تتمة لباب : " حسن الخلق إذا فقهوا "
شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( تدرون ما أكثر ما يدخل النار قالوا الله ورسوله أعلم قال الأجوفان الفرج والفم وما أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
وصل بنا الدرس الماضي إلى الحديث التاسع والثمانون بعد المئتين من الباب 138 ألا وهو .
باب: " حسن الخلق إذا فقهوا ".
هذا الحديث الذي نبتدئ درسنا لهذا اليوم إسناده حسن يرويه المصنّف عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: تدرون ما أكثر ما يدخل النار؟ قالوا: الله ورسوله أعلم ، قال: الأجوفان: الفرج والفم، وما أكثر ما يدخل الجنة؟ تقوى الله وحسن الخلق .
هذا الحديث يبين الرسول صلوات الله وصلم عليه جامع الخير والشر ، فيقول عليه الصلاة والسلام سائلاً أصحابه لأن طريقة السؤال والجواب عليه يمكّن الجواب من قلوب السامعين، يقول لأصحابه: تدرون أكثر ما يدخل النار؟ فأجابوه بقولهم قالوا: الله ورسوله أعلم ، فأجابهم عليه الصلاة والسلام بقوله : الأجوفان: الفرج والفم يعني أن النبي عليه الصلاة والسلام يصرّح أن أكثر الأسباب التي بها يدخل الناس النار موردهما: الفرج والفم، أما الفرج فهو كناية عن الزنا، وذلك لا يقتضي شرحا وبياناً، وأما الفم فالمقصود به أمور من المعاصي كثيرة منها الغيبة ومنها النميمة ومنها الشتائم والسباب ومنها الكلام الذي لا يجوز أن يتكلم به الإنسان بالنسبة لربه تبارك وتعالى ، كالحلف بغير الله عز وجل.
وهذا الطرف من المذكورَين هو الأهم مما يجب على المسلم أن يقف عنده وأن يتدبّره ، أما الطرف الأول فهو الفرج وناحيته محصورة وهي مضمونة عند أكثر المسلمين.
أما الناحية الأخرى ألا وهي الفم فذلك قل ما ينجو منه إنسان لكثرة ما يجول به فم الإنسان من المعاصي كما ذكرنا آنفاً، ولذلك جاء في بعض الأحاديث الصحيحة قوله عليه الصلاة والسلام: من يضمن لي ما بين لحييه وفخذيه أضمن له الجنّة اللحيين يعني الفكّين ، وهذا كناية على أن يحفظ الإنسان فمه ولسانه النزول فيما لا يرضي الله تبارك وتعالى من تلك المعاصي، فهو عليه السلام يقول: من يضمن ما بين لحييه -فكيه- وما بين فخذيه أضمن له الجنّة والواقع يشهد أن أكثر ما يُبتلى به الإنسان المسلم إنما هو لسانه ولذلك قيل قديماً:
" احفظ لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنك إنه ثعبان ".
فالرسول صلوات الله وسلامه عليه ذكر في هذا الحديث جوامع الشر فحض المسلمين على أن ينتهوا عن ذلك ألا وهما المحافظة على الفرج والمحافظة على ما يبدو من الإنسان من الفم.
ثم ذكر جوامع الخير بقوله وسؤاله إياهم : وما أكثر ما يدخل الجنّة ؟ طبعاً كان جوابهم أيَصا قولهم السابق : " الله ورسوله أعلم " فأجابهم عليه الصلاة والسلام بقوله : تقوى الله وحسن الخلق فالشاهد من هذا الحديث في هذا الباب هو الجملة الأخيرة منه ألا وهو قوله عليه السلام : حسن الخلق ففي الطرف الأخير من الحديث يذكر نبينا صلوات الله وسلامه عليه أن أكثر وأقوى أسباب دخول الجنة هو أمران اثنان الأمر الأول هو تقوى الله.
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
وصل بنا الدرس الماضي إلى الحديث التاسع والثمانون بعد المئتين من الباب 138 ألا وهو .
باب: " حسن الخلق إذا فقهوا ".
