تم نسخ النصتم نسخ العنوان
توضيح معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى... - الالبانيالشيخ : هذه الجارية من أين أخذت هذا الجواب ؟مما نقرأه كل ليلة ممن عنده عناية بالمحافظة على الأوراد الشرعية التي كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يح...
العالم
طريقة البحث
توضيح معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للجارية : ( اين الله، فقالت في السماء ).
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : هذه الجارية من أين أخذت هذا الجواب ؟مما نقرأه كل ليلة ممن عنده عناية بالمحافظة على الأوراد الشرعية التي كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يحافظ عليها ويعلمها أمته ، من ذلك أنه كان لا ينام إلا بعد أن يقرأ سورة تبارك ، في هذه السورة قوله - عز وجل - : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ، فإذن جواب الجارية مطابق لما وصفه الله - عز وجل - لنفسه في القرآن الكريم ، فالله - عز وجل - هو الذي أثبت لنفسه صفة كونه في السماء بآية تبارك . وبهذه الآية تثقفت تلك الجارية واهتدت إلى الصواب في الإجابة عن سؤال نبيها : أين الله ؟ . فقالت : في السماء .
ولكن هنا شيء لا بد من بيانه من الناحية أوَّلًا : العربية ، ثم ثانيًا : من الناحية الشرعية : " في " حرف جر في اللغة العربية تفيد الظرفية عادةً ، فحينما جاءت هذه الآية بهذا التعبير : الله في السماء ، فربما يقول قائل : أن الآية تؤيد قول أولئك الذين يقولون : إن الله - عز وجل - في كل مكان الجواب من ناحيتين : أولًا : إن الآية لم تثبت لله صفة كونه في كل مكان وإنما أثبت لذاته - تبارك وتعالى - كونه في السماء ، والسماء هي خلق من خلق الله وليست السماء كل خلق الله - عز وجل - ، فإن كان ولا بد للمسلم أن يثبت لله مكانًا تشبثًا بهذا النص القرآني فإنما هو السماء ، أما في كل مكان فهذا كلام ما أنزل الله به من سلطان ، هذا نقوله جدلًا وليس عقيدة لما سيأتي بيانه قريبًا -إن شاء الله- ، ذلك لأن في هنا ليست ظرفية هذا الآن من ناحية لغوية لأن علماء اللغة يقولون : إن حروف الجر يقوم بعضها مقام بعض ، وهذا أسلوب في اللغة العربية معروف وعلى ذلك جاء القرآن الكريم .
فحينما قال - عز وجل - في هذه الآية : أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ؛ فهو كقوله - تبارك وتعالى - : قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فالعربي لا يفهم من مثل هذا التعبير القرآني سِيرُوا فِي الْأَرْضِ أي : في جوف الأرض ، وإنما سيروا على الأرض ، من هنا قالوا : " حروف الجر يقوم بعضها مكان بعض " . مثلها تمامًا ما حكاه ربنا - عز وجل - مما جرى من الجدال بين السحرة الذين آمنوا برب هارون وموسى وجابهوا فرعون الذي كان قال لقومه : أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى جابهوه بهذه الحقيقة أنهم آمنوا برب هارون وموسى فهددهم بقوله في الآية وفيها : وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ : لا يعني أنه يفتح جذع النخل ويدكهم في وسط الجذع ويصلبهم ، وإنما المقصود في جذوع النخل أي : على جذوع النخل .
أخيرًا يأتي هذا الأسلوب نفسه في حديث من الأحاديث الصحيحة المشهورة على ألسنة الناس مع قلة الأحاديث الصحيحة المشهورة على ألسنة الناس ، لأن الغالب عليها إنما هو الضعفُ والبُطل ، أما هذا فهو من الأحاديث الصحيحة ، ما هو ؟ قوله - عليه الصلاة والسلام - : الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحَمْكم مَن في السماء : ارحموا مَن في الأرض ؛ يعني : الحشرات والديدان اللاتي لا تُرى ولا يمكن للإنسان أن يشمل تلك الحشرات برحمته ؟ أم المقصود هذه الحيوانات التي نعيش معها على وجه الأرض كما جاء في بعض الأحاديث الصحيحة : أن رجلًا قال : يا رسول الله ، إني لأذبح الشاة وأرحمها . قال : والشاة إن رحمتها رَحِمَك الله .
والشاةَ إن رحمتها رَحِمَك الله ، ويجوز أن تقول : والشاةُ إن رحمتها رحمك الله ؛ إذًا ارحموا من في الأرض يعني : من على الأرض من هذه الحيوانات التي ذللها الله - عز وجل - لنا وسخّرها لنا لنركبها ولنتمتع بلحومها ونذكر الله - تبارك وتعالى - عليها . إذًا ارحموا من في الأرض لا أحد يفهم : داخل الأرض وإنما على الأرض . تمام الحديث : يرحمكم من في السماء ؛ إذًا معنى من في السماء : أي : من على السماء .

Webiste