شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم . قال الله تعالى (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )) وقال تعالى (( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) ... " .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أما الباب الذي يليه فهو في بيان حقوق أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم: ينقسمون إلى قسمين:
قسم كفار، فهؤلاء ليسوا من أهل بيته، وإن كانوا أقارب له في النسب، لكنهم ليسوا من أهل بيته، لأن الله قال لنوح عليه الصلاة والسلام حين قال: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ، وكان ابنه كافرًا قال: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ،
فالكفار من أقارب الرسول الله عليه الصلاة والسلام ليسوا من أهل بيته، وإن كانوا أقارب له نسباً.
لكن أهل بيته المؤمنون من قرابته، هم أهل بيته، ومنهم أيضاً زوجاته، فإن زوجاتِه رضى الله عنهن مِن آل بيته، كما قال الله تعالى في سياق نساء أمهات المؤمنين: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، وهذا نص صريحٌ واضح جداً بأن زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام من آل بيته، خلافاً للرافضة الذين قالوا: إن زوجاته لسن من أهل بيته، فزوجاته من أهل بيته بلا شك.
ولأهل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام المؤمنين لهم حقان : حق الإيمان، وحق القرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وزوجات الرسول أمهات المؤمنين، كما قال الله تعالى في كتابه : وأزواجه أمهات المؤمنين ، أزواج الرسول أمهات المؤمنين ، وهذا بالإجماع، فمن قال: إن عائشة رضي الله عنها ليست أُماً لي، فليس من المؤمنين، لأن الله قال: وأزواجه : أي أزواج الرسول أمهاتهم : أمهات المؤمنين، أول الآية : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ، فمن قال: إن عائشة ليست أماً للمؤمنين، فهو ليس بمؤمن، لا مؤمن بالقرآن، ولا مؤمن بالرسول عليه الصلاة والسلام.
وعجباً لهؤلاء، يقدحون في عائشة ويسبونها ويبغضونها وهي أحب زوجات الرسول إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، لا يُحب أحداً من نسائه مثل ما يحبها، كما صح ذلك عنه في البخاري أنه : قيل: يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال عائشة. قالوا: فمن الرجال؟ قال أبوها : أبو بكر رضي الله عنه.
وهؤلاء القوم يكرهون عائشة ويسبونها ويلعنونها، وهي أقرب نساء الرسول إليه، كيف يُقال: إن هؤلاء يحبون الرسول؟! وكيف يقال: إن هؤلاء يحبون آل الرسول؟! ولكنها دعاوي كاذبة لا أساس لها من الصحة.
فالواجب علينا احترام آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام مِن قرابته المؤمنين، ومن زوجاته أمهات المؤمنين، كلهم آل بيته لهم حق.
ثم ذكر المؤلف الآية التي سُقناها الآن : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً : نقاء وطهارة، إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ : النجس المعنوي ، وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا ً بعد إزالة النجاسة تطهير تخلية وتحلية، وقوله تَطْهِيراً : هذا مصدر مؤكَّد مؤكِّد لما سبق، يدل على أنها طهارة كاملة.
ولهذا من رمى واحدة من نساء الرسول عليه الصلاة والسلام بالزنى والعياذ بالله ، فإنه كافر حتى لو كانت غير عائشة.
عائشة الذي يرميها بما برأها الله منه كافر مكذب لله، يحل دمه وماله، وأما الذي يرمي سواها بالزنى فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر أيضاً، لأن هذا أعظم قدح برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن يكون فراشه ممن يزنين والعياذ بالله، وقد قال الله تعالى: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ .
فمن رمى واحدة من زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام بالزنى فقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم -وحاشاه من ذلك- جعله خبيثاً ، نعوذ بالله لأن الله يقول: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ، وبهذا يُعرف أن المسألة عظيمة وخطيرة، وأن الواجب علينا أن نكن المحبة الصادقة لجميع آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام، نسائه كلهن والمؤمنين من قرابته، والله الموفق.
القارئ : " فلما جلسنا إليه قال له حُصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعتَ حديثه، وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذَكَّر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس ! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيَ رسولُ ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أُذكركم الله في أهل بيتي أُذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حُصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه مِن أهل بيته ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده قال: ومَن هم؟ قال: هم آل علي وآل عَقيل وآل جعفر وآل العباس، قال: كل هؤلاء حُرم الصدقة؟ قال: نعم ، رواه مسلم .
وفي رواية: آلا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله وهو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة " .
