تم نسخ النصتم نسخ العنوان
وجوب التعرف على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ف... - الالبانيالشيخ : نعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يخطب به في كل خطبه ويفتتحها بعبارات جعلها عليه الصلاة والسلام دستورا! لهذه الأمة في حياتهم كلها المتع...
العالم
طريقة البحث
وجوب التعرف على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: ( خير الهدى هدى محمد ).
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : نعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يخطب به في كل خطبه ويفتتحها بعبارات جعلها عليه الصلاة والسلام دستورا! لهذه الأمة في حياتهم كلها المتعلقة بعبادة الله تبارك وتعالى ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم: خير الهدى هدى محمد وإذا كان الأمر كذلك فواجب المسلم أن يتعرف على هديه صلى الله عليه وآله وسلم في كل شؤون حياته ليتبين له ما يجب عليه أن يتلزمه مما له علاقة بالدين أو مما لا يجب عليه ذلك لأنه ليس من أمور الدين، ذلك لأن الدين قد كمل وأتم الله بذلك نعمته على عباده كما هم معلوم من قول رب العالمين: اليوم أكملت لك م دينكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا أما الدنيا فمن كمال هذا الدين وتمام صلاحه أنه أطلق للمسلمين فيما ليس من الدين كل الإطلاق أن يفعلوا في دنياهم ما يشاؤوا شريطة ألا يخالفوا الدين، كما جاء في حديث تأبير النخيل الذي أخرجه الإمام مسلم في *صحيحه*: أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ ذات يوم بناس يؤبرون النخل -وأظنكم تعرفون بطبيعة الحال أكثر منا ما المقصود بتأبير النخل، أليس كذلك؟ تأبير النخل هو تلقيحه، وضح الآن؟ التأبير هو التلقيح- فمر بطائفة من الأنصار يؤبرون النخل، فسألهم عن ذلك فقالوا: إن هذا من شأنه أن يأتي الثمر فحلا مطعما، فقال عليه الصلاة والسلام: لو تركتموه كما هو أي لم تلقّحوه أو تأبروه فتركوا النخيل كما هو، لما جاء وقت الإطعام أو وقت الحصاد فوجئوا بأن التمر خرج شيصًا، والشيص هنا كناية عن أنه لا لحم ولا شحم له يعني جلد على نواة، فأتوا النبي عليه الصلاة والسلام فذكروا له ذلك فقال لهم وهنا الشاهد: إنما هو رأي رأيته فما أمرتكم من أمور دينكم فأتوا منه ما استطعتم، وما كان من أمر دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم .
الشاهد: بمقدار ما أطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين إطلاقاً صريحًا لا حدود له في أمور الدنيا لأنه لم يأت لإتمامها وتعليما الناس بل قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم بقدر ما يعني صرح لهم وأباح لهم التوسع في أمور الجنيا بالشرط الذي ذكرته لكم آنفاً ألا يخالف نصًا شرعيا، على العكس من ذلك ضيق لهم دائرة الدين فقال لهم في أحاديث كثيرة: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار وفي هذا جاء حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقيل : يا رسول الله ، وعظتنا موعظة مودع ، فقلنا: يا رسول الله أوصنا، فقال: عليكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن ولي علكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، -وفي حديث آخر:- وكل ضلالة في النار ، وهذا بحث واسع جدا وتكلمنا فيه مراراً وتكراراً في بعض المحاضرات التي ألقيناها في هذه السفرة بخاصة ولا أريد أن أزيد على هذه الكلمات لأتابع الموضوع المشار إليه آنفاً وهو.

Webiste