تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تكلم على التأويل الباطل في صفة العلو ( أن الله... - الالبانيالشيخ :  علما بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي سن لنا نحن معشر المسلمين المتبعين للكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح هو الذي سنّ لنا أن نسأل م...
العالم
طريقة البحث
تكلم على التأويل الباطل في صفة العلو ( أن الله في السماء ) . وكيف فهمت الجارية ( أن الله في السماء ) وهي العقيدة الصحيحة .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : علما بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي سن لنا نحن معشر المسلمين المتبعين للكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح هو الذي سنّ لنا أن نسأل من نشك فيه إيمانه بالله عز وجل أين الله وبالتالي سن لنا الجواب أن يكون هو الله في السماء لكن هذا لا بد أنه بحاجة إلى شيء من البيان أي حينما نقول الله في السماء وهذا سأقوم به إن شاء الله بعد أن أذكر إخواننا وأخواتنا السامعات بحديث أخرجه الأئمة في كتبهم واتفق علماء الحديث وعلماء التفسير وفقهاء الأئمة الأربعة وغيرهم على صحة الحديث التالي وقد أخرجه من أهل الحديث الإمام مسلم في صحيحه ومن قبله الإمام مالك في موطئه ومن بعده الإمام أحمد في مسنده وغيرهم كثير وكثير جدا ممن تبعوهم بإحسان ذلك الحديث هو ما جاء بالسند الصحيح عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله تعالى عنه أنه صلى يوما وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعطس رجل بجانبه فقال له وهو يصلي: يرحمك الله فنظروا إليهم بأطراف أعينهم مسكتين له لكنه يبدو أنه كان حديث عهد بالإسلام حديث عهد بمعرفة الأحكام المتعلقة بالصلاة ولذلك فقد ضاق بهم ذرعا حينما رآهم ينظرون إليه نظرة تشكيك له فقال رافعا صوته واثكل أمياه ما بالكم تنظرون إليّ فأخذوا ضربا على أفخاذهم أيضا يتابعونه بالإسكات فحنيئذ كأنه تبيّن أنه على خطأ فذكر من هديه عليه السلام ولطفه معه قال: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة أقبل إليّ فوالله ما قهرني ولا كرهني ولا ضربني ولا شمتني وإنما قال لي: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتكبير وتحميد" لما وجد هذا الرجل هذا اللطف وكل شيء من معدنه جميل فهو الذي وصفه رب العالمين في القرآن الكريم { و إنك لعلى خلق عظيم } حينما وجد منه هذا اللطف في التعليم طمع أن يزداد علما بعد أن عرف أنه أخطأ في الصلاة وتكلم ولا يجوز له الكلام فقال له: يا رسول الله إن منا أقواما يتطيرون قال: "فلا يصدنكم" قال: إن منا أقوام يأتون الكهان قال: "فلا تأتوهم" قال: إن منا أقوام يخطون بالرمل ضرب الرمل معروف إلى اليوم مع الأسف قال عليه الصلاة والسلام: "قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه فذاك" قال يا رسول الله والشاهد الآن يأتي وما مضى يحتاج إلى محاضرة بل وأكثر من محاضرة الشاهد الآن هو ما يأتي قال: يا رسول الله لي جارية ترعى غنما لي في أحد فسطا الذئب يوما على غنمي وأنا رجل أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة وعلي عتق رقبة فقال عليه الصلاة والسلام: "هاتها" فلما جاءت قال لها عليه الصلاة والسلام: "أين الله؟" قالت: في السماء قال لها: "من أنا ؟" قالت: أنت رسول الله قال لسيدها: "اعتقها فإنها مؤمنة" هذا الحديث إتفق علماء المسلمين على اختلاف تخصصاتهم من علماء الحديث وهذا تخصصهم وعلماء التفسير وعلماء فقه وعلماء توحيد كلهم اتفقوا على تصحيح هذا الحديث إلا علماء الكلام الذين يركبون رؤوسهم ويتبعون أهواءهم فهم الذين يردون هذا الحديث بعقولهم العقول التي عرفتم أنها لا قيمة لها هذا الحديث سن لنا أنه يجوز لنا أن نسأل الأحباشيين وأمثالهم من أذناب المعتزلة أو الإباضية أين الله فتراهم حيراى والجريء منهم يقول: هذا سؤال لا يجوز وهم يجهلون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي سنّ هذا السؤال لأمته فهم إذا يردون على نبيهم الذي يزعمون أنهم يؤمنون به ثم كان الجواب من الجارية الله في السماء قد لا تصدقون لكن الكتاب موجود إن بعض العلماء في العصر الحاضر يقولون إن القول بأن الله في السماء هي عقيدة الجاهلية وليست عقيدة المسلمين وأن هذه الكلمة إن الله في السماء هي حكاها عنهم رب العالمين في القرآن الكريم والله كما تعلمون من سورة تبارك { أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير } هناك قسم آخر أقرب إلى الهدى وأبعد عن ضلال القسم الأول الذين قالوا إن القول بأن لله في السماء هو قول الجاهلية يتأولون هذه الآية بتأويل يقولون: { من في السماء } يعني الملائكة وهذا من شؤم ما يسمونه بالمجاز إنهم يسلكون طرق المجاز لتعطيل الصفات الإلهية يأتي هنا لأحاديث كثيرة لإبطال هذا التأويل من ذلك الحديث المتداول بين الناس اليوم ولكن أكثر الناس لا يعلمون بل لا يفقهون ما به يتكلمون ذلك الحديث هو "الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من السماء" "ارحموا من في الأرض يرحمكم من السماء" من في السماء هو الله ! من في الأرض خلق الله من إنسان من حيوان من دواب إلى آخره هذا الحديث لأنه يوضح المعنى المقصود من قوله تعالى في السماء: {أأمنتم من في السماء } وهذا الذي قلت آنفا ربما نعرج لبيان معنى في السماء لأن في من حيث الاستعمال العربي تأتي في بعض الأحيان بمعنى الظرفية وأحيانا تأتي بمعنى آخر من حروف الجر فتأتي بمعنى "على" فيا ترى " في " هنا في هذه الآية هل هو بالمعنى المعهود؟ أي إنها ظرف؟ الجواب لا ومن هنا يظن علماء الكلام أنهم إذا نفوا أن يكون الله في السماء أنهم نزهوه هم في الحقيقة عن فهمهم الخطأ للآية لكن قد أنكروا أن يقولوا كما قال الله: الله في السماء فجهلوا معنى أن الله في السماء أنه على السماء وذلك وفي ذلك أو في هذه الحالة يلتقي معنى هذه الآية مفسرا بالحديث السابق "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" من في الأرض ليس المقصود من كان في جوف الأرض من ديدان وحشرات و و إلى آخره وإنما المعنى واضح جدا من على الأرض من تتعاملون معهم من بني جنسكم من الإنس أو مما ذلل الله لكم من الحيوانات "ارحموا من على الأرض يرحمكم في السماء" أي من على السماء حينئذ هذا التفسير الذي يوضحه هذا الحديث يلتقي تماما مع كل الآيات التي ذكرنا بعضنا وأحاديث أخرى أن الله عز وجل له صفة العلو فحينما نوجه السؤال إلى هؤلاء الأحباش أو غيرهم ممن هم على شاكلته في ضلالهم أين الله؟ يجب أن يكون جوابهم كما قالت الجارية: الله في السماء لكن ليس بمفهومهم في ظرفية لا وإنما بالمفهوم الذي وضحه الحديث أولا وكان عليه سلفنا الصالح ثانيا أي أن الله في السماء أي على السماء أي على العرش لأن كل ما علاك فهو سماء فحينئذ تسد الطرق كلها أمام هؤلاء الأحباش الذين يظنون أولا أنه لا يجوز أن يسأل المسلم أين الله وثانيا يظنون أنه لا يجوز أن يقول الله في السماء بعد أن تبيّن لهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي سن هذا السؤال وهو "أين الله" وهو الذي شهد لتلك الجارية بالإيمان حينما نطقت بلفظ القرآن الله في السماء وهنا عبرة لا بد من أن أذكرها وهي يتبيّن لنا الفرق بين الحياة التي كان يعيشها عامة المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى الجارية راعية الغنم وبين ما يعيشه اليوم عامة المسلمين وكثير من خاصتهم لأن هذا السؤال لو وجه إلى كثير من الخاصة وفيهم بعض كبار علماء الأزهر الذي يوصف فيقال الأزهر الشريف إذا وجه إليهم هذا السؤال أين الله لم يجيبوا بجواب الجارية ما هذه الفارقة ! بين كبار العلماء في العصر الحاضر لا يجيبون عن جواب الرسول عن سؤال الرسول عليه السلام بينما راعية الغنم تعرف الجواب الصحيح لهذا السؤال الوجيه أقول هذا دليل أن المسلمين في العهد الأول كانوا ربوا جميعا لا فرق بين خاصتهم وعامتهم كانوا ربوا جيمعا بتربية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يتعلق على الأقل بالعقيدة التي لا بد لكل مسلم أن يكون فاهما لها أولا ثم مؤمنا بها هذه جارية كيف عرفت العقيدة الصحيحة؟ الجواب الجارية لا نتصور أنها كانت تتمكن أن تحضر حلقات العلم التي كان يحضرها كبار أصحاب رسول النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخاصتهم بينما الآخرون ما كانوا يحضرون جلسات الرسول عليه السلام إذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما بلغ حديثا من أبي هريرة رضي الله عنه ندم فقال: شغلنا الصفق في الأسواق إذا كان هذا عمر فماذا نقول عن الصحابة الآخرين؟ وماذا نقول عن النساء؟ بل ماذا نقول أخيرا عن الجواري وعن راعية الغنم؟ أريد من هذه التوطئة كيف فهمت هذه الجارية هذه العقيدة الصحيحة التي إلى الآن لم يفهمها بعض الخاصة من أهل العلم إنها كانت تعيش في جو يعني موحد في التوحيد الصحيح لا مثيل له في الدنيا إطلاقا بسبب وجود الرسول عليه السلام بسبب وجود النور بين ظهراني أولئك الصحابة من الرجال والنساء من الخاصة والعامة هذه الجارية تلقت هذه العقيدة من سيدها فسيدها يسمع العقيدة الصححية بل والأحكام الشرعية من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم لا يقتصر على الإحتفاظ بها بل ينقلها إلى من هو يعوله من ينفق عليه مادة وينفق عليه أيضا علما ومعنى. من هنا نعرف لماذا عرفت الجارية هذه العقيدة الصحيحة لأنها عاشت في ذلك الجو الوحيد في فهمه للتوحيد الصحيح أما اليوم فالمسلمون يعيشون في أجواء متباينة في عقائدة متفرقة متضاربة أشد التضارب ولذلك فلا نجاة للمسلمين في هذا الزمان إلا أن يعودوا إلى ما كان عليه السلف الصالح وأن يحققوا في أنفسهم خبر نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال واصفا للفرقة الناجية قال: هي التي تكون "على ما أنا عليه وأصحابي" أردت أن أختم الكلمة بهذا الحديث لكني تذكرت أنه كان في جملة السؤال المطروح آنفا أن هؤلاء الأحباش ينكرون في جملة ما ينكرون اليد التي وصف الله عز وجل نفسه بها يقولون اليد جارحة سبحان الله وهم يتكلمون عن أنفسهم فيكف يقولون في اليد التي ذكرها الله إنها جارحة ! هؤلاء من أجهل الناس إن لم يكونوا من أضل الناس ذلك لأنهم يقيسون الغائب على الشاهد بل يقيسون غيب الغيوب وهو الله تبارك وتعالى على أنفسهم هذا في منتهى الحماقة إن لم يكن في منتهى الضلال نحن نجاريهم جدلا لا عقيدة وحاشا أن نشاركهم في عقيدتهم نقول لهم الله ذات متصفة بصفات الكمال هل تقولون معنا لا بد أن يقولوا معنا نعم ، أو يقولوا لا فإن قالوا لا فذاك هو الذي يدل على ضلالهم ويؤكد ما هم فيه فلا كلام لنا معهم لأن الكلام حينئذ يكون مع الزنادقة والمفروض الآن أننا نتكلم مع مسلمين يشهدون أن لا إله إلا الله ويصلون و و إلى آخره فإذا قالوا نحن معكم بأن الله عزّ وجل ذات له كل صفات الكمال فإذا قالوا هذه الكلمة فقد تناقضوا حينما قالوا الله ذات وله صفات وأنت أيها المتكلم بكلام علماء الكلام حينما تقول اليد جارحة هذه جارحة بالنسة لذاتك فهل ذاتك كذات الله أو ذات الله كذاتك؟ ستقول حاشا لله ذاته ليست كالذوات وبالتالي صفاته ليس كسائر صفات المخلوقات إذا انتهت المشكلة يا جماعة انتهت المشكلة يقال في الذات ما يقال في الصفات يقال في الصفات ما يقال في الذات إيجابا وسلبا الله ذات له كل صفات الكمال ومنزه عن كل صفات النقص ذلك قوله تعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فهو سميع وبصير صدق الله لكن سمعه ليس كسمعنا بصره ليس كبصرنا لا بد لهؤلاء المجادلين بالباطل والمتسترين بكلام حق ظاهره حق وباطنه باطل لا بد لهؤلاء أن ينكروا كل صفات الله عز وجل لماذا؟ لأن وصف الله بهذه الصفات في الغالب فيها اشتراك لفظي ليس حقيقي معنوي الله عز و جل قال عن آدم: { فجعلناه سميعا بصيرا } و وصف نفسه بأنه سميع بصير إذا انتهى الوقت إذا ننهي هذا الكلام فنقول إذا كان الله عز وجل قال: { وهو السميع البصير } و ووصف آدم عليه السلام بأنه جعله سميعا بصيرا فعلى طريقة هؤلاء الأحباش وأمثالهم من المعطلة لا بد من أحد شيئين إما أن نقول إن الله ليس كما قال: { وهو السميع البصير } لأنه قال في آدم: { فجعلناه سميعا بصيرا } أو أن نقول لا هو كما وصف به نفسه لكن قوله في آدم: { فجعلناه سميعا بصيرا } ليس كذلك فلا بد من تعطيل أحد الوصفين إما ما كان منهما متعلقا بالله عز وجل وهذا كفر وإما ما كان متعلقا بوصف الله لآدم عليه السلام بأنه جعله سميعا بصيرا إنكار أيضا هذا هو كفر فهم دائرون ما بين كفر وكفر وذلك عاقبة من لا يتبع السلف الصالح ولذلك قيل :"
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في إبتداع من خلف "
فنوصي الحاضرين جميعا أن لا يصغوا لعلماء الكلام ولا لأذنابهم وعليهم أن يعرفوا عقيدة السلف ليكونوا إن شاء الله مهتدين والحمد لله رب العالمين .

Webiste