هل يُعذر الجاهل في أمور العقيدة كمثل ما ذكرنا من الطواف بالقبور ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : هل يُعذر الجاهل في أمور العقيدة مثل هذه الأمور ؟
الشيخ : هذه - أيضًا - لنا فيها يعني أكثر من شريط فيما أعتقد ، والسؤال يحتاج إلى تفصيل ، فهل تذكر في شريط ولَّا لأ ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : فالشاهد : يختلف الجاهل باختلاف المجتمع الذي يعيش فيه ، فإذا كان مجتمعًا جاهليًّا فهو يُعذر ؛ لأن ما في مين يقيم الحجة عليه ويبيِّن له التوحيد ، وإذا كان مجتمعًا إسلاميًّا محضًا موحِّدًا فلا يُعذر ، وبين هذا وهذا طبعًا وجوه كثيرة ، وربنا - عز وجل - هو الذي يعلم ما في الصدور ، فمن علم الله منه أنه لم تبلغه حجة الله فيما كان جاهلًا به ؛ فهذا معذور عند الله ؛ لقوله - تبارك وتعالى - : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ، ولقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ما من رجلٍ من هذه الأمَّة من يهوديٍّ أو نصرانيٍّ يسمع بي ثم لا يُؤمن بي إلا دخل النار .
يسمع بي يعني : يسمع بدعوتي على حقيقتها ، ثم هو مع ذلك لا يُؤمن ؛ فهو خالد في النار أبدًا .
هذا هو يعني مجمل القول في هذه المسألة ، والمحيط والبيئة له أثر كبير جدًّا في تقويم الإنسان أو إفساده ؛ ولذلك نهى - عليه الصلاة والسلام - أن يسافر المسلم إلى بلاد الكفر ويُساكنهم ويُعاشرهم ؛ لأن الطبع سرَّاق . - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - .
السائل : ذهب القائلون - يا شيخ ، بارك الله فيك - : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ذهب القائلون في هذا إلى أنه لا يُعذر الإنسان بجهله ، وقد أخذ الله - عز وجل - العهد عليه من ظهورهم ؛ فما رأيكم في هذا الدليل يا شيخ - جزاك الله خير - ؟
الشيخ : هذا - بارك الله فيك - استدلال هزيل جدًّا ، وإلا ما معنى الآية السابقة : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ؟ هذا الاستدلال معناه تعطيل حكمة بعث الرسل وإنزال الكتب ، فلو كان ما وقع في عالم الأرواح - كما يقولون - يكفي لإقامة الحجة كان لم يقل ربنا - عز وجل - : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ، ولم يكن هناك حاجة قصوى لإرسال الرسل وإنزال الكتب ، وهذا استدلال خاطئ اعتزالي ؛ لأن المعتزلة يفسِّرون الآية التي ذكرتُها آنفًا : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ؛ أي : العقل ، وهذا انحراف طبعًا عن السنة ؛ لأن السنة توضِّح أن أربعة أجناس يوم القيامة يدلون بحجَّتهم : الطفل الذي لم يبلغ سن التكليف ، والمجنون ، والشيخ الفاني ، والرابع لا أذكره الآن ، المهم هؤلاء يُحاسبون يوم القيامة حسابًا غير حساب الناس ، يُرسل الله - تبارك وتعالى - إليهم رسولًا ، فمن أطاع هذا الرسول دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار ، فلذلك الآية السابقة وهذا الحديث وما جاء في كتب التفاسير من السلف تُبطل الاستدلال بالآية التي ذكرتها آنفًا ، ولا بد من ... .
والحديث الذي ذكرته - أيضًا - آنفًا وهو من الحجج : ما من رجلٍ من هذه الأمة من يهوديٍّ أو نصرانيٍّ يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ، فلو كانت الحجة السابقة صحيحة لم يكن لهذا الحديث معنى أبدًا ؛ لأن الحجة السابقة تسوِّي بين مَن سمع عن الرسول وبين مَن لم يسمع به إطلاقًا ، وهذا لا يقول به عالم أبدًا .
السائل : معنى سمع بي ؟
الشيخ : مَو شرحته آنفًا ، سمع بدعوتي وعلى حقيقتها ، وبأوصافه وشمائله المعروفة ، وهذا - أيضًا - لنا بعض تسجيلات في هذه الفترة عندكم .
نعم .
