تم نسخ النصتم نسخ العنوان
يسيء إلى والديه بسبب ميل والدته لأخيه - اللجنة الدائمة السؤال الأول من الفتوى رقم (  1901  )    س1: مضمونه: السائل يعيش مع والديه في منزل واحد، لكنه دائم الخصومة مع أمه والقطيعة لوالده، وسبب ذلك أن أمه تفضل...
العالم
طريقة البحث
يسيء إلى والديه بسبب ميل والدته لأخيه
اللجنة الدائمة
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 1901 )
س1: مضمونه: السائل يعيش مع والديه في منزل واحد، لكنه دائم الخصومة مع أمه والقطيعة لوالده، وسبب ذلك أن أمه تفضل أخاه الصغير، فتصفه بأقبح الأوصاف، وتشتمه بأقذع الشتائم ولأتفه الأسباب، فصارت عنده عقد نفسية، وتتسامح مع أخيه، ولو أساء أشد إساءة، فصار مدللاً خاليًا من العقد النفسية،
وكذلك والده يسيء إليه كثيرًا لا يرد عليه السلام إلا نادرًا، ويضربه أحيانًا أمام الناس لأدنى سبب، ولا يضرب أخاه الصغير ولو اشتدت إساءته، فهل يطالب من أساء إليه والداه بما يطالب به سائر الأبناء من البر والصلة، وهل يأثم بإثارة الخصومات مع أنه يجتهد في إبعاد الخصومات، وكثيرًا ما يندم بعد وقوعها، ويتصدق عنهما دون شعور منهما، فهل يثابان بذلك ويثاب هو أيضًا؟ وهل يخفف ذلك من ذنوبه، مع أن هذه الصدقة قليلة جدًّا؟

ج1: قد يكون الوالدان معذورين فيما حصل منهما، وقـد يكون لديهما اعتبارات في التشديد على واحد من أولادهما دون آخـر، ككونه أكـبر سنًّا، وأرشد من غيره، فـالغلط منه أشـد، وكتأديبه ليستقيم فيكـون قـدوة لإخوانه الصـغار، وعلى تقدير إسـاءتهما لا يجـوز للولد أن يقابل سيئتهما بالسيئة، بل يقابلها بالحسـنة؛ عمـلاً بقولـه تعـالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ والوالدان أولى بالإحسان من غيرهما؛ لقوله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وقولـه تعـالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
فـأمر الولـد أن يصاحب والديه بالمعروف ولو جاهداه على أن يشرك بالله غـيره، والشرك أكبر الكبائر، وأمره أن يلزم سبيل الله المستقيم، وأخبر بأن جزاء الجميع عنده تعالى يوم القيامة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين، وحـذر من عقوقهما، وبين أن العقوق من أكـبر الكبائر، هذا وتشكر على الندم على ما فعلت من إثارة الخصومات والقطيعة، وعلى الصدقة عنهما، ولو أعلنت ذلك لهما كان أرجى إلى الوئام، وحنانهما عليك، ويرجى لك ولهما الأجـر ومغفرة الذنوب بمـا قربت من الصدقة عنهما، وإن قَلَّت، فـإن الله يضاعف الحسنات، وأما الوالدان فالواجب عليهما تحري العدل بـين أولادهما؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم . وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

Webiste