قسم كفار، فهؤلاء ليسوا من أهل بيته، وإن كانوا أقارب له في النسب، لكنهم ليسوا من أهل بيته، لأن الله قال لنوح عليه الصلاة والسلام حين قال: رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ، وكان ابنه كافرًا قال: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ،
فالكفار من أقارب الرسول الله عليه الصلاة والسلام ليسوا من أهل بيته، وإن كانوا أقارب له نسباً.
لكن أهل بيته المؤمنون من قرابته، هم أهل بيته، ومنهم أيضاً زوجاته، فإن زوجاتِه رضى الله عنهن مِن آل بيته، كما قال الله تعالى في سياق نساء أمهات المؤمنين: يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ، وهذا نص صريحٌ واضح جداً بأن زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام من آل بيته، خلافاً للرافضة الذين قالوا: إن زوجاته لسن من أهل بيته، فزوجاته من أهل بيته بلا شك.
ولأهل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام المؤمنين لهم حقان : حق الإيمان، وحق القرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وزوجات الرسول أمهات المؤمنين، كما قال الله تعالى في كتابه : وأزواجه أمهات المؤمنين ، أزواج الرسول أمهات المؤمنين ، وهذا بالإجماع، فمن قال: إن عائشة رضي الله عنها ليست أُماً لي، فليس من المؤمنين، لأن الله قال: وأزواجه : أي أزواج الرسول أمهاتهم : أمهات المؤمنين، أول الآية : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ، فمن قال: إن عائشة ليست أماً للمؤمنين، فهو ليس بمؤمن، لا مؤمن بالقرآن، ولا مؤمن بالرسول عليه الصلاة والسلام.
وعجباً لهؤلاء، يقدحون في عائشة ويسبونها ويبغضونها وهي أحب زوجات الرسول إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، لا يُحب أحداً من نسائه مثل ما يحبها، كما صح ذلك عنه في البخاري أنه : قيل: يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال عائشة. قالوا: فمن الرجال؟ قال أبوها : أبو بكر رضي الله عنه.
وهؤلاء القوم يكرهون عائشة ويسبونها ويلعنونها، وهي أقرب نساء الرسول إليه، كيف يُقال: إن هؤلاء يحبون الرسول؟! وكيف يقال: إن هؤلاء يحبون آل الرسول؟! ولكنها دعاوي كاذبة لا أساس لها من الصحة.
فالواجب علينا احترام آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام مِن قرابته المؤمنين، ومن زوجاته أمهات المؤمنين، كلهم آل بيته لهم حق.
ثم ذكر المؤلف الآية التي سُقناها الآن : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً : نقاء وطهارة، إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ : النجس المعنوي ، وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا ً بعد إزالة النجاسة تطهير تخلية وتحلية، وقوله تَطْهِيراً : هذا مصدر مؤكَّد مؤكِّد لما سبق، يدل على أنها طهارة كاملة.
ولهذا من رمى واحدة من نساء الرسول عليه الصلاة والسلام بالزنى والعياذ بالله ، فإنه كافر حتى لو كانت غير عائشة.
عائشة الذي يرميها بما برأها الله منه كافر مكذب لله، يحل دمه وماله، وأما الذي يرمي سواها بالزنى فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر أيضاً، لأن هذا أعظم قدح برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن يكون فراشه ممن يزنين والعياذ بالله، وقد قال الله تعالى: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ .
فمن رمى واحدة من زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام بالزنى فقد جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم -وحاشاه من ذلك- جعله خبيثاً ، نعوذ بالله لأن الله يقول: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ، وبهذا يُعرف أن المسألة عظيمة وخطيرة، وأن الواجب علينا أن نكن المحبة الصادقة لجميع آل بيت الرسول عليه الصلاة والسلام، نسائه كلهن والمؤمنين من قرابته، والله الموفق.
القارئ : " فلما جلسنا إليه قال له حُصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعتَ حديثه، وغزوت معه وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، حدثنا يا زيد ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذَكَّر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس ! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيَ رسولُ ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أُذكركم الله في أهل بيتي أُذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حُصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه مِن أهل بيته ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده قال: ومَن هم؟ قال: هم آل علي وآل عَقيل وآل جعفر وآل العباس، قال: كل هؤلاء حُرم الصدقة؟ قال: نعم ، رواه مسلم .
وفي رواية: آلا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله وهو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة " .
الفتاوى المشابهة
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- تتمة شرح قول المصنف :ويحبون أهل بيت رسول الل... - ابن عثيمين
- الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أه... - اللجنة الدائمة
- تفسير قول الله تعالى : (( إنما يريد الله ليذ... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- فوائد قول الله تعالى : (( إنما يريد الله ليذ... - ابن عثيمين
- تتمة تفسير قول الله تعالى : (( إنما يريد الل... - ابن عثيمين
- قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما... - ابن عثيمين
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين