رَدُّ الشَّيخ على مَن ضعَّفَ حديث الجارية التي سَأَلَها النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( أين الله ؟ ) . قالت : في السماء .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فهذا الحديث : أين الله ؟ . قالت : في السماء . قال لها : مَن أنا ؟ . قالت : " أنتَ رسول الله " . فهذا الحديث رواه الإمام مسلم في " صحيحه " ، والإمام مالك في " موطَّئه " ، والإمام أحمد في " مسنده " ، وعُدَّ ما شئت من الأئمة ، وصححه بالتصريح بالتصحيح عشرة من حفَّاظ الحديث ، واحتجَّ به الفقهاء و و إلى آخره ، فيأتي بعض الخَلَف ممَّن في عقيدتهم زغل وانحراف عن الكتاب والسنة بالمفهوم الذي شرحناه آنفًا الإيمان بالصفات بدون تشبيه وبدون تعطيل ، قالوا : هذا الحديث يدل على أن الله - عز وجل - في السماء والله ليس في السماء ، الله أكبر ! ربنا يقول في القرآن الكريم : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ .
وَصَلَ الأمر بهؤلاء الذين ضعَّفوا هذا الحديث إلى أن يقولوا : أئمِنْتُم مَن في السماء في اعتقاد في الجاهلية ، هكذا فسروا الآية !! هكذا يكون التلاعب بالقرآن ، هكذا يكون تعطيل القرآن عن دلالاته الصريحة ؛ لماذا ؟ لأنهم فهموا هنا في ظرفية وهي ليست ظرفية . أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ يعني : مَن في جوف السماء ، حاشى لله ! ليس هذا المقصود . أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أي : مَن على السماء ، هكذا فسَّرَ الآية سلفنا الصالح ، مِن جملتهم الإمام البيهقي في كتابه : " الأسماء والصفات " في كتابه " الاعتقاد " ، من جملتهم ابن الجوزي في تفسيره " زاد المسير " ، وعُدَّ ما شئت من السلف ، أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أي : مَن على السماء ، الله أكبر ! كم أصاب المسلمين من الانحراف ، لكن نحمد الله أن الإسلام قائم ؛ لأن الله تعهَّدَ بحفظه كتابًا وسنة .
بعض هؤلاء الذين أنكروا حديث الجارية لأنها أجابت بالجواب الإيماني المصرَّح به في القرآن وصلَ بهم الأمر إلى إنكار حديث آخر وهو صحيح ، لأنه يؤيد أوَّلًا : أن الله - كما قال - في السماء ، وثانيًا : أن في ليست ظرفية ، وإنما هي بمعنى على ، وهذا في اللغة أمر معروف مشهور ، قال - تعالى - حكايةً عن فرعون حينما هدَّدَ السحرة بالقتل ، قال لهم : وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ، فِي جُذُوعِ النَّخْلِ مش معناها في جذوع النخل يعني يفتح الجذع هيك على طوله ويدكّهم جوَّا ؛ لا ، وإنما على على يعني كالصَّلب تمامًا . كذلك قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ، سِيرُوا فِي الْأَرْضِ يعني سيروا ديدان حيايا أفاعي ؟! لا ، سِيرُوا فِي الْأَرْضِ أي : على الأرض ، وكثير وكثير جدًّا من هذا التعبير .
جاء الحديث يؤكد هذا المعنى في بمعنى على ، قال - عليه السلام - : الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا مَن في الأرض يرحَمْكم من في السماء ، ارحموا مَن في الأرض ديدان يعني ؟! لا ، من في الأرض يعني : مع بعضكم البعض الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا أنفسكم كبشر ، ارحموا الدواب كما جاء في كثير من الأحاديث من الأمر بالرِّفق بالحيوان ، هذا هو ارحموا مَن في الأرض أي : مَن على الأرض ، يرحمكم مَن في السماء أي : مَن على السماء ، حينئذٍ آية : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ تلتقي مع كلِّ الآيات التي سردناها قبل صلاة العشاء ، أو عفوًا سردنا بعضها منها : تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ، منها : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، كلُّ هذه النصوص عُطِّلت بتحكيم العقل ، فقال قائلهم وقال ضالُّهم : الله ليس داخل العالم ولا خارجه ، ورَحِمَ الله ذاك الأمير الكيِّس قال : " هؤلاء قوم أضاعوا ربَّهم " . ما هو المعدوم ؟ هو الذي ليس داخل العالم ولا خارجه ؛ إذًا هم يعبدون معدومًا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " المشبِّه يعبد صنمًا ، والمعطِّل يعبد عدمًا " ، الله لا داخل العالم ولا خارجه ، الله أكبر !
أين الله ؟ يا أخي ، الله كما كان قبل خلق الكون فهو كذلك كما كان قبل خلق الكون ، لما خلق الكون يا بدو يكون هو فوق الكون ، يا يكون هو الكون فوق منه ، وهذا بلا شك يخالف قوله - تعالى - : وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ، أو يكون كما يقول غلاة الصوفية : خلق الكون واندسَّ فيه ، وصار مثل الشرنقة مع دودة الحرير هذه !! تعالى الله عمَّا يقول الظالمون علوًّا كبيرًا .
خلاصة الكلام إذًا عرفت الجواب إن شاء الله ما هو ؟
السائل : الله فوق السماء .
