تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ذكر قصة حدثت مع ابن بطة رحمه الله. - الالبانيالشيخ : ومن هؤلاء أحد كبار علماء الحنابلة ألا وهو أبو عبد الله بن بطة فقد كان هذا العالم الفاضل يتشدد جدا في هذا القيام ويصرح بأنه حرام، وقد ذكروا في تر...
العالم
طريقة البحث
ذكر قصة حدثت مع ابن بطة رحمه الله.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ومن هؤلاء أحد كبار علماء الحنابلة ألا وهو أبو عبد الله بن بطة فقد كان هذا العالم الفاضل يتشدد جدا في هذا القيام ويصرح بأنه حرام، وقد ذكروا في ترجمته أنه خرج ذات يوم يمشي مع صاحب له شاعر فدخلوا في السوق فمروا برجل عالم فاضل جالس في دكانه في محله فقام لابن بطة قام له وهو يعلم أن ابن بطة يكره هذا القيام أشد الكراهة، فقال ذلك العالم الذي قام لابن بطة معتذرا له ببيتين من الشعر ماذا قال ؟
" لا تلمني على القيام فحقي *** حين تبدوا ألا أمل القيام
أنت من أكرم البرية عندي *** ومن الحق أن أجل الكرام "

هذا بلا شك كلام مقبول عند الناس لكنه مرفوض عند هذا الفقيه ابن بطة، ولذلك قال لصاحبه الذي معه وهو شاعر مفلق قال أجبه عني وهو تلميذه فقال لذلك العالم الذي قام لابن بطة:
" أنت إن كنت لا عدلتك ترى *** ليا حقا وتظهر الإعظاما
فلك الفضل في التقدم والعلم *** ولسنا نريد منك احتشاما
فاعفني الآن من قيامك هذا أولا *** فسأجزيك بالقيام القياما
وأنا كاره لذلك جدا *** إن فيه تملقا وأثاما
لا تكلف أخاك أن يتلقاك *** بما يستحل به الحرام
وإذا صحت الضمائر منا *** اكتفينا من أن نتعب الأجساما
كلنا واثق بود أخيه *** ففيم انزعاجنا وعلاما "

الحقيقة ان القسم الأخير من البيت هو بيت القصيد كما يقال في هذه المسالة أن نربي أنفسنا على أن نصلح قلوبنا وان تكون ظواهرنا مطابقة لقلوبنا، والأمر في هذا القيام ليس كذلك لذلك قال هذا الرجل:
" وإذا صحت الضمائر منا *** اكتفينا من ان نتعب الأجساما
كلنا واثق بود أخيه *** ففيم انزعاجنا وعلاما "

لقد حدثني أحد أصدقائي في دمشق الشام منذ نحو أربعين سنة قال حضرنا حفلا وما كدنا نجلس على الكراسي إلا خرج إشاعة كبيرة الآن يدخل من باب المكان الحفل الضخم فلان الأمير توجهت الأنظار إلى المدخل جاء الأمير فقمنا جلس الأمير جلسنا، قال ما كدنا نجلس إلا أتت إشاعة ثانية الآن يدخل الباشا الفلاني فعلا دخل الباشا فقمنا ثم جلسنا، وهكذا قال شعرت أن تحتي نقول عندنا في سوريا زمبرك يعني نابض معروف هذا عندكم أو ما أدري ايش اسمه عندكم زمبرك كويس، قال شعرت أن تحتي زمبرك يجلسني ويرفعني وأجلس فوقه هكذا ، أخيرا قلت في نفسي إلى متى والله ما في أريح من أن أتبع السنة والله ماني قائم مهما دخل الداخل فاسترحت، فعلا هذا البيت من الشعر:
" وإذا صحت الضمائر منا *** اكتفينا من أن نتعب الأجساما "
وهذا ملاحظ في كثير من الاجتماعات إذا كان يحضر فيه كبار القوم فتجد الناس هكذا قائمون قاعدون، هذا من الإسلام؟ هذا ليس من الاسلام في شيء في هذا الجزء من الحديث ينتهى الكلام حول القيام للداخل إكراما.
هناك قيام من نوع آخر لكنه خاص بصاحب الدار ورب الدار دخل داخل أو طرق طارق الباب فقال القادم أو الولد يا أبت فلان، يقوم هو فيستقبله ويرحب به ويجلسه في المكان المناسب له كما قلنا آنفا، لكن هؤلاء ضيوف ليس لهم علاقة بهذا الداخل فلا يقومون له ولكن عليهم أدب خاص ألا وهو قول الله تعالى: ذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم يعني كما قلت أنت في الصباح أنه كانت المجالس ليس فيها هذه كراسي وكنبايات إلى آخره، وأنما الأرض وقد يكون هناك شيء من الوسائد فقد يكون المجلس ممتلئا فيتفسح الناس لإجلاس ذلك الرجل، أما ان يقوموا هكذا قياما فهذا ما سبق الكلام فيه وأنه لا يشرع، أما القيام إليه فهذا من سنة رب الدار لاستقبال الضيف.
من هنا يجب أن نفرق بين القيام للداخل فلا يشرع وبين القيام إلى الداخل فيشرع.

Webiste