تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( ... و... - الالبانيالشيخ : وقال السَّائل :  وما أكثر ما يدخل النار ؟ قال - عليه الصلاة والسلام - : الأجوفان الفم والفرج  .هذا من بيان الرسول - عليه السلام - وفصاحته حيث قا...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( ... وما أكثر ما يدخل النار ؟ قال: الأجوفان الفم والفرج )
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وقال السَّائل : وما أكثر ما يدخل النار ؟ قال - عليه الصلاة والسلام - : الأجوفان الفم والفرج .
هذا من بيان الرسول - عليه السلام - وفصاحته حيث قال مقابلا لجواب سؤال أكثر ما يدخل الجنة تقوى الله وحسن الخلق : أكثر ما يدخل النار الفم والفرج ، وهذا معنى واضح ، لأن الفم باعتباره أجوف ويتكلم الإنسان عادة كثيرًا وكثيرًا جدًّا وكلام الإنسان كله يحاسب عليه إلا ما كان أمرًا بمعروف أو نهيا عن منكر ، لذلك جاء في الحديث الصحيح : مَن يضمَنْ لي ما بين لحييه - فكَّيه - وما بين فخذيه ؛ ضَمِنْتُ له الجنة ، ففي هذا الحديث حض على أمرين اثنين أحدهما : مما نجَّى الله - عز وجل - من مخالفته كثيرًا من المسلمين والمسلمات وهو المحافظة على الفرج ، لكن الأمر الآخر وهو الفم فأكثر ما يبتلى به المسلمون هو هذا الأجوف هذا الفم ، لأننا لا نعبأ بكثير مما نقول ، ولا نهتم ولا نفكّر مع أن الإنسان منا قد يتكلم بكلمة شأنها كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : إن الرجل لَيتكلَّم بالكلمة لا يلقي لها بالًا يهوي بها في النار سبعين خريفًا ، إن الرجل لَيتكلَّم بالكلمة لا يلقي لها بالًا ، يعني لا يبالي بها ، يظنُّ أنها كلمة سهلة لا خطورة لها عند الله - تبارك وتعالى - ، لكن الواقع أنها تهوي بها في النار سبعين خريفًا يعني سبعين سنة ، يهوي على أمِّ رأسه في النار في جهنم بسبب أنه تكم بتلك الكلمة لا يلقي لها بالا لا يهتم لها إطلاقًا ؛ ولذلك كان الرسول - عليه السلام - جالسًا يومًا وبجانبه عائشة لما مَرَّ شخص أو امرأة قصيرة قصيرة القامة ، فما كان مِن أمِّنا عائشة إلا أن قالت هكذا ، مثل ما يفعل الناس اليوم : انظروا انظروا ما أقصرها ، هي ما تكلمت وإنما أشارت فقال - عليه السلام - : لقد قلت كلمة لو مُزِجَتْ بماء البحر لَأفسَدَتْه يعني : أنتي تعيِّري هذه المرأة المسلمة بقصرها وهذا خلق من خلق الله - تبارك وتعالى - ، فهل أنت تعيبين الخالق أم المخلوق ؟ إن عبتِ المخلوق فما في مخلوق يريد لنفسه العيب ، إن كان مثلًا هناك قِصر ... بعدهم عن ... أنهم يؤاخذون القدر بأنهم يؤاخذون القدر لأنهم لا يتصورون أن الله - عز وجل - هو الذي قدر هذا القدر ها القدر ، عابوا أو سبّوا أو شتموا القدر فإنما يؤاخذون رب القدر ، لذلك فهذا نوع من الكفر إلا إما أن يكون كفرًا لفظيًا وهذا إثم وفسق ، وإما أن يكون كفرًا اعتقاديا وهو ردّة عن الدين والعياذ بالله تعالى .لذلك وعظ الرسول - عليه السلام - أمته في آخر هذا الحديث حينما أجاب أكثر ما يدخل النار إنما هما الأجوفان الفم والفرج لأنه يجب على المسلم أن بيحافظ على لسانه وأن يتذكر دائمًا وأبدًا نبيه - عليه الصلاة والسلام - : مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُلْ خيرًا أو ليصمت ، مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُلْ خيرًا أو ليصمت لأنه إن لم يتكلم خيرًا فكلامه إما أن يكون عليه يعني يحاسب عليه يوم القيامة أو لا يستفيد منه على الأقل إن كان على الأقل مباحًا مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقُلْ خيرًا أو ليصمت يعني يسكت ، لذلك قالوا في الفتن : " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " . وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين . وسبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد ألا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك .

Webiste