هل من كفارة لمن كان تاركا للصلاة ثم تاب إلى الله ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : شاب بلغ من العمر إحدى وثلاثين سنة، وخلال هذه الفترة من الزمن وبعد سن الرشد ترك الصوم والصلاة لمدة سنتين فقط من هذا العمر، فهل لهذا كفارة علماً بأنه الآن يؤدي الصلوات الخمس ويصوم رمضان إلا أنه متألم وخائف من الله حسرة على ما فاته في تلك السنتين لركنين من أركان الإسلام؟ نعم.
الشيخ : هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم فيمن ترك العبادات المؤقتة حتى خرج وقتها بدون عذر فمنهم من قال: إنه يجب عليه القضاء، ومنهم من قال: إنه لا يجب عليه القضاء، مثال ذلك: رجل ترك الصلاة عمدا حتى خرج وقتها بدون عذر، أو لم يصم رمضان عمدا حتى خرج وقته بدون عذر، فمن أهل العلم من يقول: إنه يجب عليه القضاء، لأن الله تعالى أوجب على المسافر والمريض في رمضان أوجب عليهما القضاء، فإذا أوجب الله القضاء على المعذور فغيره من باب أولى، وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فأوجب النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة على من نسيها حتى خرج وقتها، وأوجب على من نام عنها حتى خرج وقتها أوجب عليه أن يقضيها، قالوا: فإذا وجب القضاء على المعذور فغير المعذور من باب أولى.
والقول الثاني في المسألة: أنه لا يجب القضاء على من ترك عبادة مؤقتة حتى خرج وقتها بدون عذر، وذلك لأن العبادة المؤقتة عبادة موصوفة بأن تقع في ذلك الزمن المعين، فإذا أخرجت عنه بتقديم أو تأخير فإنها لا تقبل، فكما أن الرجل لو صلى قبل الوقت لم تقبل منه على أنها فريضة، ولو صام قبل شهر رمضان لم يقبل منه على أنه فريضة، فكذلك إذا أخر الصلاة عن وقتها بدون عذر فإنها لا تقبل منه، وكذلك لو أخر صيام رمضان بدون عذر فإنه لا يقبل منه.
وهذا القول هو الراجح، وذلك لأن الإنسان إذا أخرج العبادة عن وقتها وعملها بعده، فقد عمل عملا ليس عليه أمر الله ورسوله، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد وإذا كان عمله مردودا فإن تكليفه لقضائه تكليف لا فائدة منه.
وعلى هذا فنقول لهذا السائل : ما دمت قد تركت الصلاة سنتين والصيام سنتين بدون عذر فإن عليك أن تتوب إلى الله توبة صادقة نصوحا وتكثر من الأعمال الصالحة، ولا تقضي ما فات لأنك لو قضيته لم تنتفع منه ولكن التوبة تجب ما قبلها كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
السائل : اللهم صل على محمد بارك الله فيكم.
الشيخ : هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم فيمن ترك العبادات المؤقتة حتى خرج وقتها بدون عذر فمنهم من قال: إنه يجب عليه القضاء، ومنهم من قال: إنه لا يجب عليه القضاء، مثال ذلك: رجل ترك الصلاة عمدا حتى خرج وقتها بدون عذر، أو لم يصم رمضان عمدا حتى خرج وقته بدون عذر، فمن أهل العلم من يقول: إنه يجب عليه القضاء، لأن الله تعالى أوجب على المسافر والمريض في رمضان أوجب عليهما القضاء، فإذا أوجب الله القضاء على المعذور فغيره من باب أولى، وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فأوجب النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة على من نسيها حتى خرج وقتها، وأوجب على من نام عنها حتى خرج وقتها أوجب عليه أن يقضيها، قالوا: فإذا وجب القضاء على المعذور فغير المعذور من باب أولى.
والقول الثاني في المسألة: أنه لا يجب القضاء على من ترك عبادة مؤقتة حتى خرج وقتها بدون عذر، وذلك لأن العبادة المؤقتة عبادة موصوفة بأن تقع في ذلك الزمن المعين، فإذا أخرجت عنه بتقديم أو تأخير فإنها لا تقبل، فكما أن الرجل لو صلى قبل الوقت لم تقبل منه على أنها فريضة، ولو صام قبل شهر رمضان لم يقبل منه على أنه فريضة، فكذلك إذا أخر الصلاة عن وقتها بدون عذر فإنها لا تقبل منه، وكذلك لو أخر صيام رمضان بدون عذر فإنه لا يقبل منه.
وهذا القول هو الراجح، وذلك لأن الإنسان إذا أخرج العبادة عن وقتها وعملها بعده، فقد عمل عملا ليس عليه أمر الله ورسوله، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد وإذا كان عمله مردودا فإن تكليفه لقضائه تكليف لا فائدة منه.
وعلى هذا فنقول لهذا السائل : ما دمت قد تركت الصلاة سنتين والصيام سنتين بدون عذر فإن عليك أن تتوب إلى الله توبة صادقة نصوحا وتكثر من الأعمال الصالحة، ولا تقضي ما فات لأنك لو قضيته لم تنتفع منه ولكن التوبة تجب ما قبلها كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
السائل : اللهم صل على محمد بارك الله فيكم.
الفتاوى المشابهة
- إنكم قلتم إن تارك الصلاة إذا تاب يجب عليه عق... - ابن عثيمين
- ما يفعله من تاب من ترك الصلاة - ابن باز
- توبة تارك الصلاة - اللجنة الدائمة
- إذا تابَ الإنسان من غفلته ؛ حيث إنه كان يترك ص... - الالباني
- إذا تاب الإنسان من غفلته حيث أنه كان يترك صيام... - الالباني
- حكم تارك الصلاة - ابن عثيمين
- حكم كفارة اليمين لتارك الصلاة - ابن باز
- الفرق بين تارك الصلاة وتارك الصيام - ابن باز
- حكم قضاء الصلاة والصيام على من تاب من تركهما - ابن باز
- حكم قضاء تارك الصلاة - ابن باز
- هل من كفارة لمن كان تاركا للصلاة ثم تاب إلى... - ابن عثيمين