والده يجبره على بقاء زوجته في البيت ولا تزور أهلها
اللجنة الدائمة
الفتوى رقم ( 5880 )
س: أنا رجل في الثلاثينات من العمر، وحاليًا أحضر الدراسات العليا في الطب. تربيت في كنف والدي، وكانت سيرتي معه مضرب المثل في محيطنا ولله الحمد. وفي أول سنين دراستي الجامعية زوجني والدي باختياري من ابنة عمتي؛ أي ابنة أخته التي كان يكن لها كل حب وتقدير، وكان ذلك الزواج قبل حوالي ست سنوات، وخلال السنوات الأولى كنت في الخارج للدراسة، وزوجتي معي بالطبع، وبعد غياب سنة عدنا للزيارة لفترة قصيرة، وخلال تلك الزيارة سمحت لزوجتي قضاء أكثر الوقت عند والديها، ولكن ذلك أغضب والدي، فحاول إقناعها، فأخبرته بأن ذهابها إلى أهلها هو بموافقة زوجها - أي: أنا - فحاول إقناعي أنا بمنعها فحاولت المداراة، ولكن لا فائدة، وطلب
مني أن أطلقها، ولكني أخبرته بأن الله قد وفق بيننا، وعدل عن رأيه بعد أن قبلت قدميه، ومرت السنوات وأنا في الخارج، وتتكرر المشاكل التافهة في كل زيارة لي، ورزقت بابنة، وزاد ذلك من عدم رضى والدي، والآن زوجتي في شهرها السابع بالطفل الثاني، أما عن زواجي فأحمد الله وأشكره على توفيقه، فزوجتي امرأة تؤدي واجبها نحو ربها ثم زوجها، أخيرًا حدث ما لم يكن في الحسبان، فلقد واجهني والدي بأفكار غريبة عن عائلة زوجتي، وبدأ يتخيل أنها ضده وأنهم أعداء له، وقطع علاقته بأخته تمامًا، وطلب مني الطلاق من زوجتي، وأخبرني في رسالة مطولة بأنه سيغضب علي ويعتبرني ابنًا عاقًّا، وأخبرني أنه سيدعو علي بأن الله لا يوفقني في زواجي وفي ذريتي إذا لم أسمع ما يطلبه مني، ولقد صار يكرر قصة إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وذلك عندما طلب من ابنه أن يغير عتبة بابه، أي: زوجته، ففعل طاعة لوالده. والآن يا فضيلة الشيخ: ماذا أفعل؟ زواجي موفق ولله الحمد، ولدينا طفلة والآخر في الطريق، ولم أر في زوجتي إلا كل ما يسرني في أمور الدين والدنيا، فما لها من ذنب، ومن ناحية أخرى والدي يهدد بالغضب، وبأنه سيدعو علي إذا لم أطلق زوجتي، فما هو المخرج؟ وملخص سؤالي هو: هل أنا عاق أو عاص والدي لو رفضت أن أطلق زوجتي ، وهل دعواته علي تدعو للقلق؟ وفي
الوقت الحالي قررت أن استمر بمداراته والاتصال به باستمرار، متجاهلاً موضوع طلبه، أرجو منكم الجواب بفتوى واضحة؛ لعلها تكون وسيلة لإرضاء الجميع.