هذا الحديث الذي نبتدئ درسنا لهذا اليوم إسناده حسن يرويه المصنّف عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: تدرون ما أكثر ما يدخل النار؟ قالوا: الله ورسوله أعلم ، قال: الأجوفان: الفرج والفم، وما أكثر ما يدخل الجنة؟ تقوى الله وحسن الخلق .
هذا الحديث يبين الرسول صلوات الله وصلم عليه جامع الخير والشر ، فيقول عليه الصلاة والسلام سائلاً أصحابه لأن طريقة السؤال والجواب عليه يمكّن الجواب من قلوب السامعين، يقول لأصحابه: تدرون أكثر ما يدخل النار؟ فأجابوه بقولهم قالوا: الله ورسوله أعلم ، فأجابهم عليه الصلاة والسلام بقوله : الأجوفان: الفرج والفم يعني أن النبي عليه الصلاة والسلام يصرّح أن أكثر الأسباب التي بها يدخل الناس النار موردهما: الفرج والفم، أما الفرج فهو كناية عن الزنا، وذلك لا يقتضي شرحا وبياناً، وأما الفم فالمقصود به أمور من المعاصي كثيرة منها الغيبة ومنها النميمة ومنها الشتائم والسباب ومنها الكلام الذي لا يجوز أن يتكلم به الإنسان بالنسبة لربه تبارك وتعالى ، كالحلف بغير الله عز وجل.
وهذا الطرف من المذكورَين هو الأهم مما يجب على المسلم أن يقف عنده وأن يتدبّره ، أما الطرف الأول فهو الفرج وناحيته محصورة وهي مضمونة عند أكثر المسلمين.
أما الناحية الأخرى ألا وهي الفم فذلك قل ما ينجو منه إنسان لكثرة ما يجول به فم الإنسان من المعاصي كما ذكرنا آنفاً، ولذلك جاء في بعض الأحاديث الصحيحة قوله عليه الصلاة والسلام: من يضمن لي ما بين لحييه وفخذيه أضمن له الجنّة اللحيين يعني الفكّين ، وهذا كناية على أن يحفظ الإنسان فمه ولسانه النزول فيما لا يرضي الله تبارك وتعالى من تلك المعاصي، فهو عليه السلام يقول: من يضمن ما بين لحييه -فكيه- وما بين فخذيه أضمن له الجنّة والواقع يشهد أن أكثر ما يُبتلى به الإنسان المسلم إنما هو لسانه ولذلك قيل قديماً:
" احفظ لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنك إنه ثعبان ".
فالرسول صلوات الله وسلامه عليه ذكر في هذا الحديث جوامع الشر فحض المسلمين على أن ينتهوا عن ذلك ألا وهما المحافظة على الفرج والمحافظة على ما يبدو من الإنسان من الفم.
ثم ذكر جوامع الخير بقوله وسؤاله إياهم : وما أكثر ما يدخل الجنّة ؟ طبعاً كان جوابهم أيَصا قولهم السابق : " الله ورسوله أعلم " فأجابهم عليه الصلاة والسلام بقوله : تقوى الله وحسن الخلق فالشاهد من هذا الحديث في هذا الباب هو الجملة الأخيرة منه ألا وهو قوله عليه السلام : حسن الخلق ففي الطرف الأخير من الحديث يذكر نبينا صلوات الله وسلامه عليه أن أكثر وأقوى أسباب دخول الجنة هو أمران اثنان الأمر الأول هو تقوى الله.
الفتاوى المشابهة
- شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال... - ابن عثيمين
- شرح حديث «من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة» - ابن باز
- تتمة شرح حديث أسمامة بن شريك رضي الله عنه : (... - الالباني
- بأي أنواع التقوى نفسّر جواب الرسول عليه السلام... - الالباني
- شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما ن... - ابن عثيمين
- شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( سئل رسول ا... - الالباني
- شرح حديث أبي هريرة رقم ( 294 ) : سُئِلَ رسول ا... - الالباني
- شرح حديث حدثنا محمد بن سلام ، عن ابن إدريس قال... - الالباني
- تتمة شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( ... و... - الالباني
- تتمة لباب : - الالباني
- تتمة لباب : " حسن الخلق إذا فقهوا " شرح حديث أ... - الالباني