تم نسخ النصتم نسخ العنوان
وساوس الردة - اللجنة الدائمة فتوى رقم (  7654  ):   س: أرجو من حضرتكم قراءة رسالتي هذه كاملة للتعرف على استفساراتي: متى يرتد الشخص والعياذ بالله؟ قد يبدو سؤالي غريبًا ولكنه محيرني ...
العالم
طريقة البحث
وساوس الردة
اللجنة الدائمة
فتوى رقم ( 7654 ):
س: أرجو من حضرتكم قراءة رسالتي هذه كاملة للتعرف على استفساراتي: متى يرتد الشخص والعياذ بالله؟ قد يبدو سؤالي غريبًا ولكنه محيرني أشد الحيرة، في بعض الأحيان قد تنتابني الوساوس في بعض تصرفاتي وأفعالي مصورة هذه الأفعال على أنها أفعال تدل على الردة والعياذ بالله، أحب أن أعلمكم بأن قلبي والحمد لله مطمئن تمامًا بالإِيمان، إنما تساورني الشكوك كما ذكرت في كل عمل أقوم به أو قبل أن أقوم به على سبيل المثال: إذا تحدثت لشخص أو عدة أشخاص تداخلني الشكوك قبل أن أنطق الكلمة بأن هذه الكلمة قد تدل على الكفر والعياذ بالله فأتردد في كلامي وأتلعثم، وأحيانًا لا أجد فرصة في مراجعة نفسي في أن أقولها أو لا أقولها، ونظرًا للإِحرإج، واستمراري في كلامي تخرج الكلمة مني قهرًا دون أن أقصد بها الكفر والعياذ بالله، فتداخلني
الوساوس هل أكون وقتها كمن ارتد أعوذ بالله من ذلك، ومما يزيد وساوسي أني قد شعرت بالكلمة قبل أن أقولها فهل أكون كمن أجبر على الكفر، حيث إن عيون الأشخاص الذين أتحدث معهم معلقة بي منتظرة مني مواصلة الحديث، ثم أجد أن هذه حجة واهية فتزداد شكوكي ورغم هذا أشعر بأنني لن أترك هذا الدين أبدًا مهما عذبت، فكيف بي في تلك اللحظات أثناء الحديث؟! إنه شعور غريب ينتابني ويقض مضجعي، وإذا حاولت أن أتغاضى عن ذلك لا أستطيع حيث تداخلني الشكوك مرة أخرى، هل يجب عليّ الآن أن أغتسل كمن أراد الدخول في الإِسلام فلا تصح صلاتي إلاَّ بذلك، وهل تلغى كل أعمالي الصالحة السابقة كمن ارتد والعياذ بالله؟ فيجب علي مثلاً أن أعيد أداء فريضة الحج، ومما يحدث لي أيضًا في حالات الضيق أو الغضب أن أجد نفسي تندفع برغبة نحو أفكار معينة - لا أستطيع ذكرها - ثم لا ألبث أن أتمالك أعصابي وأحاول التخلص من هذه الأفكار، فهل يعتبر ذلك كفرًا والعياذ بالله. ومما أريد أن أقوله: أني قرأت حديثًا شريفًا بما معناه: أنه إذا كفّر مسلم أخاه قد باء به أحدهما، فهل معنى هذا: أن المسلم لو كفر شخصًـا آخر فقد كفر، أي: أصبح حكمه كحكم المرتد تمامًا، فكيف إذا شعرت بأن ذلك الشخص مثلاً كافر ولم أصرح بذلك؟ وأريد أن أسأل أيضًا: هل يعتبر الاعتقاد في بعض الخرافات كرقم
النحس (13) أو التشاؤم من رمي الأظافر على الأرض وغيرها من هذه الخرافات هل تعتبر كفرًا؟ علمًا بأن المعتقد بها مسلم تمامًا ومؤمن بكل ما جاء في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا تاب الشخص ولم يعتقد بها هل يكون كمن دخل الإِسلام، أي: يجب عليه الاغتسال ونحوه؟ ثم أريد أن أسأل: هل تعتبر وساوسي وشكوكي في نفسي هذه مهما بلغت ذنبًا أؤاخذ عليه أم لا؟ علمًا بأنني أقضي أحيانًا ساعات في التفكير فيها محاولاً التخلص منها، ولن أطيل رسالتي أكثر من هذا، وأضع هذا السؤال إجمالاً لكل ما سبق وهو: متى يرتد الشخص؟ لا أريد أن أسأل كيف يعرف المرتد، إنما كيف يعرف الإِنسان نفسه إذا ارتد والعياذ بالله؟ كما أريد أن أسأل: هل يجب على المرتد إن أراد العودة إلى الإِسلام أن يغتسل مثله مثل الكافر إذا أسلم حتى ولو لم يجنب في فترة ارتداده، وسؤال آخر: الحج فريضة تؤدى مرة واحدة في العمر باستثناء حالة الردة والعياذ بالله، هل توجد حالات أخرى يصبح فيها على المسلم فرضًا أن يحج مرة ثانية؟

ج: أولاً: للإِسلام نواقض كثيرة بيّنها العلماء في باب حكم المرتد، منها: ومن ارتد عن الإِسلام ثم عاد إليه لا يحبط ما سبق أن عمله أيام إسلامه من الأعمال الصالحات؛ لقوله تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
فاشترط سبحانه في إحباط الأعمال موت صاحبها على الكفر. ثانيًا: الخواطر النفسية والوساوس الشيطانية لا يؤاخذ بها المسلم ولا يرتد بها عن الإِسلام إذا استقرت عقيدة له؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت بها أنفسها متفق على صحته. ثالثًا: ادفع عنك الوساوس والخواطر الخبيثة، واستعذ بالله منها، وقل: آمنت بالله ورسله، وأكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن ومخالطة الأخيار، وعالج نفسك عند دكتور الأمراض النفسية والعصبية، واتق الله ما استطعت، والجأ إليه في كل ما أصابك ليكشف عنك الغمة ويزيل ما بك من الكرب، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا نسأل الله لك الشفاء. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

Webiste