ج: إذا كان الواقع كما ذكرت من استقامة زوجتك، وقيامها بما أوجب الله عليها من حقوقه سبحانه، ومن حسن العشرة معك ومع والديك فلا حرج عليك في إبقائها زوجة لك، ولا يضرك غضب والدك ودعاؤه عليك من أجل ذلك إن شاء الله تعالى. وأما قصة إبراهيم الخليل مع ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام في أمره ابنه أن يطلق زوجته وامتثال ابنه أمره، فقد كان لسوء خلقها في مقابلة والده، وتبرمها من المعيشة وشكواها من ضيق الحياة لا لمجرد الهوى، ولذا لم يأمره بطلاق الثانية لحسن مقابلتها ورضاها بالمعيشة وثنائها على الله تعالى وعلى الحياة الزوجية، وعليك أن تعامل والديك بالمعروف لقوله تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ الآية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
س: أنا رجل في الثلاثينات من العمر، وحاليًا أحضر الدراسات العليا في الطب. تربيت في كنف والدي، وكانت سيرتي معه مضرب المثل في محيطنا ولله الحمد. وفي أول سنين دراستي الجامعية زوجني والدي باختياري من ابنة عمتي؛ أي ابنة أخته التي كان يكن لها كل حب وتقدير، وكان ذلك الزواج قبل حوالي ست سنوات، وخلال السنوات الأولى كنت في الخارج للدراسة، وزوجتي معي بالطبع، وبعد غياب سنة عدنا للزيارة لفترة قصيرة، وخلال تلك الزيارة سمحت لزوجتي قضاء أكثر الوقت عند والديها، ولكن ذلك أغضب والدي، فحاول إقناعها، فأخبرته بأن ذهابها إلى أهلها هو بموافقة زوجها - أي: أنا - فحاول إقناعي أنا بمنعها فحاولت المداراة، ولكن لا فائدة، وطلب
مني أن أطلقها، ولكني أخبرته بأن الله قد وفق بيننا، وعدل عن رأيه بعد أن قبلت قدميه، ومرت السنوات وأنا في الخارج، وتتكرر المشاكل التافهة في كل زيارة لي، ورزقت بابنة، وزاد ذلك من عدم رضى والدي، والآن زوجتي في شهرها السابع بالطفل الثاني، أما عن زواجي فأحمد الله وأشكره على توفيقه، فزوجتي امرأة تؤدي واجبها نحو ربها ثم زوجها، أخيرًا حدث ما لم يكن في الحسبان، فلقد واجهني والدي بأفكار غريبة عن عائلة زوجتي، وبدأ يتخيل أنها ضده وأنهم أعداء له، وقطع علاقته بأخته تمامًا، وطلب مني الطلاق من زوجتي، وأخبرني في رسالة مطولة بأنه سيغضب علي ويعتبرني ابنًا عاقًّا، وأخبرني أنه سيدعو علي بأن الله لا يوفقني في زواجي وفي ذريتي إذا لم أسمع ما يطلبه مني، ولقد صار يكرر قصة إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وذلك عندما طلب من ابنه أن يغير عتبة بابه، أي: زوجته، ففعل طاعة لوالده. والآن يا فضيلة الشيخ: ماذا أفعل؟ زواجي موفق ولله الحمد، ولدينا طفلة والآخر في الطريق، ولم أر في زوجتي إلا كل ما يسرني في أمور الدين والدنيا، فما لها من ذنب، ومن ناحية أخرى والدي يهدد بالغضب، وبأنه سيدعو علي إذا لم أطلق زوجتي، فما هو المخرج؟ وملخص سؤالي هو: هل أنا عاق أو عاص والدي لو رفضت أن أطلق زوجتي ، وهل دعواته علي تدعو للقلق؟ وفي
الوقت الحالي قررت أن استمر بمداراته والاتصال به باستمرار، متجاهلاً موضوع طلبه، أرجو منكم الجواب بفتوى واضحة؛ لعلها تكون وسيلة لإرضاء الجميع.
ج: إذا كان الواقع كما ذكرت من استقامة زوجتك، وقيامها بما أوجب الله عليها من حقوقه سبحانه، ومن حسن العشرة معك ومع والديك فلا حرج عليك في إبقائها زوجة لك، ولا يضرك غضب والدك ودعاؤه عليك من أجل ذلك إن شاء الله تعالى. وأما قصة إبراهيم الخليل مع ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام في أمره ابنه أن يطلق زوجته وامتثال ابنه أمره، فقد كان لسوء خلقها في مقابلة والده، وتبرمها من المعيشة وشكواها من ضيق الحياة لا لمجرد الهوى، ولذا لم يأمره بطلاق الثانية لحسن مقابلتها ورضاها بالمعيشة وثنائها على الله تعالى وعلى الحياة الزوجية، وعليك أن تعامل والديك بالمعروف لقوله تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ الآية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الفتاوى المشابهة
- الإحسان لوالدي الزوج من حسن العشرة - اللجنة الدائمة
- والد الزوج هل يرى أم زوجة ولده؟ - اللجنة الدائمة
- والد الزوج محرم لزوجة ابنه - ابن باز
- حكم طاعة الوالد في طلاق الزوجة - ابن باز
- حكم طاعة الوالدين في الأمر بطلاق الزوجة - ابن عثيمين
- تسمية والد الزوجة عما ووالدتها عمة - اللجنة الدائمة
- حكم الزواج بزوجة والد الزوجة - ابن باز
- خدمة الزوجة لوالدي الزوج - اللجنة الدائمة
- حكم منع الزوج زوجته من الإذن لوالديها - ابن باز
- أنا لا أقصر في طلبات والدي و لا طلبات زوجتي... - ابن عثيمين
- والده يجبره على بقاء زوجته في البيت ولا... - اللجنة الدائمة