الشيخ : آ ، ولكن لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، ليس في مكان .
بسم الله .
وَصَلَ الأمر بهؤلاء الذين ضعَّفوا هذا الحديث إلى أن يقولوا : أئمِنْتُم مَن في السماء في اعتقاد في الجاهلية ، هكذا فسروا الآية !! هكذا يكون التلاعب بالقرآن ، هكذا يكون تعطيل القرآن عن دلالاته الصريحة ؛ لماذا ؟ لأنهم فهموا هنا في ظرفية وهي ليست ظرفية . أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ يعني : مَن في جوف السماء ، حاشى لله ! ليس هذا المقصود . أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أي : مَن على السماء ، هكذا فسَّرَ الآية سلفنا الصالح ، مِن جملتهم الإمام البيهقي في كتابه : " الأسماء والصفات " في كتابه " الاعتقاد " ، من جملتهم ابن الجوزي في تفسيره " زاد المسير " ، وعُدَّ ما شئت من السلف ، أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أي : مَن على السماء ، الله أكبر ! كم أصاب المسلمين من الانحراف ، لكن نحمد الله أن الإسلام قائم ؛ لأن الله تعهَّدَ بحفظه كتابًا وسنة .
بعض هؤلاء الذين أنكروا حديث الجارية لأنها أجابت بالجواب الإيماني المصرَّح به في القرآن وصلَ بهم الأمر إلى إنكار حديث آخر وهو صحيح ، لأنه يؤيد أوَّلًا : أن الله - كما قال - في السماء ، وثانيًا : أن في ليست ظرفية ، وإنما هي بمعنى على ، وهذا في اللغة أمر معروف مشهور ، قال - تعالى - حكايةً عن فرعون حينما هدَّدَ السحرة بالقتل ، قال لهم : وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ، فِي جُذُوعِ النَّخْلِ مش معناها في جذوع النخل يعني يفتح الجذع هيك على طوله ويدكّهم جوَّا ؛ لا ، وإنما على على يعني كالصَّلب تمامًا . كذلك قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ، سِيرُوا فِي الْأَرْضِ يعني سيروا ديدان حيايا أفاعي ؟! لا ، سِيرُوا فِي الْأَرْضِ أي : على الأرض ، وكثير وكثير جدًّا من هذا التعبير .
جاء الحديث يؤكد هذا المعنى في بمعنى على ، قال - عليه السلام - : الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا مَن في الأرض يرحَمْكم من في السماء ، ارحموا مَن في الأرض ديدان يعني ؟! لا ، من في الأرض يعني : مع بعضكم البعض الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا أنفسكم كبشر ، ارحموا الدواب كما جاء في كثير من الأحاديث من الأمر بالرِّفق بالحيوان ، هذا هو ارحموا مَن في الأرض أي : مَن على الأرض ، يرحمكم مَن في السماء أي : مَن على السماء ، حينئذٍ آية : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ تلتقي مع كلِّ الآيات التي سردناها قبل صلاة العشاء ، أو عفوًا سردنا بعضها منها : تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ، منها : الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، كلُّ هذه النصوص عُطِّلت بتحكيم العقل ، فقال قائلهم وقال ضالُّهم : الله ليس داخل العالم ولا خارجه ، ورَحِمَ الله ذاك الأمير الكيِّس قال : " هؤلاء قوم أضاعوا ربَّهم " . ما هو المعدوم ؟ هو الذي ليس داخل العالم ولا خارجه ؛ إذًا هم يعبدون معدومًا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " المشبِّه يعبد صنمًا ، والمعطِّل يعبد عدمًا " ، الله لا داخل العالم ولا خارجه ، الله أكبر !
أين الله ؟ يا أخي ، الله كما كان قبل خلق الكون فهو كذلك كما كان قبل خلق الكون ، لما خلق الكون يا بدو يكون هو فوق الكون ، يا يكون هو الكون فوق منه ، وهذا بلا شك يخالف قوله - تعالى - : وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ، أو يكون كما يقول غلاة الصوفية : خلق الكون واندسَّ فيه ، وصار مثل الشرنقة مع دودة الحرير هذه !! تعالى الله عمَّا يقول الظالمون علوًّا كبيرًا .
خلاصة الكلام إذًا عرفت الجواب إن شاء الله ما هو ؟
السائل : الله فوق السماء .
الشيخ : آ ، ولكن لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، ليس في مكان .
بسم الله .
الفتاوى المشابهة
- هل صحيح أن الله في السماء ؟ - ابن عثيمين
- كيف نرد على من يقول أن الله ليس في الأرض و لا... - الالباني
- الدليل على أن الله في السماء - اللجنة الدائمة
- كلام الشيخ حول قوله تعالى: (( أأمنتم من في الس... - الالباني
- تكلم على التأويل الباطل في صفة العلو ( أن الله... - الالباني
- كلمة عن حديث الجارية في ( أن الله في السماء ). - الالباني
- بيان من الشيخ المقصود بالسماء في قوله تعالى :... - الالباني
- الكلام حول حديث الجارية التي سألها النبي صلى ا... - الالباني
- كيف نردُّ على من يقول : إن الله - تبارك وتعالى... - الالباني
- توضيح معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى... - الالباني
- رَدُّ الشَّيخ على مَن ضعَّفَ حديث الجارية التي... - الالباني