تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل يوجد في زماننا بقية من آل بيت النبي صلى ا... - ابن عثيمينالسائل : يوجد لدينا في السودان فئة من الناس تسمي نفسها أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الفئة تقوم بأعمال لا أصل لها في الشرع حيث أنهم يزعمون أنهم...
العالم
طريقة البحث
هل يوجد في زماننا بقية من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهل يجوز لمن يدعي أنه من أهل البيت أن يزعم أنه ولي لله ويزور القرى ويقدم له أهل القرية الهدايا والقرابين طلبا للبركة ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يوجد لدينا في السودان فئة من الناس تسمي نفسها أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الفئة تقوم بأعمال لا أصل لها في الشرع حيث أنهم يزعمون أنهم أولياء صالحون ومن وقت لآخر يطوفون في ربوع أرجاء الوطن، ويستقبلون من العامة بالهتافات والترحيب فيقدمون لهم الهدايا والقرابين مع العلم أنهم في أشد الحاجة إليها، معتقدين أنها تعود عليهم بالبركة والخير من هذه الفئة، فهل يوجد في زماننا هذا بقية لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل هذه الأعمال التي يقومون بها جائزة ؟ وكذلك التي يقابلون بها؟

الشيخ : بكل بساطة نقول لهؤلاء المدعين أنهم من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أثبتوا لنا ذلك ببرهان قاطع من الناحية التاريخية، ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق له أولاد بلغوا وتزوجوا وأنجبوا، وإنما أولاده الذين ينسبون إليه ليسوا أولاده لصلبه، وعلى هذا فنقول لكل من ادعى أنه من آل البيت من هؤلاء أثبتوا لنا ذلك من الناحية التاريخية، فإن عجزوا عن الإثبات تبين بطلان قولهم وكذبهم، وإن ثبت ذلك من الناحية التاريخية فإننا نقول: ليس كونكم من ذرية أو من آل النبي صلى الله عليه وسلم بمجد عنكم شيئا إذا لم تكونوا على شريعته، فإن المهم أن تكونوا على شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كنتم على شريعته حقا فإن لكم حق الإسلام وحق القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم، ومجرد القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغني شيئا، فهذا أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم أخو أبيه لم يغن عنه قربه من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا بل أنزل الله تعالى سورة كاملة من القرآن في فضيحته إلى يوم القيامة: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ والحاصل أننا نحتاج في هذه الدعوى إلى إثباتها من الناحية التاريخية، ثم إذا ثبتت ننظر إلى حال هؤلاء فإن كانوا صالحين حقا يتمشون على شريعة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا فإن لهم حق الإسلام وحق القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم وإن لم يكونوا كذلك فإنهم دجالون ولا يستحقون شيئا ولا بركة في أعمالهم ولا في أحوالهم، والظاهر ما دام هؤلاء الجماعة يمشون على القرى وعلى السذج من الناس ويدعون ما يدعون الظاهر أنهم كاذبون فيما ادعوا وأنهم غير مستقيمين أيضا على ما ينبغي منهم في شريعة الله سبحانه وتعالى، وحينئذ فلا يستحقون شيئا من التعظيم أو الإكبار أو إتحافهم بالهدايا وغيرها.

السائل : بارك الله فيكم.

Webiste