الشيخ : هذه - أيضًا - لنا فيها يعني أكثر من شريط فيما أعتقد ، والسؤال يحتاج إلى تفصيل ، فهل تذكر في شريط ولَّا لأ ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : فالشاهد : يختلف الجاهل باختلاف المجتمع الذي يعيش فيه ، فإذا كان مجتمعًا جاهليًّا فهو يُعذر ؛ لأن ما في مين يقيم الحجة عليه ويبيِّن له التوحيد ، وإذا كان مجتمعًا إسلاميًّا محضًا موحِّدًا فلا يُعذر ، وبين هذا وهذا طبعًا وجوه كثيرة ، وربنا - عز وجل - هو الذي يعلم ما في الصدور ، فمن علم الله منه أنه لم تبلغه حجة الله فيما كان جاهلًا به ؛ فهذا معذور عند الله ؛ لقوله - تبارك وتعالى - : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ، ولقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ما من رجلٍ من هذه الأمَّة من يهوديٍّ أو نصرانيٍّ يسمع بي ثم لا يُؤمن بي إلا دخل النار .
يسمع بي يعني : يسمع بدعوتي على حقيقتها ، ثم هو مع ذلك لا يُؤمن ؛ فهو خالد في النار أبدًا .
هذا هو يعني مجمل القول في هذه المسألة ، والمحيط والبيئة له أثر كبير جدًّا في تقويم الإنسان أو إفساده ؛ ولذلك نهى - عليه الصلاة والسلام - أن يسافر المسلم إلى بلاد الكفر ويُساكنهم ويُعاشرهم ؛ لأن الطبع سرَّاق . - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - .
السائل : ذهب القائلون - يا شيخ ، بارك الله فيك - : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ذهب القائلون في هذا إلى أنه لا يُعذر الإنسان بجهله ، وقد أخذ الله - عز وجل - العهد عليه من ظهورهم ؛ فما رأيكم في هذا الدليل يا شيخ - جزاك الله خير - ؟
الشيخ : هذا - بارك الله فيك - استدلال هزيل جدًّا ، وإلا ما معنى الآية السابقة : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ؟ هذا الاستدلال معناه تعطيل حكمة بعث الرسل وإنزال الكتب ، فلو كان ما وقع في عالم الأرواح - كما يقولون - يكفي لإقامة الحجة كان لم يقل ربنا - عز وجل - : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ، ولم يكن هناك حاجة قصوى لإرسال الرسل وإنزال الكتب ، وهذا استدلال خاطئ اعتزالي ؛ لأن المعتزلة يفسِّرون الآية التي ذكرتُها آنفًا : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ؛ أي : العقل ، وهذا انحراف طبعًا عن السنة ؛ لأن السنة توضِّح أن أربعة أجناس يوم القيامة يدلون بحجَّتهم : الطفل الذي لم يبلغ سن التكليف ، والمجنون ، والشيخ الفاني ، والرابع لا أذكره الآن ، المهم هؤلاء يُحاسبون يوم القيامة حسابًا غير حساب الناس ، يُرسل الله - تبارك وتعالى - إليهم رسولًا ، فمن أطاع هذا الرسول دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار ، فلذلك الآية السابقة وهذا الحديث وما جاء في كتب التفاسير من السلف تُبطل الاستدلال بالآية التي ذكرتها آنفًا ، ولا بد من ... .
والحديث الذي ذكرته - أيضًا - آنفًا وهو من الحجج : ما من رجلٍ من هذه الأمة من يهوديٍّ أو نصرانيٍّ يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ، فلو كانت الحجة السابقة صحيحة لم يكن لهذا الحديث معنى أبدًا ؛ لأن الحجة السابقة تسوِّي بين مَن سمع عن الرسول وبين مَن لم يسمع به إطلاقًا ، وهذا لا يقول به عالم أبدًا .
السائل : معنى سمع بي ؟
الشيخ : مَو شرحته آنفًا ، سمع بدعوتي وعلى حقيقتها ، وبأوصافه وشمائله المعروفة ، وهذا - أيضًا - لنا بعض تسجيلات في هذه الفترة عندكم .
نعم .
الفتاوى المشابهة
- هل يعذر الجاهل بجهله ؟ - الالباني
- حكم العذر بالجهل في العقيدة - ابن باز
- من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمور الفقهية؟ - ابن باز
- ذكرتم فيما مضى أن قضية العذر بالجهل بالنسبة لل... - الالباني
- ذكرتم فيما مضى أن قضية العذر بالجهل بالنسبة لل... - الالباني
- مسألة العذر بالجهل في أمور العقيدة؟ - ابن باز
- حجة القائلون بعدم العذر بالجهل: "وإذ أخذ ربك م... - الالباني
- الأمور المعلومة من الدين بالضرورة معلومة عند ك... - الالباني
- هل يعذر الجاهل بجهله أم لا ؟ - الالباني
- هل يُعذر الجاهل في العقيدة ؟ - الالباني
- هل يُعذر الجاهل في أمور العقيدة كمثل ما ذكرنا... - الالباني