تفسير الآية 114 من سورة البقرة
اللجنة الدائمة
س4: ما تفسير قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ؟
ج4: للعلماء - فيمن نزلت فيهم هذه الآية - قولان: القول الأول: أنهم النصارى، أو بختنصر، أو كلاهما، والمعنى: لا أحد أشد اعتداءً وجراءةً على الله وعلى حرمات دينه من النصارى وبختنصر، إذ منعوا الناس أن يعبدوا الله في بيت
المقدس بإقام الصلاة فيه ودراسة العلم به والقصد إليه لزيارته، وسعوا في تخريبه ورمي الأذى والقاذورات به؛ تنفيرًا للناس من القصد إليه وعمارته بالعبادة، وذلك لشدة عداوتهم لليهود، واختار هذا الرأي ابن جرير الطبري ؛ لدلالة ما قبل هذه الآية وما بعدها من الآيات عليه، إذ كان الخبر في ذلك عن اليهود والنصارى وعداوة بعضهم لبعض. القول الثاني: أنها نزلت في مشركي مكة إذ صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه سنة الحديبية عن المسجد الحرام ، والمعنى لا أحد أشد اعتداءً وجراءةً على الله من مشركي مكة ومن والاهم، إذ منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه سنة عمرة الحديبية عن المسجد الحرام ؛ أنفة وكبرًا وسعوا جهودهم في تخريبه بالعبادات الشركية، وإخلائه من عبادة الله وحده صلاة وطوافًا وحجًّا وعمرة وإن لم يخربوا بنيانه، فإن حرمان من هو أهل لعمارته وأحق بأداء النسك والعبادة فيه ومن هو أولى بخدمته من الدخول فيه أشد تخريبًا من التخريب الحسي، إذ هو تعطيل لأعظم مسجد في الأرض وأول بيت وضع للناس عن إقامة الشعائر على الوجه الصحيح فيه مع أنه بني من أجل عمارته بذلكم، واختار هذا القول ابن كثير، وأيده بما ورد من الآثار في سبب نزول الآية، وبقوله تعالى: وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
وقوله: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ، إلى غير هذا مما أيد به قوله، ومع ذلك فالآية عامة؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب الذي نزلت فيه أو من أجله، فهي ذم بليغ، ووعيد شديد لكل من صد أحدًا عن أي مسجد من المساجد الإِسلامية، ومنعه أن يؤدي فيها العبادة التي شرع أداؤها فيها.
ج4: للعلماء - فيمن نزلت فيهم هذه الآية - قولان: القول الأول: أنهم النصارى، أو بختنصر، أو كلاهما، والمعنى: لا أحد أشد اعتداءً وجراءةً على الله وعلى حرمات دينه من النصارى وبختنصر، إذ منعوا الناس أن يعبدوا الله في بيت
المقدس بإقام الصلاة فيه ودراسة العلم به والقصد إليه لزيارته، وسعوا في تخريبه ورمي الأذى والقاذورات به؛ تنفيرًا للناس من القصد إليه وعمارته بالعبادة، وذلك لشدة عداوتهم لليهود، واختار هذا الرأي ابن جرير الطبري ؛ لدلالة ما قبل هذه الآية وما بعدها من الآيات عليه، إذ كان الخبر في ذلك عن اليهود والنصارى وعداوة بعضهم لبعض. القول الثاني: أنها نزلت في مشركي مكة إذ صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه سنة الحديبية عن المسجد الحرام ، والمعنى لا أحد أشد اعتداءً وجراءةً على الله من مشركي مكة ومن والاهم، إذ منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه سنة عمرة الحديبية عن المسجد الحرام ؛ أنفة وكبرًا وسعوا جهودهم في تخريبه بالعبادات الشركية، وإخلائه من عبادة الله وحده صلاة وطوافًا وحجًّا وعمرة وإن لم يخربوا بنيانه، فإن حرمان من هو أهل لعمارته وأحق بأداء النسك والعبادة فيه ومن هو أولى بخدمته من الدخول فيه أشد تخريبًا من التخريب الحسي، إذ هو تعطيل لأعظم مسجد في الأرض وأول بيت وضع للناس عن إقامة الشعائر على الوجه الصحيح فيه مع أنه بني من أجل عمارته بذلكم، واختار هذا القول ابن كثير، وأيده بما ورد من الآثار في سبب نزول الآية، وبقوله تعالى: وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
وقوله: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ، إلى غير هذا مما أيد به قوله، ومع ذلك فالآية عامة؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب الذي نزلت فيه أو من أجله، فهي ذم بليغ، ووعيد شديد لكل من صد أحدًا عن أي مسجد من المساجد الإِسلامية، ومنعه أن يؤدي فيها العبادة التي شرع أداؤها فيها.
الفتاوى المشابهة
- تفسير آيات من سورة البينة - ابن عثيمين
- بداية تفسير سورة البقرة، وذكر سبب تسميتها به... - ابن عثيمين
- تفسير آية من سورة الحديد - ابن عثيمين
- تفسير الآية 3 من سورة التوبة - اللجنة الدائمة
- تفسير آيات من سورة (ق) - ابن عثيمين
- تفسير آيات الصيام التي في سورة البقرة. - ابن عثيمين
- تفسير آية من سورة البينة - ابن عثيمين
- تفسير سورة البقرة - 3 - الفوزان
- تفسير سورة البقرة - 2 - الفوزان
- تفسير سورة البقرة - الفوزان
- تفسير الآية 114 من سورة البقرة - اللجنة الدائمة