعمالهم . وأما النصوص الواردة في الوعيد بالنار لمن فعل كذا وكذا فهذه أيضًا تؤخذ على ظاهرها مع الجمع بينها ، وعلى أصول أهل السنة والجماعة ، فإن من أصول أهل السنة والجماعة أنهم لا يخلدون مرتكب
الكبيرة في النار إذا كان مسلمًا خلافًا للخوارج والمعتزلة ، ومرتكب الكبيرة إذا كان مسلمًا يسمى عند أهل السنة والجماعة الفاسق الملي ، وهو يدخل في مسمى الإيمان المطلق كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في (العقيدة الواسطية) وذكر أمثلة عليه وفاعل ذلك تحت مشيئة الله تعالى إن شاء غفر له وإن شاء عذبه بقدر معصيته لقوله سبحانه : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ، وبذلك يجمع بين أدلة الوعد والوعيد ويعمل بها كلها ولا يرد شيء منها ، لكن من استحل الزنا أو السرقة أو شرب الخمر أو غيرها من المحرمات المجمع على تحريمها كفر عند أهل السنة والجماعة .


Webiste