باب : " الترهيب من كراهية الإنسان للموت والترغيب في تلقيه بالرضا والسرور إذا نزل حبا للقاء الله عز وجل "
الكلام على إسناد حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ... ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
يقول المصنف رحمه الله :
" الترهيب من كراهية الإنسان للموت والترغيب في تلقيه بالرضا والسرور إذا نزل حبا للقاء الله عز وجل "
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت أو أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .
هذا الحديث كما يدل عليه تخريجه من صحاح أحاديث الترغيب والترهيب إلا أن في هذا التخريج شيئا لابد من ذكره له علاقة بمصطلح الحديث ذلك أنه عزا الحديث للبخاري ومسلم وكان قد صدره عن عائشة وحينما يعزى الحديث الى البخاري فهذا العزو من حيث تعلقه بصحيح البخاري خاصة له عدة احتمالات
أولا : رواه البخاري موصولا بإسناده الصحيح
ثانيا : رواه البخاري معلقا
ثالثا : رواه البخاري في غير صحيحه من كتبه الأخرى
لهذه الاحتمالات اصطلح علماء الحديث على أمر لكيلا يحار طالب العلم حينما يرى حديثا معزوا للبخاري فيتساءل ترى هذا من أي نوع من هذه الأنواع اصطلحوا على أنه حينما يقول المحدث العالم بما يقول والدقيق فيما يقول رواه البخاري أي بإسناده المتصل الصحيح في كتابه الصحيح .
أما إذا كان القائل رواه البخاري يعني أحد الاحتمالين الآخرين أي إما معلقا وإما خارج الصحيح فلابد حين ذاك من التقييد بهذا التخريج كأن يقول رواه البخاري معلقا أو يقول رواه البخاري في جزء القراءة أو في جزء رفع اليدين أو في الأدب المفرد أو في خلق أفعال العباد أو غير ذلك من الكتب الكثيرة التي للإمام البخاري وأكثرها لما يطبع بعد مع الأسف
فدفعا لمثل هذا الاحتمال لابد أن يقول رواه البخاري معلقا وواقع هذا الحديث أن البخاري رواه عن عائشة معلقا .
ولذلك كان ينبغي على المؤلف أن لا يطلق هذا العزو لا يقول رواه البخاري ومسلم وإنما رواه البخاري معلقا ومسلم موصولا وإن شاء لم يقل مسلم موصولا لأن مسلما ليس من عادته تعليق الأحاديث بكثرة كما هي عادة الإمام البخاري فقد أحصى بعض أئمة الحديث الأحاديث المعلقة في كل صحيح مسلم فلم تبلغ العشرين حديثا بينما المعلقات في صحيح البخاري قد تتجاوز الألف حديث لذلك كان يحسن تقييد هذا التخريج أن يقول رواه البخاري تعليقا ومسلم وفلان وفلان كما ذكر إلا أن مسلما أخرج هذا الحديث بالذات بإسناد آخر عنه بعد ابن الصامت موصولا فيحتمل أيضا إنه يكون المصنف إما أنه وهم وإما أنه تساهل فأدخل حديث في حديث فهو صدره عن عائشة ثم في التخريج قال رواه البخاري ومسلم ويعني رواه البخاري عن عبادة وليس عن عائشة ورواه البخاري عن عبادة وليس عن عائشة وهذا يقع فيه بعض المتأخرين وليس في ذلك غرابة لأنهم ليسوا في هذا الصدد من علم الحديث بخلاف مؤلفنا هذا فهو من كبار حفاظ الحديث لذلك فالأمر كما يقال هنا حسنات الأبرار سيئات المقربين وإن كان في مثل هذه العبارة في مناقشة كنا ذكرناها في سلسلة الأحاديث الضعيفة الموضوعة بأن هذه العبارة تروى حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصل له ثم هي فيها كثير من التسامح لأنه لا يمكن أن تكون حسنات الأبرار سيئات المقربين لكن المعنى ما قد يكون بالنسبة لبعض الناس لا شيء فقد يكون شيئا يؤاخذ عليه إذا ما صدر من بعض الناس الآخرين ذوي المكانة والمنزلة والعلم.
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا .
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
يقول المصنف رحمه الله :
" الترهيب من كراهية الإنسان للموت والترغيب في تلقيه بالرضا والسرور إذا نزل حبا للقاء الله عز وجل "
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت أو أكراهية الموت فكلنا يكره الموت قال ليس ذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .
