تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تعريف السحر وحكمه - اللجنة الدائمة السؤال الثاني من الفتوى رقم (  845  ):  س2:  هل السحر حرام،  هذا مع العلم بأن الأكثرية من سكان  جزيرة (كوادلوب)  حيث أقيم هناك يعتقد بالسحر، وعلى سبيل ...
العالم
طريقة البحث
تعريف السحر وحكمه
اللجنة الدائمة
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 845 ):
س2: هل السحر حرام، هذا مع العلم بأن الأكثرية من سكان جزيرة (كوادلوب) حيث أقيم هناك يعتقد بالسحر، وعلى سبيل المثال تأتي الفتاة بقطعة من ثياب شاب تحبه وتعطيها للساحر الذي يجعل الشاب يقع في حب هذه الفتاة أو بإمكان الساحر الماهر أن يمنعك عن لعب القمار أو التدخين، فهل هذا صحيح، وهل يستطيع الساحر القيام بهذه الأعمال؟
ج2: السحر: هو كل ما دق ولطف وخفي سببه، وهو أنواع مختلفة، وحكم الإِقدام عليه يختلف باختلاف هذه الأنواع، كما يختلف الحكم بوجود حقيقة له في الواقع وعدم وجودها باختلاف أنواعه، فيطلق السحر على الفصاحة وقوة البيان، فإن استعمل ذلك في إظهار الحق وإبطال الباطل فهو مشروع محمود، وله تأثير في نفوس كل من ألقى السمع وهو شهيد، وإن استعمل في التمويه على الناس وقلب الحقائق فهو ممنوع وقد يبلغ درجه الكفر، وله تأثير في كل من أعرض عن دينه واستكبر عن سماع الحق وقبوله،
ويطلق على النميمة وهي من كبائر الذنوب إلاَّ إذا نمى خيرًا ليصلح بين الناس، ولها واقع وتأثير في نفس من أصغى إليه، ويطلق والسحر أيضًا على التخييل وإيهام الناظر إلى الشيء أنه يتحرك مثلاً مع أنه لا يتحرك حتى يراه الحاضر رؤية وهمية تختلف عن حقيقته ويعتقد على خلاف واقعه، مثال ذلك ما فعله السحرة بمشهد من موسى عليه السلام وفرعون لعنه الله ورميهم بالحبال والعصي حتى خيل للحاضرين أنها تسعى مع أنها ثابتة لم تتحرك، فهذا لا حقيقة له، بل هو إيهام وتدجيل، فالحبال والعصي لم تتحول عن حقيقتها وإن رآها الناظرون في مرأى العين حيات تسعى، قال الله تعالى في ذلك: يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى وقال: سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وهذا النوع من السحر حرام؛ لما فيه من التمويه والتلبيس واللعب بالعقول، وقد يتخذ مهنة يكسب منها من يشتغل بها ويبتز أموال الناس بالباطل، وهو من أنواع الكفر الأكبر، وهو سحر سحرة فرعون. ويطلق السحر أيضًا على التعوذ بالجن والاستعانة بهم على نفع إنسان أو إصابته بضر من مرض أو تفريق أو بغض أو حب
أو فك سحر ونحو ذلك، وما ذكره السائل من هذا النوع، وحكمه أنه كفر أكبر؛ لما فيه من اللجوء والاستعانة بغير الله والتقرب إلى الجن؛ ليحققوا الرغبة، ومن ذهب إلى من يفعل ذلك من الكهان وصدّقه فهو كافر، قال تعالى: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ولا تأثير لهذا النوع إلاَّ بإذن الله الكوني القدري؛ لقوله تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

Webiste