تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل يجوز للفتى أو الفتاة إذا تحقق من عدم صلاح... - ابن عثيمينالسائل : بعض أولياء أمور الأبناء والبنات لا يحرصون كثيراً عند زواج أبنائهم وبناتهم على تحري الأفضل ديناً وخلقاً، بل يجعلون همهم الوحيد هو المال والجاه، ...
العالم
طريقة البحث
هل يجوز للفتى أو الفتاة إذا تحقق من عدم صلاح الطرف الثاني له في الزواج أن يرفض وإن أكره فهل يصح الزواج بالإكراه ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : بعض أولياء أمور الأبناء والبنات لا يحرصون كثيراً عند زواج أبنائهم وبناتهم على تحري الأفضل ديناً وخلقاً، بل يجعلون همهم الوحيد هو المال والجاه، وهذا ما يسبب الكثير من المشاكل بعد الزواج، فهل يجوز للفتى أو الفتاة إذا تحقق من عدم صلاح الطرف الثاني له أن يرفض الزواج؟ وإن أرغم فهل يصح الزواج بالإكراه؟

الشيخ : الذي ينبغي في الزواج أن يُختار صاحب الدين على غيره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين فحث النبي عليه الصلاة والسلام على التزوج بصاحبة الدين فاظفر بذات الدين وأمر أن يزوج صاحب الخلق والدين إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فدل هذا على مراعاة الدين من الطرفين: من جهة الزوجة ومن جهة الزوج، وهذا هو الذي ينبغي أن يراعى لأمر النبي صلى الله عليه وسلم به، ولأنه أي: صاحب الدين إن رضي بالمرأة عاشرها بإحسان، وإن لم يرض بها فارقها بالمعروف، بخلاف من لم يكن صاحب دين فإنه يتعب زوجته إتعابا كثيرا، وربما لا يطلقها بل يضارها، وكذلك العكس صاحبة الدين تكون حماية لزوجها وحفظا وصيانة كما قال الله تعالى: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ومن لم تكن ذات دين فإنها تتعبه، وربما تفسد عليه أمر دينه، وربما تفسد أولاده أيضا لأنها هي المدرسة الأولى بالنسبة لتربية الأولاد.
وعلى هذا فالعاقل المؤمن يراعي في التزويج من كان ذا دين وخلق حتى يكون ذلك أقرب إلى السعادة وإلى الحياة الزوجية الحميدة.
أما مراعاة المال والجاه والشرف فإنها وإن كانت تراعى بلا شك وتقصد كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولكن هي دون الدين بكثير وبمراحل، وربما يتزوج الإنسان امرأة أكمل منه في الحسب والنسب والشرف وتكون وبالا عليه تترفع عليه وتعتقد نفسها هي السيدة لا هو، وحينئذ يتعب معها تعبا كثيرا، وكذلك الأمر بالعكس، قد يكون الزوج ذا حسب ونسب وشرف وجاه فتتعب الزوجة معه ويتعب أهلها، وكأن هذا الرجل الذي تزوج ابنتهم كأنه سيد عليهم وملك عليهم لسبب ما يراه لنفسه من الشرف والجاه.
المهم أنا نقول: إن مراعاة الدين من الجانبين هي التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي ينبغي أن تكون مناطا للرفض أو القبول.

Webiste