هذا الحديث كما يدل عليه تخريجه من صحاح أحاديث الترغيب والترهيب إلا أن في هذا التخريج شيئا لابد من ذكره له علاقة بمصطلح الحديث ذلك أنه عزا الحديث للبخاري ومسلم وكان قد صدره عن عائشة وحينما يعزى الحديث الى البخاري فهذا العزو من حيث تعلقه بصحيح البخاري خاصة له عدة احتمالات
أولا : رواه البخاري موصولا بإسناده الصحيح
ثانيا : رواه البخاري معلقا
ثالثا : رواه البخاري في غير صحيحه من كتبه الأخرى
لهذه الاحتمالات اصطلح علماء الحديث على أمر لكيلا يحار طالب العلم حينما يرى حديثا معزوا للبخاري فيتساءل ترى هذا من أي نوع من هذه الأنواع اصطلحوا على أنه حينما يقول المحدث العالم بما يقول والدقيق فيما يقول رواه البخاري أي بإسناده المتصل الصحيح في كتابه الصحيح .
أما إذا كان القائل رواه البخاري يعني أحد الاحتمالين الآخرين أي إما معلقا وإما خارج الصحيح فلابد حين ذاك من التقييد بهذا التخريج كأن يقول رواه البخاري معلقا أو يقول رواه البخاري في جزء القراءة أو في جزء رفع اليدين أو في الأدب المفرد أو في خلق أفعال العباد أو غير ذلك من الكتب الكثيرة التي للإمام البخاري وأكثرها لما يطبع بعد مع الأسف
فدفعا لمثل هذا الاحتمال لابد أن يقول رواه البخاري معلقا وواقع هذا الحديث أن البخاري رواه عن عائشة معلقا .
ولذلك كان ينبغي على المؤلف أن لا يطلق هذا العزو لا يقول رواه البخاري ومسلم وإنما رواه البخاري معلقا ومسلم موصولا وإن شاء لم يقل مسلم موصولا لأن مسلما ليس من عادته تعليق الأحاديث بكثرة كما هي عادة الإمام البخاري فقد أحصى بعض أئمة الحديث الأحاديث المعلقة في كل صحيح مسلم فلم تبلغ العشرين حديثا بينما المعلقات في صحيح البخاري قد تتجاوز الألف حديث لذلك كان يحسن تقييد هذا التخريج أن يقول رواه البخاري تعليقا ومسلم وفلان وفلان كما ذكر إلا أن مسلما أخرج هذا الحديث بالذات بإسناد آخر عنه بعد ابن الصامت موصولا فيحتمل أيضا إنه يكون المصنف إما أنه وهم وإما أنه تساهل فأدخل حديث في حديث فهو صدره عن عائشة ثم في التخريج قال رواه البخاري ومسلم ويعني رواه البخاري عن عبادة وليس عن عائشة ورواه البخاري عن عبادة وليس عن عائشة وهذا يقع فيه بعض المتأخرين وليس في ذلك غرابة لأنهم ليسوا في هذا الصدد من علم الحديث بخلاف مؤلفنا هذا فهو من كبار حفاظ الحديث لذلك فالأمر كما يقال هنا حسنات الأبرار سيئات المقربين وإن كان في مثل هذه العبارة في مناقشة كنا ذكرناها في سلسلة الأحاديث الضعيفة الموضوعة بأن هذه العبارة تروى حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصل له ثم هي فيها كثير من التسامح لأنه لا يمكن أن تكون حسنات الأبرار سيئات المقربين لكن المعنى ما قد يكون بالنسبة لبعض الناس لا شيء فقد يكون شيئا يؤاخذ عليه إذا ما صدر من بعض الناس الآخرين ذوي المكانة والمنزلة والعلم.
الفتاوى المشابهة
- من شرح كتاب " الترغيب والترهيب " ، آخر حديث من... - الالباني
- حدثنا حجاج حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس عن... - ابن عثيمين
- حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد... - ابن عثيمين
- باب : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه - ابن عثيمين
- شرح حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمين
- تتمة شرح حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:... - ابن عثيمين
- شرح حديث: "من أحب لقاء الله..." - ابن باز
- قراءة حديثي أنس رضي الله عنه قال: ( من أحب لقا... - الالباني
- شرح حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( قال رسول... - الالباني
- الترهيب من كراهية الإنسان الموت ، والترغيب في... - الالباني
- باب : " الترهيب من كراهية الإنسان للموت والترغ... - الالباني