تم نسخ النصتم نسخ العنوان
خوارق العادات وأقسامها باعتبار مَن صدرت منه ،... - الالبانيالشيخ : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأش...
العالم
طريقة البحث
خوارق العادات وأقسامها باعتبار مَن صدرت منه ، والتنبيه على بعض غلاة الصوفية وعلى الكرامات المزعومة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ، أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
أريد أن أهتبلَها فرصة لأذكِّر كثيرًا من الناس اليوم ممَّن يؤمنون بخوارق عادات من نوعية أخرى ، ويعتبرونها كرامات للأولياء ؛ لا لشيء إلا لأنها خوارق عادات ، فيجب أن نعلم - أيضًا - هذه الحقيقة الشرعية ؛ ألا وهي : أن خوارق العادات تنقسم إلى قسمين : معجزات للأنبياء أو كرامات للأولياء ؛ هذا هو القسم الأول . والقسم الآخر : خوارق عادات ابتلاء من الله - عز وجل - لأصحابها وليست هي معجزة ولا كرامة لأهلها ، إنما هي فتنة كما رأيتم بالنسبة للدَّجَّال الأكبر .
هذان القسمان أمر متَّفق عليه بين علماء المسلمين ، الأمر الخارق للعادة تارةً يكون معجزة أو كرامة ، وهذا طبعًا شيء جميل ، وتارةً يكون فتنة لِمَن تصدر منه أو يصدر منه ذلك الأمر الخارق للعادة . وتمييز هذا النوع من ذاك النوع أو هذا القسم من هذا القسم إنما هو بالنظر إلى مصدر أيِّ نوع من النوعين ، فإن كان مصدره رجلًا مؤمنًا نبيًّا أو صالحًا فهو معجزة أو كرامة ، أما إن كان مصدره إنسان تراه لا يصلي لا يصوم ، بل قد تسمع منه كفريَّات يتأوَّلها بعض الناس بتسميتها شطحات ؛ فهذا ليس كرامة ؛ لأن الذي صدرت منه هذه الكرامة المزعومة لا يُوصف بأنه صالح فضلًا عن أن يوصف بأنه نبيٌّ ، إذا عرفنا هذا فما نسمع من كثير من الناس من أنُّو فلان كان يمشي عاريًا في الطرقات ، ومع ذلك صدرت منه خوارق عادات ؛ فهي له كرامات ؛ هذا لا يجوز أن يُنسب إلى الإسلام إطلاقًا ، وإنما هذه إما عبارة عن حيل ومخرقة ودجل من بعض هؤلاء الناس ، وإنما هو أو هو ابتلاء من الله - عز وجل - كما ذكرنا ، وهذا مذكور في القرآن الكريم : وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ، فالابتلاء بالخارق للعادة يكون خيرًا تارةً وفتنةً تارةً أخرى .

Webiste